رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجوع كافر».. حادث انتحار في لبنان يهز الرأي العام

حادث انتحار
حادث انتحار

هزت عبارة «أنا مش كافر.. بس الجوع كافر»، التي تركها مواطن لبناني على ورقة في شارع الحمرا، قبل أن يقدم على الانتحار وينهي حياته، بعدما سدت كل الطرق أمامه، الرأي العام اللبناني، وزادت من وجع اللبنانيين وآلامهم وهم يواجهون أعنف ظروف معيشية، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية.

وذكرت شبكة «سكاي نيوز» أن المواطن اللبناني، الذي أقدم على الانتحار، كتب كلماته الأخيرة على سجل عدلي، وهي ورقة رسمية تفيد بأنه غير محكوم عليه بأي جنحة أو جناية، وإلى جانب الورقة علم لبنان.

وتابعت أن الرجل أنهى حياته بطلق ناري في الرأس، وترك لفترة جثة هامدة على الرصيف في العاصمة بيروت، في مشهد صدم الرأي العام اللبناني من شدة قسوته، ولفتت "سكاي نيوز" إلى أن حادثة الانتحار، تأتي في ظل شعور باليأس والبؤس وصل إليه معظم الشعب اللبناني، منذ أشهر، إثر ظروف سيئة لم يشهدها لبنان في تاريخه.

فيما تجمع محتجون في شارع "الحمرا" وأطلقوا صرخات ضد الطبقة السياسية، التي أوصلت البلاد إلى الانهيار، وأظهرت لقطات مصورة أحد أقارب الشاب وهو يصرخ في الشارع ويقول: "ابن عمي قتل نفسه بسببكم، قتل نفسه من الجوع بسببكم"، من جانبها حملت سيدة لافتة كتب عليها "فسادكم قتلنا"، وبكت متأثرة من مشهد الانتحار، وطالبت الناس بالنزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم وإسقاط الطبقة السياسية.

وأضافت "سكاي نيوز" أن هذا اليوم الذي وصفه اللبنانيون باليوم الأسود، لم ينته في شارع الحمرا، ففي جدرا جنوبي بيروت، تم العثور على جثة مواطن مشنوقا داخل شقته في الشوف بجبل لبنان، وهرعت القوى الأمنية والأدلة الجنائية للتحقيق في الحادث.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الرجل المشنوق هو والد لطفلة، ويعمل سائقا لحافلة ركاب، وفور شيوع الخبر، اعتصم العشرات من سائقي الحافلات في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بسبب الوضع الاقتصادي الذي أدى إلى انتحار زميلهم.

ويشعر كثير من اللبنانيين بإحباط كبير مما وصلت إليه البلاد بسبب تردي الوضع المعيشي، خصوصا مع عدم قدرتهم على تغيير واقعهم، وعدم استجابة الطبقة السياسية ومن هم في موقع المسؤولية لحاجات الناس ومطالبهم.

ويحوم شبح الجوع والفقر في كثير من بيوت اللبنانيين، وزادت أرقام البطالة في كل المناطق اللبنانية، وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 130 ألف شخص فقدوا وظائفهم منذ بداية العام الحالي نتيجة الأزمة الاقتصادية.

وبحسب إحصاءات البنك الدولي، فإن 50٪ من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، و30 ٪ منهم تحت خط الفقر المدقع، وتشير التوقعات إلى أن أي تحديث للأرقام سيكشف مزيدا من الفقر والعوز في البلاد.