رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النائب العام لمعاونى النيابة الجدد: اليوم ميلاد جديد لكم

حفل مراسم أداء اليمين
حفل مراسم أداء اليمين

شهد المستشار عمر مروان وزير العدل، والمستشار حماده الصاوي، النائب العام، أمس السبت، أداءَ معاوني «النيابة العامة»، المعينين بالقرار الجمهوري رقم ٢٣٥ لسنة ٢٠٢٠ م- اليمينَ القانونية لبدء مباشرة العمل القضائي، بقاعة المستشار الشهيد هشام بركات النائب العام الأسبق، في حضور وفد من قيادات «النيابة العامة» ووزارة العدل.

واستُهلَّ حفل مراسم أداء اليمين بكلمةٍ ألقاها مُقدِّمه المستشار «إسلام حمد» رئيس النيابة، رحَّب خلالها بالحضور في يوم تشهد فيه «النيابة العامة» التحاق وفد جديد بصرحها العظيم، مُشيرًا إلى ما اختلج في وجدانه من مشاعرِ التهيُّب والاعتزاز والشعور الكبير بالمسؤولية، والتي انتابته منذ أن وقف موقفَ معاوني «النيابة العامة» وحتى هذا اليوم، ثم حدَّثَ رئيسُ النيابة معاوني «النيابة العامة» عن عِظم وأصالة الأمانة التي هم مقبلون على أدائها وتحمل مسؤوليتها.
وأكد أنَّ مرجعها وأساسها تلك الثقةُ الشعبية الكبيرة المترسخة في «النيابة العامة»، والتي عبر «النائب العام» عنها في حديثٍ سابقٍ لأبنائه من أعضاء «النيابة العامة» حينما قال: «إنَّ الناس كانوا دومًا ما يتردَّدُ على ألسنتهم لجوؤهم إلى النيابة العامة في كل مظلمة، واثقين في سعيها لتحقيق العدالة، وفي رجالها الذين أوكلوا إليهم جُلَّ أمورهم، واطمئنوا إليهم أنهم سيعطون كل ذي حقٍّ حقَّه، فكان هذا هو سرُّ الاسم الذي تسمَّتْ به هذه الهيئة القضائية العريقة (النيابة العامة)».

وأشار رئيس النيابة إلى عِظم شأن ولايةُ القضاء موضحًا السمات التي على رجال النيابة العامة التحلي بها من المعرفة، والعلم، والحلم، والفطنة، والنزاهة، والعدل، والهيبة، والوقار، مُستشهدًا في ذلك بالآثار المتواترة من التراث القضائي عن سمات القضاة.

وبعبارات ألمح بها «النائب العام» عن جانب من تلك السمات في حديث سابق أوصى فيه أبناءَه من رجال «النيابة العامة» بـ «أن يُشعِروا الناس بمدى فهمهم وعلمهم بحقوقهم، وأن تكون هيبتهم في تواضعهم أمامَ الناس وليس في تعاليهم عليهم، أو نَهْرهم أو تعنيفهم أو رَدِّهم، وضرورة إحسانهم علاقتَهم بربهم، وابتغائهم وجهه سبحانه وتعالى في عملهم».

وأكد رئيس النيابة أنَّ «النيابة العامة» كانت وستظلُّ ضرورةً دائمةً طالبت بتعزيزها وتطويرها والنهوض بها جموعُ الأمة، وأن رجال «النيابة العامة» طالما كانوا وسيظلون مُلبِّين لنداء العدالة وإيتاء الناس حقوقهم؛ ليظلَّ العدل في زيادة دائمة، حتى يرث الله الأرض ومَن عليها، خاتمًا كلمتَه بتذكير معاوني النيابة العامة بالأمر الجلل الذي يقبلون عليه، مُتمنيًا لهم دوام التوفيق والسداد والفلاح.

