رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. خيري شلبي يروي تفاصيل أول كتاب قرأه

خيري شلبي،
خيري شلبي،

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب والروائي الكبير خيري شلبي، حيث ولد في قرية شباس في 31 يناير عام 1938، ورحل عن عالمنا في 9 سبتمبر عام 2011.

"شلبي" حصل على العديد من الجوائز التشجيعية والتقديرية عن أعماله الأدبية، وألف عشرات القصص القصيرة التي من أبرزها: سارق الفرح، والدساس، صاحب السعادة اللص.

كتب عدة روايات أثرت في الشارع المصري، أهمها: الأوباش، الشطار، الوتد، العراوى، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالى، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين.

يتمتع بشعبية جارفة، رواياته أثرت في الناس بشكل كبير، حينما جسدت فاطمة تعبلة دور المرأة القوية التي تحافظ على البيت وتتمتع بحكمة عالية في الوتد، التجربة الحقيقة التى نال من خلالها على جائزة.

خيري شلبي كتب مقالا في مجلة "فصول" عام 1994 في العدد رقم 2 بعنوان "ألف ليلة وليلة: معزومة شعبية في تمجيد المرأة، قال عنه: "حينما بدأت أفك الخط في بداية عمري كان يوجد كتاب "ألف ليلة وليلة" وهو أول كتاب أقلب فيه البصر لأجرب قراءة كتاب وجمل كاملة، ولم يستغرق وقتا كبيرًا وسرعان ما أتقنت القراءة بفضل هذا الكتاب الذي يضم ثروة لغوية هائلة.

وتابع شلبي: كانت عندي رغبة شديدة في التعرف على ما يحتويه الكتاب من معان وأسرار تدور في بطنه.

وأضاف شلبي أن أبي بدأ يقلق ويتعصب ويزداد قلقه كلما اقتربت من الصفحات الحرجة داخل الكتاب التي ينبغي وقتها على القارئ أن يخفض من صوته عند قراءتها حتى لا يسمعه أحدًا من الخجل، ومن حبي الشديد في هذا الكتاب وولعي به، بدأ والدي ينصحني بالابتعاد عنه وكان يحقر من شأنه أحيانا، فكنت أبدي تأييده بأن الكتاب حقيرًا لأوهمه بأنني غير متأثر بما فيه من ألفاظ خارجة ومشاهد فاضحة، ولكنه ما لبث وأصابه الإحباط ويأس مني وتركني في النهاية بعد محاولات عدة أقرأ فيه على هوايا.

وأوضح شلبي من خلال قراءتي في هذا الكتاب عرفت أن الفن متاع في حد ذاته، وأن الفن الروائي قبوله مرهون ومتعلق بمدى ما يحتويه من تجارب حياتية تتصل بجوهر الحياة وعالم الأحاسيس والمشاعر والعواطف، فكان العمل الفني محتويا على هذه الحياة المحسوسة والملموسة.

واختتم مقاله قائًلا: إن المعارف الواردة في كتاب "ألف ليلة وليلة" خبرات حقيقية استقاها الراوي من تجارب حياتية إضافة إلى الكتب والمصادر التراثية الكبيرة، وإن حكاياته في نظري تشبه عدسات طبيب العيون حينما يقوم بفحص عيناك لاختيار العدسة المناسبة بسبب ضعف نظرك، إنه يضع على عينك إطار منظار فارغ من العدسات، ثم يضع فيه إحدى العدسات ويسألك عن الرؤية ليصل في النهاية إلى عدسة تناسب عيناك ورؤيتها.