رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلعت رضوان: 30 يونيو تعبير الشعب عن كراهيتهم للحكومة الدينية

طلعت رضوان
طلعت رضوان

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى أعظم أيام تاريخ مصر، يوم الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.. «الدستور»، حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟

قال الباحث "طلعت رضوان": "خرج شعبنا يوم 30 يونيو 2013 بناءً على دعوة المؤسسة العسكرية، للتمهيد للتخلص من حكم الإخوان المسلمين، الذين كان يمثلهم رئيس الدولة وقتها محمد مرسي، وبعد مرور سبع سنوات على هذا اليوم، المحفور داخل وجدانى وعقلي وكأنه لم يمر عليه سوى أيام، فإننى أعتقد أنّ السبب الوحيد لهم الملايين التي ملأت ميادين محافظات مصر، هو تعبير البسطاء من شعبنا، عن كراهيتهم للحكومة الدينية".

وأضاف: "أعتقد كذلك أنّ هذا الشعور الجمعي ليس سببه الجرائم التى ارتكبها الإسلاميون، فترة حكم الإخوان بقيادة محمد مرسى، وإنما يرجع لأيام حسن البنا وعلى سبيل المثال لو تخيلنا قارئا لا يعرف قصة كتاب (من هنا نبدأ) وافترضنا أنّ معه طبعة حديثة، تخلو من تاريخ إصداره الأول عام 1950، لتصوّر أنّ مؤلفه خالد محمد خالد، انتهى من تأليف كتابه فى أيامنا هذه، وقت كتابة هذه السطور فى شهر يونيو 2020، ويُحذّر من الوباء الذى يُهدد شعبنا، أى وباء الأصولية الإسلامية، المعادية للحداثة.

وتابع "رضوان" موضحا: إذا كان البعض يُروّج لمقولة الحوار مع الأصوليين وإمكانية قيام تحالف وطني معهم، وإذا كان الأصوليون رسميون وجماعات لا يدركون ولا يستشعرون خطورة الخلط بين الدين والدولة، فإنّ الكاتب خالد محمد خالد ومنذ أكثر من سبعين عامًا، حذّرمن هذا الخلط، لأنه "يؤدى إلى أنْ نفقد الدين ونفقد الدولة"، ويُذكربما حدث فى أوروبا فى العصور الوسطى، حيث استغلتْ الكنيسة الدين وحوّلت المسيحية إلى "دولة وسلطان، واقترفتْ أشد أصناف البغي والقسوة"، حتى جاء يوم ثار فيه الناس على المسيحية وعلى الكنيسة، ولكن عندما عادتْ الكنيسة بالمسيحية إلى مكانها الطبيعى رجع الآبقون إليها، وبدأتْ هي تستعيد سلطانها الأدبى، مشيرا إلى أن الحكومة الدينية هى جحيم وفوضى وأنها إحدى المؤسسات التاريخية التي استنفدتْ أغراضها ولم يعد لها فى التاريخ الحديث دور تؤديه.

واستطرد "رضوان"، "كتب خالد محمد خالد في عام 1950 كأنما يخاطبنا اليوم: ((لطالما أسائل نفسي عن مصير مصر لو أنها قضتْ هذه الحقبة من حياتها فى ظل حكومة دينية؟ أى انحطاط كان سيجعل منها مسخا شائها؟، لقد كان من المستحيل أنْ تزدهر حياتنا الفكرية والوجدانية والعمرانية، وأنْ ينبغ من بيننا فى الأدب والعلم والفن أولئك الذين نبغوا فى ظلال الحكم القومي، ولم تكن المرأة ستبلغ هذا الذى بلغته من الثقافة واستواء الشخصية، لأنّ المرأة فى منهج الحكومة الدينية مجرد حس ومتاع"، متابعا رصد "خالد" سبع خصائص للحكومة الدينية، وعن السابعة كتب أن القسوة المتوحشة تحتل من طبيعة الحكومة الدينية مساحة واسعة، وهى سيدة غرائزها وأكثرها عتوًا. إنها تحز عنقك وتهرق دمك وتصيح من فرط نشوتها "واها لريح الجنة".

وعن فترة حكم الإخوان، قال أن خيرت الشاطر اعترف أنه هو الذى أعـدّ غزوة الإتحادية والبلتاجى نفذها٬ وشبـّـه صبحى صالح أعضاء المجلس العسكري بكفار مكة٬ وقال محمد مرسى سنعيد الفتح الإسلامى لمصر، وقال" الشاطر" نستعد للحكومة الإسلامية، والوصول إلى سيادة العالم لن نقبل أنْ يشغل منصب رئيس الدولة مسيحى أو امرأة، مضيفا: أن الإخوان لو استمروا فى الحكم كانوا سيقيمون إمارة إسلامية بشمال سيناء وأثناء اعتصام رابعة توالتْ تصريحاتهم باستخدام القوة لو تمّ فض الاعتصام.