رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإيد الشقيانة».. كيف يقضي عمال مصر عيدهم في ظل «كورونا»؟

عيد العمال
عيد العمال

في الأول من مايو كل عام، يجب أن نسلط الضوء على دورهم المحوري، وكفاحهم طوال الوقت الذي لا يتوقف رغم الأزمات التي تشهدها البلاد بسبب الوباء المنتشر، لذا تواصلنا معهم في السطور التالية، لنعرض حكاويهم، ونثني على الدور الذي يلعبونه في بناء مصر.

تحدثنا في البداية، مع الرجل الخمسيني، أحد عمال مصانع الغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى، الذي قضى 30 عامًا من عمره داخل مصانع مصر، بدءًا من حمل البضاعة والعمل في المخازن، وصولًا إلى الإدارة الكاملة على عملية الإنتاج، والإشراف على العاملين، وتدريب الوافدين الجدد.

يقول "عبد الجليل"، إن مناسبة عيد العمال، تمثل حدثًا هامًا لجميع العمال المصريين، فهو احتفالًا بالمجهودات التي يقومون بها في الخفاء، لا يعلمها أحد سوى المتواجدين داخل المصانع، لذا ينتظرون هذا اليوم تحديدًا للاحتفال سويًا بما أنجزوه خلال العام الواحد، بمشاركة أصحاب ومديري المصانع الذين يقدرون ما يقدمه العمال من جهد واضح.

 "هناك طرق عدة للاحتفال بعيد العمال، منها الاجتماع بالعمال داخل المصنع، والاحتفال بالأغاني وإعداد موائد الطعام، وقضاء اليوم بأكمله سويًا"، أشار "عبد الجليل" إلى طرف احتفال العمال بعيدهم، التي تختلف من عام لآخر، والتي اختلفت بشكل كامل منذ العام الماضي، حين انتشر فيروس كورونا، ومنعهم من التجمعات في الأماكن العامة.

هذه المرة كانت مختلفة قليلًا، فقد جاء عيدهم في ظل شهر رمضان المبارك، ورغم عقد نيتهم على الإفطار سويًا، إلا أنهم امتنعوا عن فعل ذلك، نظرًا للظروف التي تشهدها البلاد في الأيام الأخيرة بسبب ارتفاع معدل الإصابة بالفيروس، لكنهم اكتفوا بتهنئة بعضهم البعض في الهاتف.

اختتم الرجل حديثه، معبرًا عن رغبته الشديدة في التخلص من هذا الوباء الذي سيطر على العالم، وبدل ملامحه بشكل كبير، فالعمال أصبحوا يتناوبون على العمل داخل المصنع في فترات مختلفة، ما منعهم من الاجتماع سويًا كما كان الحال في الماضي.


كريم الغزالي، أيضًا، من عمال مصر "الشقيانة"، وبالرغم من أن عمره لا يتجاوز الـ30 عامًا، إلا أنه قضى طفولته بأكملها داخل مصنع مفروشات بمحافظة الغربية، كان يشاهد العاملين وهم يأدون دورهم في إنجاز العمل، وأراد أن يصبح واحدًا منهم، وبالفعل حقق ما يريده ليكون هذا العيد هو الذكرى العاشرة له في العمل داخل مصانع مصر.

بدأ الشاب رحلة العمل منذ عام 2011، وتخصص حينها في أعمال النظافة الخاصة بالمصنع، وترتيبب البضائع لحين موعد تسليمها، حتى أصبح من أقدم العمالة، وأشار في حديثه معنا، إلى أول عيد قضاه مع العامين، قائلًا: "أهلي كان فرحانين بيا أني بقضي أول عيد عمال ليا مع زمايلي في المصنع، ووالدتي حضرتلنا حلويات علشان نحتفل بيها".

 استكمل: "زملائي في العمل هم أهلي وأخوتي، فقد قضينا العديد من السنوات سويًا، تشاركنا فيهم لحظات الفرح والحزن، وكانوا يتعبروني شقيقهم الأصغر، ودربوني جيدًا حتى أكون أحد العناصر الهامة في المصنع، وبالفعل نجحت في اكتساب خبرات كبيرة في هذا المجال، وتقاضيت أجر أكبر من السنوات الماضية، فقد تدرجت وظيفتي من حين لآخر، حتى وصلت للتعامل مع العملاء في الخارج، وإعداد الصفقات مع المحال التجارية".

أما عن طرق الاحتفال بعيد العمال، قال: "هذا العام عيدنا كان مختلفًا تمامًا عن السنوات الماضية، فقد جاء في شهر رمضان الكريم، وهذه أعظم مناسبة للاحتفال به، ولولا ما فعله فيروس كورونا في منع التجمعات، كنا سنعقد إفطارًا جماعيًا داخل المصنع بصحبة جميع العاملين، لكننا اكتفينا بدعوة زميل أو زميلين من رفقاء للعمل للإفطار سويًا داخل منازلنا".