رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتجاجات وإرهاب.. حملات محلية وأوروبية ضد «انتهاكات أردوغان»

أردوغان
أردوغان

يواجه النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان انتقادات واحتجاجات محلية ودولية بسبب الانتهاكات التي يرتكبها، بداية من الترحيل القسري للمعارضين، والاحتجاجات الطلابية المستمرة، وهو ما دفع عدد من البرلمانين الأوربيين لرفض رغبة تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي.

محلل تركي يطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد تركيا

دعا أيكان إردمير، كبير محللي الشؤون التركية في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" بواشنطن، إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، إلى اتخاذ موقف اكثر صرامة مع تركيا وفرض المزيد من الضغوطات والعقوبات عليها، واصفا رجب طيب أردوغان بأنه حاكم مستبد أضر كثيرا بالمصالح القومية لأمريكا.

وبحسب موقع "أحوال" التركي، قال إردمير في تقريره لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، إن عدم اهتمام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بالسياسة الخارجية سمح لتركيا باتباع موقف وحدوي تجاه مزاعمها وأطماعها في شرق البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن الولايات المتحدة كانت بطيئة في الرد علي تحركات أنقرة.

وكتب إردمير، النائب السابق فى البرلمان التركى عن حزب الشعب الجمهوري: "يجب على الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن على اتخاذ موقف أكثر صرامة مع تركيا، ودعم منظمات المجتمع المدني التركية، واتخاذ خطوات لتأمين إطلاق سراح موظفي القنصلية الأمريكية، اثنان منهم لا يزالان مسجونين في تركيا حتى الآن".

وأضاف المحلل التركي البارز في تقريره أن "تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا ردًا على محاكمة القس الأمريكي أندرو برونسون ساعد بالفعل في تأمين إطلاق سراحه، كما ساعدت تلك العقوبات أيضًا في الحد من نطاق تدخل تركيا في سوريا في عام 2019".

كما أوصى التقرير إدارة بايدن بممارسة ضغوط كبيرة على نظام أردوغان للتخلي عن نظام الصواريخ الروسية S-400 واختيار بديل لها من أحد أعضاء الناتو، فضلا عن فرض المزيد من العقوبات على أنقرة بتطبيق قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، بالإضافة إلى العمل على إبقاء تركيا خارج برنامج الطائرات F-35 حتى تمتثل لمطالبات واشنطن وتغير من سلوكياتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وتابع "إردمير" في تقريره: "يجب على إدارة بايدن أيضًا تعميق التعاون في مجال الطاقة والأمن مع الحلفاء والشركاء الإقليميين في شرق البحر المتوسط" والعمل مع الاتحاد الأوروبي لوضع عقوبات منسقة ضد انتهاكات تركيا للحدود البحرية لجيرانها".

ويقترح "إردمير" على الولايات المتحدة أن تجعل المساعدة الاقتصادية مشروطة بالإصلاحات المحلية، وأن تشجع على العودة إلى عملية السلام الكردية بينما تحاول مساعدة تركيا على التوصل إلى "تسوية مؤقتة" مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

برلمانيون أوروبيون: لا لأردوغان

في مقابل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة عن "فتح صفحة جديدة" في العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي ورغبته في الانضمام بجدية إلى التكتل الأوروبي، عبر أعضاء من البرلمان الأوروبي عن رفضهم انضمام أنقرة إليهم.

وبحسب صحيفة "اكسبرس" البريطانية، انتقدت العضوة الإيطالية بالبرلمان الأوروبي ستيفانيا زامبيلي، فكرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، حيث قالت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لقد قلنا ذلك دائمًا: لا لتركيا في أوروبا، ولا لأردوغان".

فيما قالت هيلين لابورت، عضوة البرلمان الأوروبي عن فرنسا: "ببساطة لا نريد تركيا في الاتحاد الأوروبي".

وفي هذا الصدد، لفتت "اكسبرس" إلى أنه بالإضافة إلى أزمات تركيا المتعلقة بالديمقراطية والحقوق وسيادة القانون، أدت الاشتباكات الجيوسياسية في شرق البحر المتوسط، فيما يخص قضايا سوريا وليبيا إلى زيادة تعقيد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

ونقلت الصحيفة عن سيغديم ناس، الأمين العام لـ"مؤسسة التنمية الاقتصادية" ومقرها إسطنبول، قولها "ليس من المستغرب أن نرى أن غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي يؤيدون تعليق أو إنهاء كامل لعملية انضمام تركيا للكتلة".

وطالب الاتحاد الأوروبي تركيا بتحويل النوايا "الحسنة" تجاهه والمعلن عنها من قبل القادة الأتراك إلى أفعال محددة وإجراءات واضحة تساهم في خفض التصعيد في البحر الأبيض المتوسط وخلق أجواء إيجابية.

جاء هذا الموقف على لسان المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، في معرض رده أول أمس الجمعة، على أسئلة تتعلق بتصريحات أردوغان الذي أكد فيها نية بلاده وضع علاقاتها مع بروكسل على الطريق الصحيح، مضيفا أن الاتحاد لا زال ينتظر رؤية أفعال ووقائع محددة من أهمها خفض التصعيد في المتوسط وخلق أجواء إيجابية تسمح بحل الخلافات وتطوير العلاقات ليس فقط مع بروكسل بل ومع كافة عواصم الدول الأعضاء.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد أكد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه أوروبا، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حيث قال إن تركيا ترى مستقبلها في أوروبا وإنها ترغب في بناء هذا المستقبل، مشيرا إلى أن تركيا ما زالت متمسكة بمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا تزال تراها "أولوية استراتيجية" للبلاد.

