رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلوى خطاب: جميع أعمالى أقل من طموحى وإمكانياتى

سلوى خطاب
سلوى خطاب

فى بداية ظهورها كانت الفتاة الرقيقة الحالمة فى مسلسل «هند والدكتور نعمان»، وهى أيضًا المجرمة ربيبة السجون فى مسلسل «سجن النسا».. هى الفنانة سلوى خطاب، التى تعد من أهم الفنانات اللاتى يستطعن تقمص العديد من الشخصيات وتقديمها بأداء وطريقة مميزة ومختلفة، لذلك تظل أدوارها محفورة فى وجدان الجمهور.

«الدستور» التقت الفنانة الكبيرة فى حوار كشفت فيه عن تجربتها فى لجنة تحكيم مهرجان أسوان لأفلام المرأة، وتحدثت عن كواليس وتفاصيل اختيار شخصياتها، والسر فى ظهور كل شخصية تؤديها بأداء مميز، وتطرقت إلى سر قلة أعمالها فى السينما وسبب ابتعادها عن مواقع التواصل الاجتماعى.

■ ماذا عن تجربتك فى عضوية لجنة تحكيم مهرجان أسوان لأفلام المرأة؟
- التجربة صعبة، لأننى لا أحب التحكيم بقدر ما أحب أن أكون متفرجة أو مشاركة بأعمالى، فمن الصعب منح شخص واحد الجائزة من بين أعمال كثيرة تتنافس واختارها المهرجان بعناية شديدة، وجميعها أعمال مميزة وتستحق الجوائز، وشاهدت أعمالًا كثيرة خلال فترة المهرجان، ورأيت أعمالًا كثيرة مميزة وأفكارًا متنوعة ومختلفة تخرج عن النطاق التقليدى.

■ كيف رأيت تكريم نيللى كريم ورجاء الجداوى؟
- شىء جميل، لأن الثنائى يستحق التكريم ونموذج مشرف للمرأة المصرية، فرجاء الجداوى تعمل منذ سنوات طويلة جدًا وقدمت أعمالًا كثيرة للسينما والدراما وما زالت لديها قدرة على العطاء، أما نيللى كريم فليست كبيرة سنًا، لكنها أثبتت نفسها فى الساحة الفنية، وقدمت أعمالًا كثيرة مميزة عن المرأة، لذلك تستحق التكريم عن جدارة.

■ ما رأيك فى أجواء مدينة أسوان؟
- أسوان بلد جميل فعلًا، تشعر فيه بأنك سافرت للخارج بمنطقة هادئة وأهله طيبون، وتواجد مهرجان أسوان لأفلام المرأة فى مدينة أسوان شىء مميز وممتع للغاية، وذكرياتى مع أسوان جميلة، لأننى كنت أصور فيها مسلسل «سك على إخواتك» مع على ربيع، ورغم إصابتى أثناء تصوير المسلسل، إلا أننى استمتعت بالوقت الذى قضيته هناك.

■ عُرض لكِ مؤخرًا فيلم «دماغ شيطان» وأخفق تجاريًّا.. لماذا حدث ذلك من وجهة نظرك؟
- المنتج لم يستطع تقديم الفيلم بالشكل الذى كان يتمناه، وتم تصويره فى ١٢ يومًا فقط، وكانت التجربة الأولى للمخرج.

■ هل التجربة أقل من إمكانيات سلوى خطاب التى اعتدنا عليها؟
- دائمًا أرى الأعمال التى أقدمها أقل من إمكانياتى وطموحى، وأتمنى أن أقدم أعمالًا أكبر وأهم مما قدمته وأقدمه.

■ كيف رأيت التعاون مع المؤلف محمد أمين راضى للمرة الرابعة فى «مملكة إبليس»؟
- جميع أدوارى وأعمالى معه تكون علامة مميزة ومختلفة بالنسبة لى، وأحب العمل مع أمين راضى وطارق الجناينى، لأننى لا أنشغل إلا بأداء شخصيتى فى أفضل شكل، وبقية عناصر العمل كلها، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، تكون على أكمل وجه، والدليل على ذلك كم الأبطال الموجودين فى «مملكة إبليس»، أما الأستاذ أحمد خالد موسى فلأول مرة أتعاون معه، وهو مخرج مميز، وأحببت العمل معه، وبذل مجهودًا كبيرًا فى تنفيذ العمل.

■ إلى أى مدى أخذت شخصيتك فى «مملكة إبليس» مجهودًا فى تنفيذها؟
- محمد أمين راضى دائمًا عندما أقرأ سيناريو له يستفزنى، لأنه يهتم بأدق تفاصيل كل شخصية، حتى لا يقوم الممثل بتقديمها بشكل تقليدى، ومن هنا يأتى التحدى بالنسبة لى، فهو يريد خروج الشخصية بشكل غير نمطى وتقليدى، وأنا من جانبى يتولد لدىّ إصرار على تقديمها بشكل أفضل مما كان يتخيل.

■ تعد شخصية «عزيزة» فى مسلسل «سجن النسا» من بين أهم الشخصيات التى قدمتها.. هل تتذكرين كواليس هذا العمل؟
- جلست قبل تصويرها أكثر من مرة مع الأستاذة كاملة أبوذكرى، لنتناقش فى تركيبة هذه السيدة، خاصة أنها تميل للرجال أكثر من النساء، والعالم المحيط بها ملىء بالرجال، وليس أى رجال، بل تجار مخدرات وسلاح، بالتالى فالكلمة والحركة بحساب ووزن.

