رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نص كلمة»... كيف سبق أحمد رجب «تويتر» بنصف قرن؟

أحمد رجب شجرة عظيمة
أحمد رجب شجرة عظيمة

يبقى الكاتب الكبير أحمد رجب شجرة عظيمة، عطرها باقٍ مهما انقضت الأيام أو طالت السنوات، فصاحب «نص كلمة» يظل فكرة لا تقهرها حسابات الزمان ولا تخضع لحدود المكان، وخلال مسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن داخل بلاط صاحبة الجلالة، كتب عن الجميع وللجميع، لكنه لم يقل عن نفسه إلا القليل جدًا، لكن الكاتب الصحفي محمد توفيق نجح في اختراق أسوارها بتسجيل سيرته الذاتية في كتابه "ضحكة مصر".

في سطور الكتاب كشف "توفيق" سر العلاقة الخاصة التي جمعت بين "رجب" وأستاذه على أمين وحكاية "نص كلمة" قائلا: "في عام ١٩٦٨ دعا الكاتب الكبير على أمين تلميذه أحمد رجب إلى مكتبه، وألقى إليه بمجموعة من المقالات، وطلب منه اختصارها فى بعض كلمات لا تتجاوز بأى حال بضعة سطور، وعلل السبب فى ذلك بظهور وسائل عصرية مثل الراديو والتليفزيون أصبحت تنافس الصحافة على تقديم الخبر للجمهور، وهو ما وضع القارئ فى مكانة تجعله غير متقبل أو مستعد لقراءة آلاف الكلمات سواء كانت فى صيغة مقال أو أى من الفنون الصحفية الأخرى مثل التحقيق أو التقرير".

من المحادثة التى جرت وقائعها بين «أمين» و«رجب»، ابتكر الأخير فكرة « نص كلمة» التى ظل يقدمها للقارئ المصرى والعربى خلال نصف قرن تقريبًا، وسبق بها تويتر بما يقارب الـ 50 عاما، فالمحرك الشهير يشترط عددا معينا من الكلمات لنشر التويتة.

لكن إذا كان على أمين هو من ألهمه الفكرة التى صاغت الجزء الأكبر من شهرته، فالمؤكد أن له آباء آخرين أسهموا كذلك فى صناعة «ظاهرة أحمد رجب».. يقول عنهم «توفيق»: «كل الأشخاص الذين شاهدوا الصورة من الخارج، ارتسم المشهد النهائى فى مخيلتهم بأن مصطفى أمين هو أقرب إنسان إلى نفس أحمد رجب، ورغم أنه كان يحتل مكانة خاصة واستثنائية فى قلبه، لكنه كان أسيرًا بالحب ومدينًا بالعرفان إلى على أمين».

ويتابع: ذات يوم هاجم فى «نص كلمة» الأستاذ محمد حسنين هيكل بشدة، فى موضوع أشعل نهار القاهرة ولم يقعد ليلها آنذاك. مساء هذا اليوم جمعه لقاء بـ«توفيق» فسأله عن الدوافع التى حركته للكتابة فى ذلك الموضوع فأجاب: «هيكل عندما يظهر فى التليفزيون دائمًا ما يردد فى حديثه جملة (على أمين اللى كان بيعتبر نفسه أستاذى)، وهو بالفعل أستاذه، وليس مقبولًا بعد تلك السنوات أن يُنكر تلك الحقيقة، فقد أقمنا سنوات فى بيته، وكنا نذهب سويًا لشراء الخضار له من السوق، وبالتالى لا يمكن أن أشاهده يدهس الحقيقة وينزل بقدر وقيمة على أمين ولا أتكلم، فهذا الرجل بالنسبة لى أبًا وأعتبر نفسى أحد أبنائه.