رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإخوان» أداة.. سياسية فرنسية تكشف «خديعة» أردوغان لتحقيق «الحلم المتغطرس»

أردوغان
أردوغان

قالت كيلى الخولي، السياسية الفرنسية ومديرة العلاقات الدولية فى مركز الشئون السياسية والخارجية "CPFA"، إن رجب طيب أردوغان، يخضع لفكر تطرفي يتوافق مع تفسير الإخوان للدين الإسلامي، مشيرة إلى أن الرئيس التركي يرى نفسه زعيما للعالم الإسلامي، ويستخدم انتمائه للجماعة من أجل تحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية، وتوسيع دائرة نفوذه.

وأضافت «الخولي»، الفرنسية من أصل سوري، في تقرير نشرته صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية، أن هذا الحلم المتغطرس دفع أردوغان للتدخل في نزاعات الدول الإسلامية من أجل فرض نفوذه عليها وتقوية تلك الصورة التي يروجها لنفسه، لافتة إلى إنه بالرغم من تبنيه لهجة تصالحية في الفترة الأخيرة، إلا أنه لا يزال ينتهج خطابًا شعبويًا متطرفًا.

ولفتت إلى أن محاولات أردوغان السطحية لاسترضاء الغرب، وتخفيف نبرته العدائية مع الاتحاد الأوروبي وواشنطن هي من أجل تجنب فرض المزيد من العقوبات، مؤكدة أن هذا لن يؤدي إلى تغيير دائم في سياسته الخارجية العدوانية، فبالرغم من الاتفاقيات الدولية لوقف إطلاق النار وطرد المرتزقة الأجانب من ليبيا، لا تزال القوات التركية هناك جنبًا إلى جنب مع المرتزقة التابعة لشركة "سادات" التركية العسكرية.

وأشارت الكاتبة إلى أن تدخلات النظام التركي في ناغورنو كاراباخ وسوريا والصومال والعراق واليمن، لا تزال تمثل رغبة أردوغان العميقة في تعطيل النظام العالمي الحالي وإحياء مجد الإمبراطورية العثمانية، مضيفة أن "سادات" لعبت دورًا مهمًا في تعزيز السياسة الخارجية لتركيا ومساعدة أردوغان على تعزيز سلطته بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016.

واستطردت قائلة "سمح وجود قوات أردوغان وميليشياته العسكرية في سوريا بتقديم المساعدة المستمرة للمرتزقة والجماعات المتطرفة في الشمال السوري، مثل فرقة السلطان مراد وأحرار الشام، وذلك بهدف توسيع نفوذ تركيا في سوريا ومحاربة القوات الكردية، كما قامت قوات أردوغان بتجنيد وتدريب المقاتلين الجهاديين من هذه المليشيات من أجل نشرهم كمرتزقة في مختلف أنحاء العالم. وقد تم بالفعل نشر أكثر من 5000 من هؤلاء المرتزقة السوريين في ليبيا وشوهد عدد منهم في ناغورنو كاراباخ يرتدون زي المقاتلين الأذربيجانيين، وجميعهم يعملون كوكلاء لأردوغان".

ونوهت بأن أردوغان يسعى لفرض موطئ قدم له في القارة الأفريقية لمنافسة القوى الإقليمية الأخرى المشاركة في الصراع، مشيرة إلى أن "السيطرة على دولة غنية بالموارد مثل ليبيا يمكن أن تولد عقودًا تجارية مربحة للغاية ويمكن أن توفر ضغطًا لأنقرة لإعادة التفاوض بشأن صفقة بحرية جديدة في شرق البحر المتوسط. وبالتالي، فإن تدخل أردوغان في ليبيا يمنحه الفرصة لتقديم نفسه على أنه حامي مصالح تركيا".

وذكرت أن أردوغان يتبنى خطابا شعبويا قوميا، من أجل تعزيز موقفه وسياسته الخارجية لا سيما في خضم الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها تركيا وتزايد الميول الديكتاتورية للرئيس التركي وتراجع شعبيته بشكل عام.

وتابعت في تقريرها إنه "على مدار العام الماضي، عززت أنقرة أيضًا علاقاتها مع حزب الإصلاح (الفرع اليمني للإخوان)، ما أدى إلى انتقال العديد من الأعضاء البارزين، بمن فيهم مؤسسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، إلى تركيا، حيث لا يزال الزنداني، الذي صنفته الولايات المتحدة كإرهابي، شخصية مؤثرة للغاية داخل الحزب وبين العديد من الميليشيات المتطرفة في اليمن، والتي يرتبط بعضها ارتباطًا وثيقًا بالقاعدة، فضلا عن عمله عن كثب مع قوات سادات، حتى أنه ساعدهم في تجنيد وتدريب الإرهابيين لترسيخ الوجود التركي في اليمن".

وأكدت أن "التقارب الأيديولوجي بين أردوغان وجماعة الإخوان دفع أردوغان إلى تعزيز العلاقات مع قطر ودعم الجماعة في دول أخرى مختلفة، وعلى الأخص في مصر حيث كان يسعى لتعزيز حكم الاخوان قبل الإطاحة بهم من السلطة".

واختتمت "أردوغان ينظر إلى النزاعات على أنها فرص ويستعد باستمرار للحروب القادمة. وعدم وجود عواقب من المجتمع الدولي تجاه سياسته الخارجية المتفاخرة يشجعه أن تكون أكثر جرأة في المستقبل".