وجمد الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام تركيا في عام 201‪6 على خلفية حالة القمع التي شهدتها البلاد عقب الانقلاب الفاشل.

باحث أمريكي: تركيا قامت بأكبر عمليات اختطاف قسري لمعارضيها

قال نيت شينكان مدير الأبحاث الخاصة في مركز الأبحاث "فريدوم هاوس"، ومقره واشنطن، أن تركيا قامت في السنوات الست الماضية، بعمليات اختطاف وترحيل غير قانوني لمعارضيها من عدد كبير من الدول، أكثر من أي دولة أخرى في العالم، حسبما أفاد موقع "مركز ستوكهولم للحريات".

وأشار شينكان، في حوار له مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" بشأن تقريره الذي يركز على عمليات الترحيل السري في تركيا، بما في ذلك عمليات الاختطاف من قبل المخابرات التركية، ضد الأشخاص الذي يزعم تورطهم في حركة "جولن"، الذي تتهمها حكومة رحب طيب أردوغان بالوقوف وراء محاولة الإنقلاب المزعوم في 2016- في دول البلقان.

وأضاف شينكان أن الحكومة التركية متهمة بالتورط في ممارسة ممنهجة لعمليات الاختطاف خارج الحدود الإقليمية والترحيل القسري ضد ما لا يقل عن 100 مواطن تركي من دول متعددة بما في ذلك أفغانستان وألبانيا وأذربيجان وأفغانستان وكمبوديا والجابون وكوسوفو وكازاخستان ولبنان.

وبين شنكان، في تقريره، أن عمليات الترحيل السري "لن تنتهي أبدًا ما دام أردوغان في السلطة"، لافتا أن هذه أولوية عالية بالنسبة لهم لدرجة أنهم، للدرجة التي تدفعها للتضحية بأهداف السياسة الخارجية الأخرى ".

ألمانيا تعتقل شبكة أوروبية حاولت دعم الإرهاب فى سوريا عبر تركيا

واعتقلت الشرطة الألمانية اعتقلت مرة أخرى، أمس، شبكة أوروبية سعت إلى تمويل الإرهاب في سوريا عبر تركيان وفق ما أعلن عنه الادعاء العام الألماني في مقره بمدينة "كارلسروه" أنه تم القبض على شخص اليوم في مدينة "فيسبادن" (وسط ألمانيا)، حسبما ذكر موقع "دويتشه فيله" الألماني.

وأوقفت الشرطة الألمانية إرهابيين في إطار تحقيق في شبكة أوروبية سعت إلى تمويل الإرهاب في سوريا عبر تركيا، والمشتبه به الذي أشار إليه الادعاء باسم "إرمان ك"، متهم بجمع تبرعات مالية في أوروبا لصالح فصائل تحرير الشام السورية المتشددة من خلال موقع إلكتروني أسسه.

ويأتي الاعتقال في أعقاب عملية للشرطة الألمانية الأسبوع الماضي شهدت اعتقال ثلاثة آخرين بتهم مماثلة، من بينهم المشتبه به الرئيسي (أوندير أ)، وهو مواطن ألماني يعتقد أنه من أصل تركي.

وبحسب الموقع، فإن (إرمان ك) يُزعم أنه كان على اتصال مباشر مع فصائل هيئة تحرير الشام في أبريل - مايو2020، بينما اتهم (أوندر أ) بالسفر إلى تركيا لدعم المجموعة الإرهابية.

حملة تضامن عالمية مع طلاب جامعة البوسفور التركية

وفي سياق أخر انتشرت حملة تضامن عالمية واسعة مع مطالبات طلاب جامعة البوسفور «بوغازيتشي» الداعية إلى استقلالية الجامعة، وإلى عدم فرض رئيس عليها من خارج هيئتها التدريسية، وهو ما قام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي عين عميدًا للجامعة بمرسوم رئاسي، وفقًا لما نشره موقع «أحوال» التركي.

وقدمت شبكة التضامن الأكاديمي وأكاديميون من أجل السلام و12 مجموعة من الأكاديميين بيان دعم للطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة الذين اتخذوا إجراءات ضد تعيين الدكتور مليح بولو رئيسًا لجامعة بوغازيتشي، البوسفور بقرار رئاسي.

ووقع ما يقرب من 3 آلاف أكاديمي من 52 دولة على حملة التوقيع التي تم إطلاقها للحصول على الدعم.

وجاء في البيان أن حكومة حزب العدالة والتنمية تواصل تقويض استقلالية الجامعات والمنظمات المدنية وكذلك حقوق وحريات الأفراد، وأخيرًا، هاجمت الشرطة واحتجزت عشرات الطلاب الذين احتجوا سلميًا على محاولة حزب العدالة والتنمية فرض سيطرة سياسية على جامعة البوسفور في إسطنبول.

كما قال البيان إنّه في 1 يناير 2021، استخدم الرئيس رجب طيب أردوغان المرسوم 676 لعام 2016 لتعيين البروفيسور مليح بولو، أحد أنصار الحزب الحاكم، عميدًا لجامعة بوغازيتشي، وبولو ليس عضوًا في هيئة التدريس بالجامعة، وهذا انتهاك للقواعد والممارسات المعمول بها في الجامعة.