رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مايا مرسى: اليوم الوطني لمناهضة الختان يزيدنا إصرارًا على القضاء عليه

مايا مرسى
مايا مرسى

نظمت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة مؤتمرًا صحفيًا اليوم بمناسبة اليوم الوطنى لمناهضة ختان الإناث، والذى يوافق 14 يونيو من كل عام، بمشاركة الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، والدكتورة سحر السنباطى الأمينة العامة للمجلس القومى للطفولة والأمومة، والدكتور نبيل صموئيل عضو المجلس القومى للمرأة ورئيس لجنة تحكيم جائزة عزيزة حسين ومارى أسعد، وعددا من عضوات وأعضاء اللجنة الوطنية، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

واستهلت الدكتورة مايا مرسى كلمتها بنعى الدكتورة الراحلة عزة العشماوى الأمينة العامة السابقة للمجلس القومى للطفولة والأمومة، مؤكدة أنها كانت نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية و"شعلة نشاط" وقدمت العديد من الإسهامات والجهود من أجل قضايا الطفولة بشكل عام وختان الإناث بشكل خاص.

وقالت رئيسة المجلس فى كلمتها: "إن اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث يزيدنا إصرارًا على القضاء على هذه الجريمة، كما أن تكاتف الجهود والتعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية هو أساس النجاح الذى سوف تجني ثماره بنات مصر في المستقبل، وأؤكد أن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث لن تتهاون فى أى حق من حقوق بنات مصر ".

وأكدت رئيسة المجلس أنه فى إطار عمل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، فقد تم تشكيل لجنة بعضوية (النيابة العامة ووزارة الداخلية والمجلس القومى للطفولة والأمومة، ونقابة الاطباء ووزارة الصحة والسكان) وبمشاركة الطب الشرعى، بهدف دراسة الجوانب التشريعية المتعلقة بتجريم ختان الإناث فى القوانين، وقد عكفت تلك اللجنة خلال جلسات عملها على الانتهاء من مقترح بتعديل مواد الختان مرة أخرى بعد تجربة القانون فى الواقع العملى وهذا ما تم بالفعل.. موضحة أنه على الرغم من أن هذا القانون يعتبر نقلة نوعية في قوانين الختان إلا أن بناتنا يحتجن إلى مزيد من الحماية فى قانون العقوبات.

وأكدت الدكتورة مايا مرسى أن مقترحات مشروع القانون جاءت بتشديد عقوبة الختان وتوسيع نطاق التجريم، وإعادة تعريف صفة الختان كعاهة، كما يقدم المقترح معالجة لوضع مرتكب الختان من الطاقم الطبي والذي يقوم بأداء جريمة في حق مهنة الطب الشريفة، كما اهتمت اللجنة أيضًا بدراسة تناول قضية ختان الإناث فى قانون الطفل ولائحته التنفيذية، وقدمت شكر خاص الى النيابة العامة لتعاونها المثمر للخروج بهذه المقترحات الهامة.

كما أعلنت رئيسة المجلس عن دراسة جديدة حول ختان الإناث سوف تتم بالتعاون بين اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الاناث، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، قائلة "انتظروا أرقاما جديدة حول معدلات ختان الإناث"، وعبرت عن آمالها أن تسفر الدراسة عن انخفاض هذه المعدلات خلال الفترة القادمة حيث سوف يتم الاعلان عنها خلال شهر نوفمبر القادم.

وتقدمت الدكتورة مايا مرسى بخالص الشكر إلى جميع اعضاء اللجنة الوطنية (من كافة الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدني المعنية، بالإضافة الى التعاون مع شركاء التنمية) لجهودهم الحثيثة خلال الفترة الماضية، حيث أسفر التعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية خلال عام من عمر اللجنة عن تنظيم 747 نشاط استهدف ٢٢ مليون سيدة وفتاة ورجل وطفل في القرى والنجوع على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك فى مختلف المجالات، ومن خلال الحملات الاعلامية التوعوية، قائلة: "لن تعمل منفردين بل سنعمل جميعا لحماية بنات مصر".

كما وجهت رئيسة المجلس شكر خاص الى الإعلاميين والصحفيين أصحاب الفكر المستنير والكلمة والقلم الذين يساهمون فى نشر المعلومات الصحيحة حول هذه الجريمة لتغيير ثقافة المجتمع.

وناشدت الدكتورة مايا مرسى جميع الآباء والأمهات بحماية بناتهن من هذا الخطر الذى يغتال طفولتهن ومستقبلهن، وناشدت وزارة الأوقاف أن تقوم بتنوير العقول ونشر صحيح الدين حول هذه الجريمة الذميمة التى تُنسب للاسلام وهو منها برئ وذلك من خلال توحيد خطبة الجمعة القادمة والاستمرار فى طرحها.

