رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نائف حسان: الحوثيون والإخوان دمروا صحافة اليمن وسخروها لصالحهم (حوار)

نايف حسان
نايف حسان

أكد الصحفي اليمني "نائف حسان" رئيس تحرير صحيفة الشارع، أن الصحفيين في اليمن يعيشون في معاناة وأصبحوا رهن الصراعات ونزاعات الجماعات الإرهابية والحوثيين.

وكشف حسان في حوار خاص لـ"الدستور" عن أن الصحفيين في اليمن عانوا كثيرا بسبب استهدافهم من قبل جماعة الإخوان وكذلك جماعة الحوثي حيث يتعرضون لأعمال ترهيب واختطاف بخلاف عمليات التصفية الجسدية وإلى نص الحوار..

* ما هي أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين والإعلاميين اليمنيين في ظل الحرب الدائرة بالبلاد؟
يعاني الصحفيين في اليمن من مشاكل كثيرة أهمها طغيان سلطة المليشيات، ومصادرة هامش حرية الرأي الذي كان قائمًا في البلاد من ما بعد وحدة البلاد في 22 مايو 1990. قامت مليشيا الحوثي بتجريف "مؤسسات" الدولة الهشة، والهامش الديمقراطي الذي قامت عليه اليمن في العصر الحديث.

وبدلًا من أن يتحد اليمنيون لمواجهة هذه المليشيا، ابتلعت جماعة الإخوان المسلمون القوى الوطنية، والكيان الذي يُفترض به تمثيلها (الحكومة "الشرعية"). وبدلًا من العمل الوطني العام بنت جماعة الإخوان سلطة مليشاوية موازية لمليشيا الحوثي في محافظات تعز ومأرب وشبوة وللأسف، فبدلًا من تقديم نموذج جيد للحكم في المحافظات المحررة، تم تقديم نموذج سيء فيها.

ولا يوجد ما هو أسوأ من مليشيا جماعة الإخوان إلا مليشيا الحوثي. الصحفيين اليمنيين عانوا كثيرًا من الجانبين. اليوم مليشيا جماعة الإخوان تمارس حملة تحريض وإرهاب ضد الصحفيين والصحافة في اليمن، وتمنع دخول وتوزيع صحيفة الشارع اليومية إلى المحافظات التي تسيطر عليها، وقامت وتقوم بمصادرة الصحيفة، بالمخالفة للقانون والدستور. كما قامت باختطاف موزع الصحيفة في مدينة تعز وإخفائه.

أما بالنسبة للجانب المعيشي، عانى الصحفيين وما زالوا يعانون من توقف وسائل الإعلام التي كانوا يعملون فيها، وتوقف مرتباتهم، شأن جميع موظفي الدولة وأغلب موظفي القطاع الخاص. وجد الصحفيون أنفسهم فجأة بدون مرتبات. ومازال أغلبهم يعانون من ذلك حتى اليوم.

* هل الأطراف المتحاربة تحاول تجنيد صحفيين كي يعملوا لخدمة أجنداتهم وخاصة جماعة الإخوان والحوثيين؟
مليشيا الحوثي لديها كتيبة كبيرة من الدخلاء على مهنة الصحافة عملوا ويعملون لخدمة أجندتهم، وكذلك الحال بالنسبة لمليشيا جماعة الإخوان المسلمين. وهناك أيضًا عدد أكبر النشطاء والخلايا الإلكترونية التي تعمل في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمليشيا الحوثي، أو للدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين ومليشياتها، ومراكز القوى العسكرية الفاسدة والفاشلة المرتبطة بها.

ونعرف جميعًا أن الخلايا الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان شَنَّت تشُنّ حملات إرهاب ضد خصومها والمختلفين معها؛ عبر التحريض عليهم، وتخوينهم واتهامهم بالعداء لـ"الجيش الوطني" الذي لا وجود له، أو بالعمل مع مليشيا الحوثي.

وتؤكد جميع الشواهد وتطورات الأحداث أن جماعة الإخوان هي من تعمل في خدمة مليشيا الحوثي، عبر سيطرتها على الحكومة الشرعية، والقضاء على أي محاولة لبناء جيش وطني حقيقي، وتأخير عملية تحرير اليمن من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وفساد جماعة الإخوان المسلمون، ومراكز القوى العسكرية والقبلية المرتبطة بها، أمر لا يخفى على أحد، وهذا الفساد هو الذي أدى، مؤخرًا، إلى سيطرة مليشيا الحوثي على "جبهة نِهْم". "جبهة نِهْم" كانت تحت سيطرة جماعة الإخوان. وتمكن الحوثيون من السيطرة عليها لأن "الجيش" فيها كان جيشًا وهميًا لا وجود له في الجبهة وميادين القتال فيها، بل في كشوفات المرتبات، ومخصصات التغذية والتسليح.

وتقول المعلومات إن قوام "الجيش" في "جبهة نِهْم" في قوائم وزارة الدفاع يصل إلى 17 ألف جندي وضابط، بينما لم يكن هناك في الجبهة إلا نحو 300 مقاتلًا، حين شَنَّ الحوثيون هجومهم. قادة "الجيش" الموالي لجماعة الإخوان المسلمون اعتادوا تشكيل معسكرات عدد كبير من أفرادها أسماء وهميون، ويقوم "القادة العسكريون" التابعون والموالون لجماعة الإخوان بسرقة المخصصات المالية (المرتبات) والتسليحية والغذائية الكبيرة المخصصة شهريًا لتلك الأسماء الوهمية. هذا أمر معروف للجميع. وجانب كبير من "الانتصارات" التي حقَّقَها الحوثيون عائدة إلى هذا الفساد، وفساد وفشل الرئيس عبدربه منصور هادي.

* تعرضت جريدة "الشارع" لحصار ومنع في بعض المناطق كيف حدث ذلك؟
معركتنا مع جماعة الإخوان المسلمين هي معركة قديمة. منذ أن هيمنت جماعة الإخوان، ومراكز القوى العسكرية والقبلية المرتبطة بها، على ثورة 11 فبراير 2011، في اليمن، وقفت صحيفة "الشارع" ضد جماعة الإخوان. لقد تولينا مهمة مواجهة جماعة الإخوان إعلامية، وتعرضنا لحملات إرهاب وتخوين وتحريض كبيرة. وما يجري اليوم هو امتداد لذلك.

في بداية عام 2015، أُجبرنا على التوقف عن إصدار الصحيفة، بسبب تلقينا تهديدات من مليشيا الحوثي. ونهاية العام الفائت (2019)، عاودنا إصدار الصحيفة من عدن. بمجرد ما أعلنا استعدادنا لاستئناف الصدور، تعرضنا لحملة تحريض غير مسبوقة في تاريخ الصحافة في اليمن. قامت بالحملة الخلايا الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

وبسبب تناولنا تقارير تكشف فساد قادة الجيش التابعين والموالين للجماعة، تم منع صحيفة "الشارع" من الدخول أو التوزيع في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الجماعة (محافظات تعز ومأرب وشبوة، كما قلنا). ومازالت هذه الحملة مستمرة ضدنا حتى اليوم، وهي لن تُثنينا عن القيام بواجبنا المهني والوطني في مواجهة الفساد والإرهاب الديني بشقيه الحوثي و"الإخواني".