رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عشم إبليس فى الجنة


أى شيطان يسيطر على عقول الإخوان؟.. ذلك الذى يدعوهم إلى إحراق الأرض وقتل العباد وتحويل مصر إلى خراب، دون أن يهتز لأحدهم جفن، ودون أن يدرك أحد منهم أنه لولا هذه الأرض ما كان إنساناً وما كانت له هوية بين الناس.. حتى الأموال التى ينعمون بها، جاءتهم أصلاً من خير هذه البلاد، قبل أن تتدفق عليهم مليارات العمالة، بعد أن وجد فيهم المتربصون بمصر أداة طيعة لتدميرها، وقد التقت إرادتهما على ضرورة إحراق هذه البلاد، إن لم يستطيعا الاستحواذ عليها والسيطرة على مقدراتها.

أرى الندم على وجوه كثير ممن اختلفت معهم أيام الانتخابات الرئاسية الماضية، وفى جولة الإعادة بين د. مرسى والفريق أحمد شفيق.. كانت الجماعة وأنصارها والمُضَللون من الناس والمُستَغلون منهم بالزيت والسكر، قد عمدوا إلى التصويت لمرسى فى الجولة الأولى، و»الرمى» على شفيق حتى تكون الإعادة بينهما، ليقع الناس فى حيرة، بين ما ظنوه عودة للنظام القديم بانتخابهم شفيق، وبين الوقوع فى أيدى الإخوان إذا ما اختاروا مرسى.. وكانت حيلة خبيثة، دفعت الكثيرين إلى «عصر ليمونة» على أنفسهم واختاروا مرسى، دون العودة إلى الماضى ثانية.

ساعتها.. قلت للمختلفين معى على انتخاب الفريق شفيق، إن كنتم تعتقدون أن ذلك عودة للنظام القديم، فإنه أهون الشرين.. إذ بانتخاب شفيق، نحن أمام رئيس من الممكن إزاحته بكل بساطة عن الحكم، إذا لم يرض الشعب عن أدائه، وفى يومين فقط، لو أراد هذا الشعب، ناهيكم عن أن شفيق رجل دولة، خَبَر الحكم وتمرس فيه، وصاحب علاقات دولية، ومن ثم سيجيد ممارسة السياسة، وصاحب خبرات ونجاحات على الأرض، ويحمل روح المقاتل، منذ أن كان طياراً، ثم بعد كل ذلك وقبله، فإنه سيحاول أن يبرهن للشعب أنه ليس كالنظام القديم، وأنه سيعمل على تغيير صورته النمطية فى أذهان الناس، بإنجازات فى البلاد وديمقراطية بين العباد.. أما وصول مرسى للحكم، فمعناه التمكين للجماعة وانغراس لها فى جسد الدولة، تماماً كانغراس المسمار المعكوف فى الخشب، لا يخرج منه إلا بالتحطيم والكسر، ولن يخرج الإخوان من الحكم إلا بالدم.. وهو ما يحدث الآن، واستفاق الناس على هوله، حتى أولئك الإعلاميون الذين سبحوا بحمد النبى الجديد، قبل أن يكشف لهم ــ بنفسه ولهم شخصياً- عن عوراته!.

لقد فقدت الجماعة عقلها، وراحت كالثور الهائج، تحطم كل شىء فى طريقها، ولم تعد تستنكف أى فعل، حتى ولو كان القتل، فكل الأشياء لديهم مباحة، ولا يرون أمامهم إلا أحد طريقين، إما العودة إلى السلطة التى فقدوها بإرادة شعب مصر، وإما خنق هذا الشعب فى كل يوم، بجديد يبثه فيهم شيطان الإفساد، أو قتل هذا الشعب.. وما بين العنف والترويع وإشاعة الفوضى والقتل، وبين محاولة هدم الاقتصاد المصرى، تتنتقل حركة الجماعة، بتوجيه من التنظيم الدولى، الذى وجد فى بلدان حاقدة على مصر موئلاً له وحاضناً وممولاً لمؤامراته عليها، وبأيدى من يفترض فيهم أنهم أبناؤها!.

«اقتلوا كل من يعارضكم أو يعترض مسيرتكم».. هكذا يُؤمر الإخوان، وهكذا يفعلون، وهكذا فعلوا فى المنصورة.. ذبحوا المواطن محمد جمال الدين بدير، سائق التاكسى الذى تصادف مروره بين مسيرة ساد فيها عنفهم، ألقوا على سيارته زجاجات المولوتوف فأحرقوها حتى تفحمت، وعندما اعترض، تلقفته أيادى القتلة تعمل فيه بأسلحتها البيضاء، قبل أن يذبحوه ذبح الشاة وتتلطخ أياديهم بمزيد من دماء الأبرياء.. أى دين يعتنقون، وإلى أى إنسانية ينتمون، بل أى أخلاق فى أى ملة يعرفها هؤلاء.. إنهم كالأنعام أو أضل!.

وآخر دعواهم، ليس الحمد لله.. لكن تخريب الاقتصاد المصرى، بجمع «الفكة» المعدنية من الأسواق وتجميعها فى بيوتهم لإرباك الحياة اليومية للمواطنين التى تعتمد على هذه العملة المعدنية، وتكليف الدولة إعباءً مالية إذا ما فكرت فى طبع كميات بديلة، لأن تكلفة طبع هذه العملة أكبر من قيمتها السوقية، وبذلك يضغطون على ميزانية البلاد.. تقول إحدى صفحاتهم الإلكترونية «حوش 100 فضة»، «بعد عودة مرسى، كل واحد محوش حاجة يضخها تانى فى السوق، وهترجع كل حاجة زى ما كانت.. إحنا بنعمل وسيلة ضغط لعرقلة البلاد اقتصادياً، زى الامتناع عن دفع الفواتير.. ده اقتصادنا واحنا حرين فيه».. عشم إبليس فى الجنة!.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.