رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في زمن كورونا.. ذبح الدواجن العشوائي بين «ثقة المواطن ونشر الأوبئة»

الدواجن
الدواجن

نظرًا لاعتقاد المواطن الخاطئ أن الدواجن الطازجة السليمة دون غيرها، انتشرت في المحافظات محال بيع الدواجن الحية التي تعتمد على الذبح بشكل عشوائي، ما ينتج عنه بقاء بعض مخلفات الذبح، والتي تتسبب في انتشار العديد من الأوبئة والأمراض، وفي ظل الخوف من انتشار فيروس "كورونا" دعت العديد من الأصوات بالبرلمان لوقف هذ الطريقة وتحجيكها، كونها قد تسبب كوارث بيئية وصحية خطيرة.

في الإسكندرية انتشرت أسواق بيع وذبح الطيور بشكل عشوائي، وفق ما أكدت الدكتورة صباح لاوندي، مدير عام الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بالمحافظة، وتقول إلإن ذبح الطيور بالشوارع أو المحلات أو المنازل تعد مشكلة خطيرة، مؤكدة أن تلك الظاهرة تنتشر في القرى والظهير الريفي بالإسكندرية بشكل كبير.

وأكدت لاوندي على أهمية القضاء على تلك الظاهرة السلبية، مشددة على أنه لا يجب أبدًا ذبح أي طائر أو حيوان خارج المجازر المخصصة لذلك، موضحة أن المديرية تشن حملات توعية على بائعي وتاجري الطيور بالمحافظة لتوجيههم للذبح داخل المجازر ووضع الطيور عقب الذبح في مبردات أو ثلاجات، ولكنها أشارت إلى أن صعوبة التسويق للطيور المذبوحة داخل المبرد، موضحة أن الأمر يحتاج إلى حملات توعية مكثفة لتغيير مفهوم خاطئ لدى المواطن بأن الطيور المذبوحة حديثًا هي الأفضل للصحة.

وذكرت لاوندي، أن محافظة الإسكندرية بها نحو 10 مجازر6 منها تعمل بشكل منتظم و4 متوقفة لعدم الإقبال على الذبح داخلها نتيجة المفاهيم الموروثة الخاطئة، مؤكدة على أن طاقة هذه المجازر الاستيعابية تستوعب كمية المذبوحات جميعها.

وفي جولة قامت بها "للدستور" بمنطقة حدائق المعادي بالقاهرة لرصد محال بيع الدواجن مستخدمة الذبح بطرق عشوائية، تبين وجود عدد كثير من تلك المحال، والتي وقف بها العديد من الزبائن للشراء.

"منى أحمد"، إحدى السيدات اللاتي وقفن للشراء أمام أحد هذه المحال تقول: "معرفش اشتري إلا الفراخ الطازة"، مؤكدة أن سبب إقبالها على الشراء من محال الدواجن الحية هو كونها ترى عملية الذبح أمام عينيها، وبالتالي تثق في صحتها وفي كونها سليمة، متابعة أنها اكتسبت عادة شراء "الفراخ" الحية من والدتها التي كانت تقوم بنفس الشئ ولا تثق في الفراخ المذبوحة:"إحنا إيه اللي عرفنا فيها إيه".

اتفقت معها هناء أحمد إحدى الزبونات التي وقفت بذات المحل مؤكدة أنها لا تثق نهائيًا في الفراخ المجمدة لذا فهي تفضل الشراء دائمًا من محال بيع الفراخ الحية، وتقوم بنفسها باختيار "الدجاجة".

بينما اختلفت معها فائقة سامي، التي أكدت أنها يمكنها أن تبتاع الدواجن المجمدة إذا وثقت في مصدرها مثلما تشتري كثيرًا من منافذ وزارة الداخلية "آمان" وغيرها من المنافذ الموثوق بها التابعة للدولة، في إشارة منها أن ذلك يعد حلًا لتقليل ما تسببه محال بيع الدواجن الحية من تلوث إثر إلقاء مخلفاتها.


وفي جولة" الدستور" لاحظنا مرور سيارة تجمع مخلفات جميع محال بيع الدواجن الحية، وكان قد انبعث منها رائحة كريهة كما تساقطت منها بعض هذه المخلفات بشوارع المنطقة.

وأكد النائب أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، ضرورة أن تشن المحليات حملات رقابة في الأسواق والشوارع لمعاقبة كل من يتورط في الذبح العشوائي للطيور بالشوارع، لما تمثله تلك الظاهرة من خطر كبير على صحة المواطنين، وتساهم في نشر مخلفات تلك الطيور التي تتناثر في الشوارع، وتتسبب في العديد من الأمراض.

وأضاف أبو العلا، أن هناك ضرورة لإجبار الجميع على ذبح الطيور في الأماكن المخصصة للذبح حتى يمكن أن تحكم عليها الرقابة هناك رقابة، مؤكدًا أن هناك أسواق بأكملها ما زالت تشهد ذبح للطيور في الشوارع خاصة في القرى والأرياف، لافتًا إلى أن هذه القضية لا تحتاج إلى تشريع وذلك لوجود تشريع بالفعل يجرم تلك الظاهرة، ولكن هناك ضرورة لمواجهة هذا الأمر من خلال حملات دورية على الأسواق، وهو دور المحليات.

النائب رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أوضح أن هناك تشريع بالفعل صدر عام 2009 يجرم الذبح العشوائي للطيور في الشوارع، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تتسبب في انتشار الأمراض بالأسواق، ومع خطورة تفشي فيروس كورونا المستجد، الذس يضرب العالم خلال الفترة الراهنة، فإن منع الذبح العشوائي للطيور يزداد أهمية.

وأشار إلى أن هناك ضرورة لتوفير بديل لمنع الذبح العشوائي للطيور مثل توفير ثلاجات لبائعي الدواجن مقابل منع الذبح العشوائي، مؤكدًا أن هناك 3 ملايين مواطن يعملون في مجال الدواجن والطيور، ما يتطلب معه الأمر توفير بدائل وليس فقط الاقتصار على منع الذبح العشوائي للطيور، كما يجب تدشين حملات توعية للمواطنين بخطورة شراء الطيور المذبوحة بشكل عشوائي.