وأشادت رئيسة المجلس بدور مؤسسة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لمواقفه الداعمة للمرأة المصرية مما يساهم فى نقل صحيح الدين الاسلامى وتقديره واحترامه لها. واكدت ثقتها بالكنيسه المصرية فى مواصلة جهودها فى التوعية بجريمة ختان الاناث.

فيما أعربت الدكتورة سحر السنباطي عن سعادتها بالمشاركة معًا في "اليوم الوطنى للقضاء على ختان الإناث" وهو " يوم اغتيال الطفلة "بدور" والتي لاقت مصرعها نتيجة لعملية ختان، لافتة إلى أنه يومًا وطنيًا يذكرنا دائمًا بهذه الجريمة التي حدثت ولازالت تحدث وراح ضحيتها زهور بريئة حتى آخرهم جريمة سوهاج حيث استحل الأب دم بناته وخان الثقة التي وضعنها فيه والطبيب الذي أخل بآداب مهنته وأطاع هذا الأب ليقوم بهذه الفعلة الشنعاء ولكن قيام النائب العام بتحويل الأب والطبيب الى الجنايات يوضح فاعلية وقوة الجهد الذى قامت به اللجنة الوطنية وخط نجدة الطفل 16000 ويعزز الطريق لعدالة ناجزة رادعة لكل من تسول له نفسه القيام بهذه الجريمة فى حق أى فتاة. كما توجهت بالشكر لمعالي المستشار النائب العام وحرصه الشديد على حماية الأطفال.

وأضافت أمين عام المجلس خلال كلمتها: "يسعدني مشاركتكم فى الاعلان الخاص بجائزة مارى اسعد وعزيزة حسين للقضاء على ختان الاناث، حيث شقت لنا كل منهما الطريق بجهود حثيثة وكبيرة في ايّام كانت مثل هذه الأمور مسكوت عنها، حيث تركت كل من ماري اسعد وعزيزه حسين اجيالًا من الرائدات والرواد تسعى اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث علي اكتشافهم وتقديرهم.

وأشارت إلى أن اللجنة قررت منح شهادة تقدير للراحلة د. عزة العشماوى الأمين العام السابق للمجلس القومى للطفولة والامومة تخليدًا لجهودها المضنية للقضاء على هذه الجريمة.

وأكدت "السنباطي" أنه قد مضى عام تضافرت فيه جهود اللجنة الوطنية للقضاء على الختان حيث تم انشائها لتكون مظلة واحدة للعمل تحتها لخلق بيئة مواتية للتغيير ليصبح الاهتمام بهذه القضية فى صدارة القضايا الوطنية التى تهم كافة شركاء الوطن للقضاء على هذه الجريمة.

وأوضحت "السنباطي" أنه بحسب المسح السكاني الصحي 2014، تعد ظاهرة تطبيب ختان الإناث الأكثر شيوعا في مصر، إذ تعرضت 8 من كل 10 فتيات مختنات للختان على أيدي أفراد طبيين. حيث يرى البعض أن إضفاء الطابع الطبي يعد أحد أشكال التخفيف من الضرر ، إلا أن هذا التشويه بيد طبيب يزيد من حدة الأمر  وماهو الا  حيلة  يروج لها البعض  للإفلات من جريمة الختان تحت مسمى " تجميل" ولكنه يعد وصمة لا تسامح ولا تهاون فيها حيث إنه لا يوجد مصطلح طبى لهذه العملية ولا تدرس بكليات الطب وليس لها أى مبررات طبية او فوائد صحية.

وأكدت "السنباطي" أن مصر شهدت تراجعًا ملحوظًا في معدل انتشار ختان الإناث بين الفئة العمرية ١٥-١٧ عامًا مع انخفاض عام من ٧٧%عام ٢٠٠٥ الى ٦١% عام ٢٠١٤ بحسب المسح الصحي السكاني ومع ذلك تقع أكثر من 7 مليون فتاة عرضة لخطر اجراء عملية الختان خلال الفترة من 2015 حتى 2030
ولذا ينبغي أن نركز الجهود المبذولة لإنهاء الختان على التأثير على الاتجاهات الجماعية وليس التغيير الفردي وذلك من خلال الدعوة الاعلامية والتسويق الاجتماعي للقضية.

وفي ختام كلمتها أكدت العمل والجهد سويًا على قدم وساق دون هوادة ولن نتوقف حتى تتمكن كل فتاة من الحصول على أبسط حقوقها وهو الحق فى الحياة سالمة آمنة من خطر الختان.

كما توجهت بالشكر لكل الشركاء والهيئات الداعمة فهم منارة تغيير العقول بدورهم الاعلامي كما وجهت لهم رسالة قائلة "فاستعدوا،الطريق مازال طويلًا والعمل لازال شاقًا حتى نصل الي مصر خالية من الختان بحلول 2030.