وعقب أداء مُعاوني النيابة العامة اليمين القانونية، ألقىالمُستشار «النائب العام» على الحضور كلمةً رحَّب في مُستهلها بحضور المستشار «عمر مروان» وزير العدل، مُعربًا عن شُكره لما ما يبذله من جُهود غير مسبوقة للرقي بجميع الهيئات القضائية في كلِّ النواحي التي يَلمسها الكافة.

كما قدَّمَ التهنئة لمعاوني النيابة العامة في يوم وصفه أنه «ميلاد رجال جُدد من رجال القضاء، دخلوا فيه ساحتهم، وتحملوا مسؤولياتهم الكبيرة، فكان نُقطة تحول في حياة كلٍّ منهم، التي أصبحت تتسم بسمات حياة القاضي المتحلي بالرُّشْد والعدل والكَياسة والفطانة، مُؤكدًا ضرورةَ ارتداء معاوني النيابة العامة منذ تلك اللحظة (ثوب رجال القضاء) في كل تصرفاتهم داخل ساحات المحاكم والنيابات وخارجها؛ ليكونوا على قدر المسؤولية التي ارتضوا تحملها تمثيلًا للمجتمع بأسره».



وكذلك أكد النائب العام ضرورةَ إعداد كلِّ فرد منهم نفسه منذ تلك اللحظة لأداء رسالته، واستيعاب حجم المسؤولية التي سيتحملها؛ كونه من الذين شرَّفهم الله عزَّ وجلَّ بالاختيار لخدمة العدالة وإقامتها في الأرض، وأن سبيل ذلك بالتسلح بالعلم والفهم، مُتأسيًا في ذلك بما أوصى به الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مَن ولاه ولاية القضاء قائلًا: «فافْهَم إذا أدلي إليك».

وأوصى النائب العام أبناءَه من معاوني النيابة العامة الجدد أن يكونوا قدوةً لسائر زملائهم بالجهات الأخرى في تصرفاتهم وعملهم وتعاملاتهم خارج العمل وداخله، حتى يُشار إليهم، ويُعرفوا بسمات الهيئة التي ينتمون إليها، دُون إفصاحهم عن صفاتهم، كما أوصاهم بُحسن استيعاب المسؤولية الملقاة على عواتقهم، والتي يُعبِّر عنها اسم تلك الهيئة «النيابة العامة» التي هي مسؤولة عن المجتمع بأَسْره، مما يحتم عليهم أن يكونوا قدوة أمام كافة طوائفه، وحتى أمام المتهمين الذين سيَمْثلون أمامهم، والذين عليهم أن يُشعروهم خلال تعاملهم معهم بإنسانيتهم، وافتراض براءتهم حتى ثبوتِ إدانتهم.
وأعرب المستشار «النائب العام» عن ثقته الكبيرة في رجال النيابة العامة واعتزازه بهم وانحيازه لهذا الجيل الجديد من رجالها؛ لعلمه بإمكاناتهم وقدراتهم، مُتنبئًا لهم بمستقبل باهر يكونوا فيه قادة أكفاء لـ«لنيابة العامة».

وأشار «النائب العام» إلى بدء البرنامج التأهيلي لأعضاء «النيابة العامة» بالنيابات الجُزئية الأقرب لمحل إقامة كل معاون نيابة في اليوم التالي مباشرة، ولمدة ثلاثة أشهر، هذا البرنامج الذي حرص على إعداده بنفسه، ليجري توزيعهم عقب انتهائه على النيابات لمباشرة العمل، على أن يجمعهم بسيادته لقاء مطوَّل في نهاية تلك الدورة التأهيلية؛ ليقدم لهم نصائحه الخاصة بحسن أداء رسالتهم، وأوصاهم في ختام حديثه بالحرص الدائم على تحقيق العدالة مُستشهدًا كذلك بحديث الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال لمن ولاه ولاية القضاء: « آسِ بين الناس في مجلسك»، داعيًا المولى لهم بدوام التوفيق والسداد والفلاح.