رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حاول استقطابهم.. حقيقة صلة «عبدالناصر» بالإخوان قبل ثورة يوليو

 الدكتور عاصم الدسوقي
الدكتور عاصم الدسوقي

كشف الدكتور عاصم الدسوقي، أقدم المؤرخين المصريين وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عن كواليس علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بجماعة الإخوان الإرهابية، وكيف سرق الإخوان ثورة الضباط الأحرار في يوليو 1952، كاشفًا عن خطة "ناصر" في تجفيف منابع جماعة الإخوان الإرهابية، وتقليص تحركاتها.

وقال "الدسوقي"، في حديثه لـ"الدستور": "جمال عبدالناصر قبل ثورة يوليو 1952 كان على صلة بعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وحزب مصر الفتاة؛ لكونهما قوة سياسية موجودة على الساحة حينها، وكذلك الحركة الشيوعية، لكن الاتصال لم يكن بصفة تنظيمية، خاصة أن الثلاث الاتجاهات مختلفة تمامًا عن بعضها، ولا يمكن للإنسان أن ينتمي لثلاث قوى متعارضة".

وأضاف "الدسوقي": "علاقة ناصر بالإخوان كانت قبل تشكيل الضباط الأحرار، لكنه كان مهتمًّا بشكل أكبر بتواجد الإخوان في الشارع ومتابعة تحركاتهم، وكانت لديه رغبة في عدم نشأة أي تعارض معهم حتى لا ينقلبوا ضده، وحاول استقطابهم بطرق عديدة، لدرجة أنه قبل أن تقوم الثورة بيوم طلب منهم حفظ الأمن وحراسة المنشآت الحيوية في الشارع، لأن من المحتمل أن يقوم الإنجليز بتحريك قوات من معسكراتهم في الشارع لإفشال الثورة، خاصة أنه كان يقوم بتدريب الحرس الخاص على ضرب السلاح في أثناء إجازاته من الخدمة، ولديه خبرة في هذا المجال".

وتابع: "نجحت الثورة بهذه الترتيبات، ومنها اعتقد الإخوان أنهم من أنجحوا الثورة، وأنهم أصحاب الفضل في نجاحها، كعادتهم، وكرروا ذلك مع ثورة 25 يناير 2011 أيضًا".

واستطرد: "لم يعترض ناصر على موقف الإخوان من الثورة حينها، وكان يجاريهم في ذلك رغبة منه في تجنب الصدام معهم، أو قيامهم بعمل مضاد ينقلبون به عليه، لكن الخلاف بين عبدالناصر والإخوان بدأ في أعقاب إعفاء على ماهر من منصبه بسبب رفضه لإصدار قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر، وتشكيل حكومة محمد نجيب".

واستكمل "الدسوقي" حديثه: اتصل عبدالناصر بـ علي عشماوي وطلب منه أسماء ليختار منها وزيرًا أو اثنين، الأسماء كانت صالح أبورقيق، منير الدلة، وهو يعرف هذه الشخصيات وخطورتها، لذا نحاها جانبًا، وعيَّن الشيخ أحمد حسن الباقوري، وهو عضو في الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، وزيرًا للأوقاف، فلما عرف حسن الهضيبي المرشد وقتها، اتصل بـ"الباقوري" وطلب منه الاعتذار، فرفض الباقوري، وهنا قام "الهضيبي" بفصله من الجماعة ومكتب الإرشاد وذهب والتقى بـ"جمال عبدالناصر" وقال له نحن لا نريد الوزارة، لكن عند تفكيرك في إصدار قانون أو إجراء ما ترسله لنا لدراسته في مكتب الإرشاد أولًا، فرفض "عبدالناصر" واعتبرها وصاية على الضباط الأحرار غير المنتمين لأي أحزاب أو جماعات بعينها.