رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي سوداني لـ«الدستور»: زيارة حمدوك لمصر تأتي في وقت دقيق

عثمان ميرغني
عثمان ميرغني

أكد الخبير السياسي السوداني "عثمان ميرغني"، أن زيارة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك إلى القاهرة ولقائه الرئيس عبد الفتاح السياسي ونظيره الدكتور مصطفى مدبولي تأتي في وقت دقيق وبداية جديدة في علاقات البلدين.

وأوضح "عثمان ميرغني" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن زيارة حمدوك إلى مصر جاءت لتؤكد على المحور الأمني المتعلق بالدفاع والتعاون العسكري، بين القاهرة والخرطوم كما أنها جاءت في توقيت يحتاج فيه البلدان إلى تنسيق الجهود في القضايا المرتبطة بالأمن القومي في ظل إعادة تموضع سياسي يشهدها العالم بشكل عام والإقليم بشكل خاص.

وأشار السياسي السوداني إلى أن هناك أمور مهمة تتعلق بمصر والسودان تحتاج إلى تنسيق خاصة ما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي والتحديات التي يواجهها السودان مثل ما يجري في شرق البلاد والأوضاع التي يعيشها السودان في ظل حكومة انتقالية تحتاج إلى دعم من قبل المجتمع الدولي ومصر سيكون لها ثقل قوي في هذا الأمر بسبب صوتها لدى المنظمات الدولية.

وتوقع عثمان ميرغني أن يكون هناك المزيد من التنسيق في المجالات الاقتصادية بين مصر والسودان الفترة المقبلة فالوفد الذي رافق حمدوك رفيع المستوى يتعلق بالعديد من التخصصات التي تتطلب التنسيق مع نظيرائهم في القاهرة.

وأضاف: "هناك الكثير من المجالات والمصالح المشتركة بين مصر والسودان، وأعتقد أن المجال الزراعي من أكثر المجالات التي يمكن أن يستفيد منها البلدان فالسودان لديه المياه والأراضي الخصبة ومصر تملك الخبرة والقدرة على جذب رأس المال المصري والأجنبي للاستثمار في هذا المجال وهذا شبه جاهز لأنه كان هناك تجارب سابقة بين البلدين في هذا الشأن كما أن هناك مجالات أخرى صناعية فالسودان يمكن أن يكون سوق صناعية رائدة لمصر لأن الخرطوم معبر مهم لباقي الدول الإفريقي".

وأشار إلى أن المخاطر المشتركة تجعل البلدان يتحدان سويا لأن الأمن القومي المصري والسوداني مرتبطان ببعضها البعض ما يتطلب تعاون الجانبين لتجنب المخاطر المحيطة وكذلك مواجهة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات والبشر.

وتعليقا على مفاوضات سد النهضة أوضح ميرغني أن السودان انسحب من المفاوضات عندما أدرك انها دائرية وبدون نتائج بسبب تعويل أديس ابابا على فرض الأمر الواقع وهو ما حذر منه السودان ومطالبة إثيوبيا بعدم االشروع في الملء الثاني لبحيرة سد النهضة حتى يتم التوصل إلى اتفاق ملزم بين الدول الثلاث، كما عرض السودان أن يكون هناك رباعية دولية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تلعب دور الوساطة وليس الرقابة فقط ومصر دعمت هذا المقترح لكن رفضته إثيوبيا كعادتها في رفض أي مقترحات تقود للحل.

ونوه السياسي السوداني إلى أن وزير الري في بلاده قال إن الخرطوم لديها كافة الخيارات بعد رفض إثيوبيا مقترح وساطة الرباعية الدولية ومن الواضح أن هناك الكثير من الأوراق التي يمكن أن يستخدمها السودان لزيادة الضغط على إثيوبيا وإقناعها بالتفاهم والجلوس إلى طاولة المفاوضات للوصول الى تفاهم بين الدول الثلاث.

وأشار عثماني ميرغني إلى الخلافات مع إثيوبيا بشان منطقة الفشة مؤكدا أنها سودانية خالصة لا يجادل فيها أحد، والسودان استعاد أكثر من 95 % منها من تحت سيطرة القوات الإثيوبية، وهي لن تتفاوض حولها بل كل ما تريده هو تقليص مسافات العلامات الحدودية لتكون بمسافة 1-2 كم وليس 10 كم كما هو موجود الآن مع إثيوبيا ما سمح بتغلغلها إلى الأراضي السودانية، محذرا من أن هناك في الأفق حشود إثيوبية عسكرية على الجانب السوداني بما يكشف عن نوايا لاستغلال موسم الامطار في يونيو للعودة مجددا إلى هذه الأراضي.