ذاكرت الشخصية بشكل معمق وذهبت أول يوم تصوير ودائمًا أول يوم يكون صعبًا، لأنك تضع الشخصية على التراك، وتستمر على نفس النهج لنهاية التصوير، فوجدت نفسى أتحدث بالطريقة التى ظهرت عليها، وبعد أول مشهد وجدت الأستاذة كاملة تشيد بما قدمته.

وقررنا الاستمرار بنفس الطريقة، ولم أتوقع نجاح «عزيزة» بهذا الشكل، وفى الطبيعى لا أتوقع لنفسى أو لأى عمل أقدمه أنه «هيكسر الدنيا» ودائمًا ما أكون قلقة، هل سيصل للناس أم لا؟، لأن الفن يتذوقه الجمهور بالفطرة ولا يمكن أن يحدث غير ذلك.

■ ألم تفكرى فى تقديم شخصية «عزيزة» فى عمل درامى أو سينمائى منفصل؟
- أهم ما كان يميز مسلسل «سجن النسا» أن جميع الشخصيات فيه تصلح لأن تقدم فى عمل منفصل، فجميعها من لحم ودم، وأنا لا أحب استثمار نجاح أى شخصية قدمتها مرة أخرى.

الشخصية نجحت والعمل أشاد به الجمهور، وبالتالى أفكر فى مشروع جديد، وبعد هذا العمل قدمت شخصية «صباح» فى مسلسل «نيللى وشريهان» مع دنيا وإيمى سمير غانم، وكانت شبيهة بشخصية «عزيزة» لكن فى إطار كوميدى.

■ ما الشخصية التى تستهويكِ لتقديمها؟
- لا أنظر للشخصية فقط، أنظر للعمل ككل، والمخرج المتميز الذى يستعين بأدوات وعناصر مميزة تساعده على النجاح، ودائمًا الشخص الذى يوازن مجهوده يحقق النجاح، والمقياس دائمًا عندى: ما قيمة العمل وماذا سيقدم؟ إذا قدم شيئًا جيدًا حتى لو بإمكانيات قليلة أوافق، أما لو كان سيضحك على الناس فلن أقبله.

■ دائمًا ما تخرج شخصياتكِ بشكل مميز ومختلف سواء فى طريقة الكلام أو الشكل.. كيف تفعلين ذلك؟
- أى شخصية أتعاقد عليها أدرسها جيدًا، وهناك مفردات عديدة لكل شخصية، منها ما استقر عليه قبل التصوير وأشياء أخرى تظهر بشكل تلقائى أثناء تصويرها لأول مرة، وهنا أنظر للشخصية من عدة جوانب مهمة.

مثلًا طبيعة البيئة التى خرجت منها وتعاملاتها مع الناس، وأحب أن تكون الشخصية من لحم ودم بخليط إنسانى، ومع الوقت تصل هذه الأشياء للجهاز العصبى والنفسى بحيث تجد نفسك تلقائيًا فيها، حتى إننى عندما أشاهد مثل الجمهور أسأل نفسى: كيف فعلت ذلك؟، فالشخصية هى التى تتحرك وقت التصوير بتلقائية شديدة.

■ هل تقصدين تغليف شخصياتك بلمسة كوميدية؟
- لا أقصد ذلك، فحسب كل مشهد يكون أدائى فيه مناسبًا لمضمونه، ففى أوقات يتطلب المشهد لمسة كوميدية فتخرج بتلقائية، وأنا أحب جميع الشخصيات التى قدمتها وجميعها قريبة لقلبى، وكل منها حقق لى نجاحًا وجماهيرية عند الناس.

■ لماذا تركزين فى الدراما على حساب السينما؟
- لا أركز فى الدراما على حساب السينما، لكن عندما يعرض علىّ عمل سواء دراما أو سينما أفكر فيه جيدًا وأختار ما يناسبنى، وفى الدراما أجد ما يستهوينى أغلب الوقت، أما السينما فقليلًا ما تعرض علىّ أعمال متميزة فى الكتابة والإنتاج وفى جميع النواحى، لذلك فأعمالى الدرامية مؤخرًا كانت أكثر من السينما.

■ ما رأيك فى التطور الذى نعيشه حاليًا بتواجد المنصات الإلكترونية؟
- أؤيد ذلك بشدة، لكن الأهم أن تحترم تلك المنصات عقلية المشاهد وتقدم شيئًا هادفًا، وفى نفس الوقت يكون ممتعًا.

■ لماذا لا تتواجدين على السوشيال ميديا؟
- أنا لست من هواة الدخول فى مهاترات، والسوشيال ميديا مليئة بالمهاترات، وعندما أدخل لأتابع ما يحدث أشعر بأننى أتابع الأحداث من البلكونة، وليست لدىّ القدرة على تضييع وقتى وأعصابى ومجهودى لأشرح لناس لا تسمع بعضها، وتدخل للحكم على الناس بأحكام مسبقة.

■ عندما تنتهين من تصوير أعمالك.. كيف تقضين وقتك؟
- أن أبقى فى اللوكيشن ساعات طويلة على مدار أسابيع وأشهر، ذلك مجهود فوق طاقة البشر، لذلك فبعد الانتهاء أشعر بعدم رغبة فى مشاهدة التليفزيون نفسه، وبالتالى أحب الراحة لشحن طاقتى ومخزونى من جديد فى منزلى.