رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة ٥ من رواية «الصديق أبوبكر».. والده أبوقحافة

الرواية
الرواية

الحلقة 5..

يارا: حدثنا عن أهل بيت أبى بكر رضى الله عنه

الأب: والده هو عثمان بن عامر الملقب بأبى قحافة من بنى تيم من قريش

نور: ماذا عن والده؟ هل كان مسلمًا؟ وما هى صفاته؟

الأب: كان رجلًا كفيف البصر.. كريمًا فى قومه.. فهو والد أبى بكر التاجر المعروف.. ميسور الحال.. وكان يحب ابنه كثيرًا.. لما أعتق سيدنا أبوبكر سبعة من العبيد.. ودفع من ماله.. قال له: يا بنى لو أنك أعتقت أناسا لهم جلدًا وقوة.. ينفعونك وقت الشدة.. فقال أبوبكر رضى الله عنه: يا أبتى إنى لا أبتغى من ذلك إلا وجه الله سبحانه وتعالى.. فنزل فيه قرآن يتلى أناء الليل وأطراف النهار..(فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى).

زياد: سبحان الله

إسلام: ومن المواقف التى تؤكد حرصه على ابنه.. حين هاجر أبوبكر رضى الله عنه.. مع النبى صلى الله عليه وسلم.. تقول السيدة أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها وعن أبيها: جاء إلينا جدى فى يوم الهجرة.. وقال والله أظنه قد فجعكم بماله.. كما فجعكم بنفسه.

نور: ما المقصود بهذه العبارة؟

الأب: أى أنه أخذ كل ماله معه وترككم.. ولقد فعل الصديق ذلك حقًا وأخذ معه سبعة آلاف درهم.. فتقول السيدة أسماء: وكان أبوقحافة كفيف البصر. فأتيت بأحجار وغطيتها.. ووضعت يد جدى عليها.. وقلت: لقد ترك لنا كل هذا المال. فقال أبوقحافة: إذا كان قد ترك لكم هذا المال فقد أحسن.. وهذا يؤكد حرصه على ابنه.

زياد: ولكن أى حرص هذا؟ فمن المفترض أن يكون سعيدًا بأن ابنه ينفق ماله فى سبيل الله.

الأب: لا حظ يا زياد أن أبا قحافة كان فى هذا الوقت على الكفر.. ولا يعنيه الإسلام ولكن يعنيه الحفاظ على مال ابنه. 

نور: ومتى أسلم أبوقحافة؟

إسلام: أسلم أبوقحافة يوم فتح مكة.. حيث ذهب إليه أبوبكر ثم عاد به إلى النبى صلى الله عليه وسلم.. وكان كبير السن.. فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لصاحبه: لو تركت الشيخ فى بيته وأنا آتيه.. فقال أبوبكر: بل هو أحق أن يأتيك يا رسول الله.. يمشى إليك.. ولا تمشى إليه.. فمسح النبى على صدر أبي قحافة.. ودعا له فنطق الشهادتين. ولما مات النبى صلى الله عليه وسلم.. سأل أبوقحافة وكان فى مكة من ولى الأمر من بعده.. قالوا: ابنك.
قال: هل رضيت بنو عبد مناف؟ وهم أهل النبي؟
قالوا: نعم.
قال: سبحان الله.. لا مانع لما أعطى ولا معطى لما منع..

يارا: لماذا قال هذه العبارة؟

الأب: قالها لأنه قبيلته بنى تيم ليست كبيرة. فهى ليست بنى هاشم ولا بنى مخزوم ولا بنى أمية.. ولم تكن لها السيادة من قبل.. واليوم أصبح ابنه خليفة رسول الله وكبير المسلمين من بعده.. فحمد الله الذى رفعهم بالإسلام إلى هذه الدرجة العالية وهذا المقام ان لرفيع.. الذى لم يكن فى مخيلة الصديق أن يصل إليه يومًا فلم يكن أبوبكر راغب سلطة أو جاه بل كان يبتغى وجه الله سبحانه وتعالى. وبعد عامين ونصف العام فى الحكم مات الصديق رضى الله عنه فوصل الخبر لأبيه فى مكة فقال أبوقحافة: مصاب كبير.. ثم قال من ولى الأمر من بعده؟ فقالوا: عمر بن الخطاب فقال: صاحبه.

يارا: كم عام عاش أبوقحافة بعد وفاة ابنه الصديق؟

الأب: مات أبوقحافة بعد موت ابنه أبى بكر بستة أشهر.. عن عمر وصل إلى السابعة والتسعين.

ونكمل غدًا بإذن الله