رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤسسة «ابن العربي» تصدر كيمياء السعادة وسفير الإلهام للصوفي الأكبر

غلاف كتاب محيي الدين
غلاف كتاب محيي الدين

صدر عن مؤسسة «ابن العربي» للبحوث والنشر والتوزيع كتاب يضم أربعة أسفار للقطب الصوفي الأكبر محيي الدين ابن العربي.

السفر الأول هو «درُّ الدُرَر» وينظر فيه الشيخ الأكبر ابن العربي إلى الإنسان بوصفِهِ عالَمًا صغيرًا في مقابلِ العالمِ الكبيرِ الذي هو الكونُ، ومن ثمّ فإنه يجعلُ الإنسانَ دُرَّةَ الدُررِ من حيث جمعيّته حقائقَ وأسرارَ الكونِ، وهو في سبيلِ عرضِ فكرتِهِ، وتبسيطها، يتحدث عن: القِدمِ والفيضِ الأوّلِ، عن القلمِ واللوحِ والجوهرِ، عن الإنسانِ بلطائِفِهِ السبع، وما يعنيه من بلوغِ الكمالِ وأهليّتِهِ للخلافةِ.

أما السفر الثاني فهو «كيمياءُ السعادةِ»، ويستعرض فيه ابن العربي فضائلَ الذكر بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، وفضيلةَ الذِكرِ بكلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

وينبّه إلى أهميةِ إخلاصِ النيّةِ، ورياضةِ النفسِ على النفي والإثباتِ في حالِ الذِكرِ.. أي ما يجبُ أن ينفيه المريدُ عن الحقِّ جلّ شأنُه، ويحدّدُ خمسَ عقباتٍ تعترضُ المريدَ وينبغي عليه نفيها عن الخالقِ بما يليقُ برتبةِ ألوهيّتِهِ.. ثم يحدّدُ سبعةَ أمورٍ يجبُ على المريدِ إثباتها في قلبِهِ؛ منها أنَّ حياتَه بالتوحيدِ، وعلمَه بالشهودِ، وقدرتَه بالرضى، وتصرّفّه بالحكمةِ، وشهودَه بالحقيقةِ، وسمعَه بالكشفِ.

ويأتي السفر الثالث بعنوان «مفاتحُ الغيب» وفيه يستفيض في التعريفِ بمراتبِ الغيبِ، وما يختصُّ اللهُ تعالى بعضَ عبادِهِ بإطلاعِه على أيٍّ من هذه المراتبِ.. على أن لهذا الغيبِ مفاتيحَه الأولى وهي بطبيعةِ الحالِ في يدِ اللهِ وحده.. وثمّةَ تشديدٌ على أنَّ أوّلَ ما ينبغي للمريدِ أن يطلبه هو معرفةُ غيبِ نفسِه سعيًا لإصلاحِ عيوبِها.. كما أن طلب الاطلاعِ على الحوادثِ تأنفُ منه هِمَمُ الطالبين.

ويضع ابن العربي لسفره الرابع عنوان «سفيرُ الإلهامِ» ومن خلاله يتبحّرُ في مسألةِ الأمانةِ التي حملها الإنسانُ.. وكيف أن تأديةَ هذه الأمانةِ مشروطةٌ بأن يعرفَ الإنسانُ حقيقةَ نفسِه أولًا.. ثم ثانيًا أو معها دوام افتقارِهِ إلى اللهِ.. كما يبيّنُ شرائطَ العبوديةِ مؤكدًا على حتميةِ التحلّي بالأدبِ التامِّ، فضلًا عن الرضا بأحكام هذه العبوديةِ، وإخلاصِ النيّةِ في كلِّ عملٍ.. ويبشّرُ بأنَّ من تحقّق بعجزِ ذاتهِ أعانه اللهُ بقوّتِه، كما أن حملَ الأمانةِ لا يكون إلّا بالمّددِ الإلهيِّ المؤيّدِ بالحفظِ.

وتعني مؤسسة «ابن العربي» للبحوث والنشر والتوزيع بجمع مؤلفات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي من مراكز المخطوطات بالعالم وتوثيقها، ونشرها في طبعات محققة علميًا، وذلك بالتعاون مع دار «الوابل الصيب للإنتاج والتوزيع والنشر».

يذكر أن الإشراف العلمي للمشروع يضطلع به الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فيما تتولى إدارة المشروع الدكتورة فاطمة القاسمي، والمشرف العام الشيخ: أيمن حمدي الأكبري.