رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب بعزل أسوان: الأوضاع داخل الحجر تختلف عن الخارج نهائيًا

طبيب بعزل أسوان
طبيب بعزل أسوان

علي الرغم أن العمل داخل مستشفيات العزل لم يكن أمرًا هينا أبدًا ونسبة الخطورة عالية للفريق الطبي، لكنه في ظل تفشي فيروس «كورونا» المستجد خلال الفترة الأخيرة، يعتبر من المعدلات الآمنة، وتواصلت «الدستور» مع أحد الأطباء الذين ساهموا في علاج مرضى كورونا، ومن ضمن الفريق الطبي الذي أجرى أول عملية ولادة داخل مستشفى العزل بأسوان، ليحكي لنا عن مدة عمله التي استغرقت شهرين.

وقال الدكتور أحمد الناظر، طبيب مقيم تخصص أمراض النساء والتوليد بمستشفي أسوان التخصصي «الحجر الصحي» حاليًا، وأحد الأطباء الذين ساهموا في علاج مرضي فيروس كورونا المستجد، إنه استلم مهام عمله ضمن الفريق الطبي الثاني بمستشفى العزل بأسوان، وكان هناك رهبة وخوف مع بداية العمل والتعامل مع مرضى كورونا، لكن يقل تدريجيًا وتبقي مصلحة المريض العنصر الرئيس والأهم لديهم، وهناك عدد من أطباء مكافحة العدوى دربوهم جيدًا على كيفية وقاية أنفسهم من العدوى لمنع إصابتهم.

وأوضح «الناظر»، في تصريحات لـ«الدستور»، أن الأوضاع داخل مستشفى الحجر الصحي تختلف عن خارجها نهائيًا، حيث إنها تعد آمنة بشكل كبير، نظرًا للمعرفة بأنه يتم التعامل مع المصابين بفيروس «كورونا» وبناءً على ذلك يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية بشكل كامل لمنع انتقال العدوى، أما في الخارج يتم التعامل مع أشخاص لم نعرف هم حالات إيجابية أو سلبية.

وتابع أن أبرز اللحظات الصعبة التي مر بها خلال مدة عمله داخل الحجر الصحي، إجراء عملية الولادة القيصرية لمصابة كورونا، نظرًا للخطورة العالية التي يتعرضون لها، ومن الممكن أن تنتقل العدوى إليه، ولكن هذا واجبه ولا بد من تأديته على أكمل وجه، مهما كانت الخطورة التي سيتعرض لها، ومن ضمن اللحظات الصعبة أيضا عندما تتدهور حالة مريض بكورونا من فئة كبار السن، ويتم وضعه على أكسجين وإعطاؤه العلاج، ولم يكن له أي تأثير، قائلًا: «بنبقى مش عارفين نعمل حاجة».

وأشار إلى أنه على الرغم من أن تخصصه أمراض نساء وتوليد، إلا أنه في ظل أزمة فيروس كورونا مهمته داخل الحجر الصحي المساهمة بعلاج جميع المرضى ليس تخصصه فقط، وكذلك جميع الأطباء بالفريق الطبي، وأن القسم المسئول عنه يضم 20 مريضا، ويتم تقسيم ساعات العمل بينه وبين 2 آخرين من الأطباء بنحو 8 ساعات لكل واحد منهم، وتشمل المرور علي المرضى، ومراجعة فحوصات كل منهم، ولا بد من تغيير الملابس الواقية بعد كل مريض يمر عليه ويستبدلها بأخرى.

واستكمل أن تقديم الخدمة العلاجية للمصابين من الفرق الطبية سواء من الأطباء أو التمريض، يعد أمرا في غاية الصعوبة، حيث إن لديهم كافة التفاصيل عن المرض ومدى خطورته، وطريقتهم في إقناع المرضى ودعمهم نفسيًا، لذلك كانوا يحرصوا على الاهتمام بهم ودعمهم بشكل نفسي كبير، لتخفيف الأعباء التي يشعرون بها، موضحًا أن من الأيام التي تعتبر صعبة أيضًا آخر يوم يقضونه داخل الحجر الصحى، وانتظارهم لظهور نتائج المسحات، حيث إنه كان بالنسبة له يومًا مليئًا بالقلق والخوف من التعرض للإصابة، خاصة أن بعض المرضي لا تظهر عليه أعراض، ولكن يتم التأكد من خلال التحاليل الطبية، إلا أنه مر بسلام، وتحسن الوضع بمجرد ظهور النتائج التي تؤكد سلبية إصابته، وأنه بعد مرور 14 يومًا سيعود للعمل مرة أخرى.

واختتم حديثه لـ«الدستور» بتقديم نصيحة للأهالي بالالتزام بالجلوس في منزلهم، حيث إن الفيروس ليس أمرًا هينًا، بالإضافة لاتباع كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تجنب انتقال العدوى إليهم، وللحفاظ على صحتهم وأولادهم حتى تمر الأزمة بسلام.