رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدوبلير


زكي طليمات، كان بـ يعمل عرض "شهرزاد"، بطولة المطرب العملاق إبراهيم حمودة.
لو ما تعرفش حمودة، دا الوحيد، اللي عمل دويتو مع ثومة، أي وقف قصاد القطر. لما عمل معاها فيلم "عايدة".
حمودة، يعني الصالة هـ تبقى كومبليتفي كل ليلة.
عادة في تلك الأحوال، كان المخرج بـ يعمل حسابه، لو حد حصل له ظرف، وما قدرش ييجي العرض، فـ كان بـ يتفق مع فنانينيبقوا جاهزين، لو حصلت في الأمور أمور. مش شرط حمودة، أي حد، خصوصا لو دور رئيسي، لو ما جاش، العرض هـ يكون في خطر.
الفنانين الدوبليرات دولبـ طبيعة الحال مش نجوم، بل مش معروفين خالص، عشان مفيش حد معروفهـ يقبل ييجي العرض، ويقعد على دكة البدلاء، إذ ربما حد ما ييجيش، الطبيعي إنه المعروف أو النجم بـ يشتغل عرض تاني في حتة تانية.
وحتى لو حد معروف قبل يبقى احتياطي، فـ هـ ياخد أجره كامل، وإنت مش هـ تدفع مرتين، لـ سبب زي دا.
من هناطليمات جاب مطرب درجة تانية، ويمكن تالتة، محدش يعرفه، يبقى جاهزعلشان لو في ليلةإبراهيم حمودة نفسه ما جاش. فـ المطرب وافق، أهو أي قرش أحسن من مفيش، ما هو كدا كدا، مش هـ يعمل حاجة.
اتفقوا وحفظ الدور، وتمام التمام، رغم إنه متأكد إنه مش هـ يأدي الدور، إنما يشاء السميع العليمإنه في ليلة الافتتاح شخصيا، إبراهيم حمودة ما ييجيش، ظرف قاهر فجائي، من اللي بـ ييجي مرة في الألف دا.
المطرب البديل يتفاجأإنه بعد ربع ساعة، هـ يطلع يلعب دور البطولةفي عمل زي دا، وطلع فعلا، بس الموقف كان أكبر منه، كل ما ييجي يفتح بقه، الكلام مش بـ يطلع، واللخبطة جابت لخبطة، وما عرفش ينطق حرف.
دلوقتي، إحنا قدام فريقين، المشترك الوحيد بينهمهو الغضب اللا نهائيمن هذا المطرب المأفون: الجمهور، المشتري، اللي دافع فلوس وجي ينبسط بـ المسرحية الخالدة. والبايع، اللي هو الفرقة المسرحية، اللي جاية تبسط هذا الجمهور، وعلى راسها زكي طليمات.
دول ودول، جايين يقضوا ليلة، بوظها فرد واحد. هذا الفرد بات من المؤكد إنه مستقبله كله بقى في الضياع، مين هـ ينسى له العملة دي؟
بعد فترة، يوسف بك وهبي، داخل يعمل فيلم جديد، هـ يستعين فيه بـ المطرب جلال حرب، اللي كان ماشي حاله وقتها، ومعروف ونجم وبرنس الليالي وكل حاجة.
قبل التصوير بـ أيام، جلال يطلب فلوس أكتر، يرفضوا، يعتذر، فـ يوسف بكيفتكر إنه كان رايح يحضر عرض، وباظ بـ سبب شاب. نظرة يوسف وهبي ليلتها، ما كانتش زي نظرة الجمهور المحبط، ولا نظرة الفرقة الغاضبة.
هو بـ يراقب، واللي بـ يراقبدايما بـ يعرف يشوف، وهو حسإنه هذا الشاب ييجي منه كتير، حس منين؟وأنا إيش عرفني؟هو أنا يوسف وهبي؟ دي حاجات ربانية.
المهم، يوسف بيه قال لـ بشارة واكيم: تعرف تجيب لي الشاب دا؟ بشارة قال له: تمام، وفعلا، جاب له الشاب المأسوف عليه. فـ يوسف وهبيعرض عليه دور جلال حرب
وهكذا، ظهر على الشاشة لـ أول مرةاسم المطرب "فوزي الحو"، اللي هـ نعرفه جميعا بـ اسم: "محمد فوزي"