«أزمة المتوسط».. مناورات عسكرية مشتركة وتنديد أمريكي بتصعيد أردوغان

يتواصل التصعيد من قبل تركيا واليونان في المتوسط، على الرغم من التحذيرات الدولية من نشوب كارثة جراء الاستفزازات التركية المتواصلة، خاصة وأن اليونان تحظى بدعم العديد من الدول في نزاع التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وترصد الدستور في التقرير التالي التحركات الأخيرة في المتوسط:-

- مناورات يونانية مشتركة
كشفت وزارة الدفاع اليونانية عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين اليونان وفرنسا وقبرص وإيطاليا اليوم الأربعاء.

وقالت وزارة الدفاع اليونانية في بيان إن تدريبات عسكرية تجري بين اليونان وفرنسا وقبرص وإيطاليا من الأربعاء إلى الجمعة في جنوب جزيرة كريت في شرق المتوسط، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين أثينا وأنقرة مؤخرًا.

وذكرت وزارة الدفاع اليونانية أن الدول الأربع، اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط في إطار مبادرة التعاون الرباعية «اس كيو ايه دي»، موضحة أن أن تلك التدريبات ستجرى بين 26 و28 أغسطس جنوب جزيرة كريت اليونانية وقبرص.

- تنديدات أمريكية
يأتي ذلك وسط تنديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للتصعيدات التركية، حيث أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا فيل ريكر اليوم الأربعاء، على أن تحركات تركيا في المتوسط تزيد التوتر في المنطقة، معتبرًا أن الخطوات التركية في المتوسط تهدد وحدة الناتو.

- نشر الفوضى
وفي السياق نفسه، بدأت اليونان أمس الثلاثاء، مناورات عسكرية شاركت فيها قواتها البحرية والجوية في البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق جزيرة كريت وجنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية بالقرب من المنطقة التي أرسلت إليها تركيا سفينة الأبحاث «أوروتش رئيس»، برفقة سفن حربية، لمسح البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن احتياطيات الغاز والنفط.

ويأتي التصعيد اليوناني ردًا على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين الماضي، حيث قال: "البحرية التركية لن تتراجع عن مواقعها في شرق البحر المتوسط"، متهمًا اليونان بنشر الفوضى.

وشهدت الفترة الماضية تدهور كبير في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة على خلفية عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.

واعتبر أردوغان أن ليس لأثينا الحق في بث إرشادات ملاحية تُعرف باسم «نافتكس» في المناطق التي تطالب بها أنقرة، وقال "اليونان أعلنت إرشادات ملاحية خاصة بها بشكل غير قانوني وبأسلوب فج، بهذا الموقف تنشر اليونان فوضى لن تستطيع الإفلات منها".

- ألمانيا تحذر من نشوب كارثة
وعن الوساطة الألمانية، تشير العديد من التقارير إلى أن هذا الحل بات من الصعب تحقيقه في هذه الظروف، خاصة في ظل التصعيد المتواصل من قبل تركيا، وكان وزير الدولة اليوناني جيورجوس جيرابيتريتيس أكد على أن اليونان لن تجري مفاوضات مع تركيا تحت الضغط العسكري، وفقًا لما ذكرته صحيفة كاثمريني اليونانية.

فيما حذرت ألمانيا اليوم الأربعاء، من تصعيد الموقف في شرق البحر المتوسط، وقال وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس: "الوضع الحالي في شرق البحر المتوسط، مثل اللعب بالنار وأي شرارة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تؤدي إلى كارثة"، وفقًا لـ يورو نيوز.

- الخلاف التركي اليوناني
وبدأ الخلاف بين تركيا واليونان في المتوسط، بعد الاتفاقية التي سترسم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا والتي من شأنها تعزيز الوجود التركي في المتوسط للتنقيب عن الطاقة، حيث رأت فيها اليونان تجاهلًا لجزيرة كريت اليونانية الواقعة بالقرب من المياه التركية الليبية.

وكانت العلاقات التركية اليونانية قبل الصراع في المتوسط، تشهد حالة من التوتر، خاصة وأن تركيا كانت بوابة دخول لآلاف اللاجئين إلى الجزر اليونانية، وازدادت العلاقات التركية اليونانية في التوتر بعد قرار مجلس الدولة التركي بتحويل متحف «آيا صوفيا» إلى مسجد.

وتدور خلافات شديدة بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة بناء على وجهات نظر متضاربة إزاء امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية، بالإضافة إلى توتر العلاقات التركية مع دول الاتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا، وذلك على خلفيات التحركات التركية في المتوسط.