رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سناب شات» تطلق خاصية «سبوتلايت» المستوحاة من «تيك توك»

تيك توك
تيك توك

بعدما استنسخت شبكات عدة نسقها للمنشورات الزائلة المعروفة بالـ"قصص" (ستوريز)، أطلقت "سنابتشات" خاصية "سبوتلايت" وهي شريط محتويات منتجة من مستخدميها على نموذج "تيك توك".

ولم يكن مستخدمو "سنابتشات"، وهم بأكثريتهم من المراهقين والبالغين الشباب، ينشرون قبلاً صورهم وتسجيلاتهم المصورة إلا لجهات الاتصال الخاصة بهم أو من خلال رسائل خاصة... أو على شبكات منافسة.

لكن اعتبارًا من الإثنين، بات في استطاعة مستخدمي "سنابتشات" في 11 بلدًا، بينها الولايات المتحدة، بث منشوراتهم لجمهور أوسع عبر التطبيق من خلال شريط عام تكيفه خوارزميات الخدمة تلقائيًا، حسب أذواق المتابعين.

وقد حققت هذه الوصفة نجاح "تيك توك"، إذ إنها تفتح للمؤثرين فرصة نشر محتوياتهم على نطاق واسع، وللمستخدمين عمومًا استعراض جملة محتويات تتكيف مع أذواقهم الشخصية.

إلا أن "سنابتشات" التي تعمل على خاصية "سبوتلايت" منذ سنة ونصف السنة، استخلصت العبر من النماذج القائمة، أبرزها "تيك توك" أو "ريلز" وهي النسخة المطورة من "إنستجرام".

ففي المقام الأول، يتعين استحصال المضامين المعدة للنشر على إذن من المشرفين على المنصة. وفي البداية، أي مقطع فيديو منشور يكون قد شوهد من جانب شخص آخر بصورة مسبقة، وفق ما أوضحت الشركة لوكالة "فرانس برس".

وفي وقت لاحق، ستعتمد "سنابتشات" سياسة إشراف هجينة تمزج بين التدخل البشري وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ولم يكشف هذا التطبيق المستخدم من حوالى 250 مليون شخص حول العالم يوميًا عدد المشرفين الذين يتولون هذه المهمة الضخمة، لكنه يشير إلى أن هذا التحدي الكبير يستحق بذل الجهود من أجله.

ويفضل قادة الشبكة اختيار المضامين التي سيشاهدها ملايين الأشخاص بدل التحول إلى منصة مفتوحة يتعين عليها بلا توقف الاهتمام بسحب المضامين الإشكالية.

وتواجه الشبكات الاجتماعية خصوصًا فيسبوك (بخدمتها الأساسية ومنصتها إنستجرام) وتيك توك ويوتيوب، باستمرار انتقادات من جهات تأخذ عليها تقصيرها في مكافحة التضليل الإعلامي والحض على العنف والكراهية.

كذلك تواجه "سنابتشات" هذا النوع من المشكلات التي تهز ثقة المستخدمين والمعلنين.

وقبل أيام، بدأت السلطات الفرنسية في مدينة أنسي شرق البلاد التحقيق مع تلميذ على خلفية توجيهه تهديدات إلى مدرّسة عبر الشبكة.

ومن الفروق الرئيسية أيضًا مع الخاصيات المشابهة في الشبكات المنافسة، لن تكون التعليقات العامة متاحة عبر "سبوتلايت"، بل سيتمكن المستخدمون من توجيه ملاحظاتهم إلى صانعي المحتوى في رسائل خاصة إذا لم ينشر هؤلاء مضامينهم مع تجهيل الاسم أو إذا كانوا يسمحون بتلقي رسائل.

كذلك، تعتزم المنصة إنشاء بيئة إيجابية تُمنع فيها التعليقات السلبية، خلافًا لما يحصل عبر "تيك توك" حيث تستقطب مضامين ينشرها مؤثرون يتابعهم الملايين أنفسهم، الكثير من التعليقات السلبية، وفق ناطق باسم "سنابتشات".

وسيتمكن أي صانع محتوى، سواء يتابعه العشرات أو الآلاف، من الضغط على خانة "سبوتلايت" بعد إنجاز فيديو مع (أو من دون) الفلاتر الشهيرة الخاصة بالتطبيق.

وتشدد "سنابتشات" على المساواة بين المستخدمين الذين سيتقاضون أرباحًا مالية محتملة تبعًا للاهتمام الذي تثيره مضامينهم لدى المستخدمين. وتوزع الشبكة أكثر من مليون دولار يوميًا لهذه الغاية.

وأوضح بيان للشبكة أن المنشورات "تخضع للتقويم على أساس التفاعلات مع الناس، بما يشمل الوقت الذي يمضيه المستخدمون في مشاهدة فيديو ما أو عدد القلوب (تفاعل إيجابي) التي يضعونها.

وتحدَّد العائدات تبعا لعدد المشاهدات غير المكررة"، وفق بيان.

وبعد أكثر من سنتين على دخولها البورصة، لم تنجح "سنابتشات" بعد في تحقيق أرباح.

وفي الربع الثالث من 2020، تكبدت الشركة خسائر بقيمة 200 مليون دولار.

لكنها ضاعفت رقم أعمالها السنوي إلى 680 مليون دولار، خصوصًا بفضل نجاح إطلاقها أدوات جديدة لتشجيع المستخدمين على تمضية وقت أطول على التطبيق، ومنتجات إعلانية جديدة بهدف "تجربة" أكسسوارات بالواقع المعزز أو الغوص في العالم الخاص لعلامة تجارية ما.

وكانت "سنابتشات" قد أطلقت سنة 2013 خاصية "القصص" (ستوريز)، وهي منشورات زائلة تختفي بعد 24 ساعة على نشرها.

وهي حققت نجاحًا كبيرًا ما دفع بشبكات منافسة إلى استنساخها، بينها فيسبوك (بداية مع إنستجرام سنة 2016)، وأخيرًا تويتر مع خاصية "فليتس".