رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د.حمدي سعد يكتب: كورونا بين الذعر المجتمعي والحقائق العلمية

كورونا
كورونا

أثار اكتشاف فيروس كورونا المستجد في الصين في أواخر يناير الماضي ذعرًا عالميًا ومجتمعيًا في كافة أنحاء العالم.

تمَّ اكتشاف العدوى بفيروس كورونا المستجد في إقليم ووهان بالصين وتضاعفت أعداد المصابين به في فترة وجيزة وتسارعت وتيرة البلاغات عن حالات جديدة في معظم أنحاء العالم ولكن بشكل أقل من الصين.

المرض عبارة عن عدوى تنفسية قد تكون شديدة وقاتلة في بعض الحالات مثل كبار السن ومرضى نقص المناعة، لكن أغلب الحالات تكون الأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا المعروفة ويتم الشفاء خلال أيام قليلة، حيث إن الوفيات لا تشكل إلا ٣% من حجم الإصابات وهي في كبار السن ومرضى نقص المناعة، أما ٨٥% أو أكثر من المصابين فغالبًا لن يحتاجوا لدخول المستشفى ويعامل المرض مثل الإنفلونزا في العلاج.

يذكر أن نسبة الوفيات من الحالات المصابة أقل بكثير من وفيات الإنفلونزا، حيث إن نسبة وفيات الإنفلونزا أضعاف وفيات كورونا.

وضعت وزارة الصحة المصرية قواعد لتشخيص الحالات المشتبه بإصابتها بعدوى كورونا وذلك طبقًا لقواعد التشخيص التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.

ويأتي وضع هذه القواعد ليتم تحديد ما هي الحالات التي سوف يتم إجراء الفحوصات لاكتشاف إصابتها بفيروس كورونا وذلك نظرًا لكثرة مسببات العدوى التنفسية من الميكروبات والفيروسات وحتى لا يشكل التوسع في الشك عبئًا شديدًا على المنظومة الطبية، فليست كل عدوى تنفسية كورونا، لكن هناك قواعد التشخيص تشمل الآتي؛

الحالات المشتبه بها تكون هي التي تعاني من ارتفاع بدرجة الحرارة أكثر من ٣٨ درجة مع ضيق بالتنفس أو كحة مع أحد الشروط الثلاثة الآتية؛

١- أن يكون المريض قد سافر إلى إحدى الدول التي تفشى فيها الوباء على نطاق واسع خلال الأسبوعين السابقين على ظهور الأعراض على المريض، وهذه الدول هي الصين وإيران وإيطاليا والكويت.

٢- أن يكون المريض ملاصقًا لأحد أفراد الأسرة التي تأكدت إصابته بالفيروس.

٣- أن يكون المريض من الفريق الطبي الذي يعالج المرضى المصابون أو الذين تحت الحجر الصحي.

هذا هو تعريف الحالة المشتبه بها، أما الحالة المؤكدة فتكون التي أجرى لها التحليل الخاص بفيروس كورونا وأثبت أنها إيجابية.

لذا لا يمكن أن نجد أي مبرر للهلع المجتمعي من فيروس كورونا طالما لم يتم السفر إلى إحدى البلاد الموبوءة أو ملاصقة حالة مؤكدة، فليست كل أعراض تنفسية ناتجة بالضرورة عن كورونا ولا سيما أن هذه الحالات منتشرة جدًا في هذا الوقت من العام.

في النهاية، أي حالة مشتبه بها سوف يعلن عنها مباشرة عن طريق وزارة الصحة ولا يوجد أي مبرر لهذه الشائعات التي يروجها البعض عن كورونا وحجم إصاباته لأنها غير حقيقية ولن يتمكن أحد من إخفاء الإصابات لأن العالم كله يتعامل مع الأمر بمنتهى الشفافية وتحت إشراف مباشر من منظمة الصحة العالمية.