رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أين جاءت تسميتها.. حكاية حارة «جريدة السياسة»

حارة جريدة السياسة
حارة جريدة السياسة

ربما انتبهت يوما بينما تتطلع للطرز المعمارية القديمة التي توالت على شوارع القاهرة وأحيائها، ليافطة تحمل عنوان "حارة جريدة السياسة" المتفرعة من شارع الكومي بحي عابدين. فما حكاية هذه الحارة ولماذا سميت بهذا الاسم؟ السطور التالية تحمل إليكم التفاصيل:

• تاريخ جريدة السياسة الأسبوعية

جريدة السياسة الأسبوعية أسسها حزب الأحرار الدستوريين في مصر وعُيِّن محمد حسين هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926 وهي جريدة سياسية وثقافية اهتمت بالسياسة عمومًا كما نشرت مواضيع فلسفية وفكرية واجتماعية. صدر العدد الأول منها في 13 مارس 1926 واستمرت حتى 28 مايو 1949 بعد أن أصدرت 624 عددًا، وكان مقرها في تلك الحارة المتفرعة من شارع الكومي والتي حملت اسم الجريدة فيما بعد.

- حكايات عبد المنعم شميس مع جريدة السياسة

في كتابه "القاهرة قصص وحكايات" يشير الكاتب عبد المنعم شميس إلى أن جريدة السياسة الأسبوعية كانت في حينها أعظم مجلة ثقافية في مصر، وكان كتابها: أحمد لطفي السيد، وطه حسين، ومصطفى عبد الرازق، وعبد العزيز البشري وغيرهم.

وكان "شميس" قد أرسل بالبريد قصة للنشر في الجريدة وكان وقتها لم يزل بعد في السنة الثالثة الثانوية، وقال: "في ذلك الوقت قرأت قصصا كثيرة باللغة الإنجليزية وأعجبتني قصة منها فترجمتها وأرسلتها لجريدة السياسة الأسبوعية ونشرت القصة، واعتقدت أن اسمي مع هؤلاء الأكابر أهم من اسمي مع مقالات الأهرام التي تنشر لملأ الصفحات أو تشجيع هؤلاء التلاميذ من زملائي الشباب الذي كان أنظون الجميل باشا رئيس تحرير الأهرام، يشجعهم على الكتابة ويصحح لهم مقالاتهم أو معلوماتهم".

يتابع "شميس": بعد نشر القصة المترجمة أصابني الزهو واشتريت خمس نسخ من جريدة السياسة الأسبوعية بنصف ريال، وكان ثمن العدد قرشين وأهديتها لزملائي، ثم ذهبت إلى دار جريدة السياسة لأشكر الدكتور محمد حسين هيكل، وكان مدير مكتبه وسكرتير تحرير الجريدة هو الأستاذ حافظ محمود. كان كعادته لطيفا رقيقا، ولما علم أنني مترجم هذه القصة وكان عنوانها "غرام أموهيا" ترك أوراقه وأعماله واندفع نحو باب غرفة الدكتور هيكل، ثم عاد وقال لي وهو واقف على الباب: أدخل الدكتور هيكل يريد أن يراك.

وأضاف: كنت صبيا صغيرا فلم يصدق الأستاذ حافظ محمود أنني صاحب القصة المنشورة وقد أضيف إلى اسمي لقب "الأستاذ" على العادة الجارية في ذلك الوقت من منح الألقاب، فكان العقاد يحمل لقب الأستاذ الكبير، وكان المازني يحمل لقب الكاتب القدير، وكان الدكتور هيكل والدكتور طه حسين يكتفيان بلقب الدكتور.

في هذا اليوم عندما قابلت الدكتور محمد حسين هيكل، بدأت أبواب الحياة تتفتح أمام عيني. كان أبا وكان أستاذا وكان أعظم من عظيم.