رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكلمة الصادقة».. وثيقة مرور سهير شلبى إلى شاشة التليفزيون

المذيعة المصرية الشهيرة
المذيعة المصرية الشهيرة سهير شلبي

تنتمي المذيعة المصرية الشهيرة سهير شلبي إلى جيل العمالقة الكبار الذين أثروا الشاشة ببرامجها التي جذبت المشاهدين والمستمعين.

"شلبي" كشفت في أحد لقاءاتها تفاصيل رحلتها من بيت والدها العالم الأزهري إلى الشاشة الفضية قائلة: "في حي المعادي الراقي، كانت النشأة في بيت الدكتور أحمد شلبي، أستاذ التاريخ الإسلامي، وهو عالم كان سابقا لعصره، وفتاواه تؤكد أنه سبق الجميع في ملف تجديد الخطاب الديني، والدليل آراءه التي صوبها في كثير القضايا".

وأضافت: "والدي أفتى بأن ريع شهادات الاستثمار ليس «ربا»، لكنها تعاملات حلال لا يشوبها الحرام، قبل أن تعتمد هذا الرأي المؤسسات الدينية في مصر بـ٢٠ عامًا كاملة".

من هذا الملمح تستطيع أن تقرأ أجواء الحياة في ذلك المنزل الذي نشأت بين جدرانه.

تتذكر هي هذه الأجواء فتقول: "التدين الوسطى أو الإسلام المصرى كان هو المناخ السائد فى بيتنا، تدين حقيقى بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ إنسانية ودينية ودنيوية، مثل الصدق والأمانة والضمير والإخلاص وكل ما هو جميل في الحياة، كان هذا هو الأساس الذي تربينا عليه، ثم تأتي بعد ذلك الطقوس والشعائر الأخرى مثل الصلاة والصوم دون تشدد".

وتضيف: "كانت فكرة التدين الوسطى بمثابة الصراط الذى عليه تسير حياتنا وأمورنا فى كل خطوات حياتنا، فمنهجى فى حياتى ومع أولادى وحتى صداقتى محكومة بتقوى الله ومراعاته وابتغاء مرضاته، وتلك القناعات التى أعتنقها أدين لوالدى بالفضل الأكبر فيها، حيث ظللت مبادئه سماء حياتنا، وتحولت العادات التى نشأنا عليها إلى عبادات نؤديها بأعمالنا ومعاملاتنا".

وتشير إلى أنها كانت تجلس فى حضرة أبيها، فيأتيه أنُاس كثيرون لسؤاله فى شئون دينهم ودنياهم، فتستمع إلى كل ما يقوله ويُفتى فيه، ودون قصد انتقلت تلك الأفكار إليها بالتمرير، فكانت بمثابة مشاعل النور التى أضاءت حياتها، سواء على مستوى الأسرة أو على صعيد العمل.

ورغم "الديمقراطية" التي كانت تميز تعاملات الدكتور أحمد شلبي، كان رجلًا صارمًا جدًا في بيته، وكل أوامره وتعليماته مُطاعة لا تقبل النقاش.

وتستشهد على ذلك برفضه عملها في المجال الإعلامي، على الرغم من حلمها الأكبر منذ صغرها بالوقوف أمام الميكروفون والشاشة، وتقديمها الإذاعة المدرسية، منذ أن كانت فى عمر ٧ سنوات، بالإضافة إلى التمثيل فى مسرح المدرسة، وأداء الكثير من الأنشطة الفنية والثقافية.

وتتابع: "عقب تخرجي تحولت رغبة العمل كمذيعة إلى طموح مشتعل بداخلي، لكنني خفت أن أحرق حلمي وأحكم عليه بالفشل إذا ما عرضت تلك الفكرة على والدي باعتباره معارضًا شرسًا لها، لذلك تقدمت بأوراقي دون علم منه، ليفاجأ باسمي منشورًا في الصحف ضمن كشوف الناجحين والمقبولين».

حينها ناداها مخاطبًا: "موافق على عملك في الإعلام شريطة أن تقدمي إعلامًا محترمًا يقدم الكلمة الصادقة ويعلى من شأن الضمير"، وكانت تلك الكلمات بمثابة الإشارة الخضراء التي انطلقت من بعدها رحلتها داخل عالم الميديا.