رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القطاع تعافى».. السياحة تحقق إيرادات غير مسبوقة

السياحة المصرية
السياحة المصرية

يشهد قطاع السياحة فى مصر عودة قوية لعصره الذهبي بعد أن حقق نموا فى السنوات القليلة الماضية، وفقا لتقارير عالمية شهدت بهذا التطور الملحوظ.

فقد أعلنت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء أن إيرادات السياحة فى مصر قفزت بأكثر من 28 % لتسجل حوالى 12.6 مليار دولار في السنة المالية 2018 – 2019 المنتهية 30 يونيو الماضى مقابل 9.8 مليار دولار خلال السنة المالية 2017 – 2018، بينما كان الرقم القياسي السابق لإيرادات القطاع قد تحقق في عام 2009 – 2010، حين بلغ 11.6 مليار دولار، لتصبح بذلك السياحة هي ثالث مصدر للدخل القومي بمصر، بعد تحويلات المصريين بالخارج التي احتلت المركز الأول بـ 26.4 مليار دولار والصادرات غير البترولية التي جاءت في المركز الثاني بـ17.1 مليار دولار، ويليهم الصادرات البترولية بـ8.8 مليار دولار وعائدات قناة السويس بـ 5.7 مليار دولار كثالث مصدر للدخل القومي.


وشهدت الأعوام الأخيرة، تنامى معدل أعداد السائحين الوافدين لمصر، بعد أن شهد انخفاضا قبل أحداث ثورة يناير، ففي عام 2010 كان العدد نحو 15 مليون سائح وانخفض إلي أقل من 10 ملايين عام 2011، ليصل نحو 5 مليون و300 ألف سائح عام 2016 قبل أن يعود الرقم للإرتفاع إلي 8 ملايين و300 ألف عام 2017، ويزيد ثلاثة ملايين سائح خلال عام 2018.

فى عام 2017 ساهمت السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بما يقدر بنحو بنحو 190.3 مليار جنيه مصري بما يعادل 5.6% من جملة مساهمات القطاعات الأخري بما قدرت المساهمة الإجمالية للسياحة بنحو 374.6 مليار جنيه، وهو ما يعادل 11 % من إجمالي الناتج المحلي.

ووفرت السياحة 1.1 مليون وظيفة مباشرة بنسبة 3.9% من إجمالي العمالة المصرية بينما بلغت مساهمتها الإجمالية بنحو 2.5 مليون وظيفة بنسبة 8.5% وبلغت صادرات زوار مصر بإنفاقهم في مقاصدها السياحية نحو 141.7 مليار جنيه، وهو ما يعادل 31.6 من مجمل قيمة الصادرات وبلغ حجم الإستثمار في المجالات السياحية 59.6 مليار جنيه بنسبة 11.4% من إجمالي الاستثمارات في مصر.
فازت مصر بعام 2018 بالمركز الأول للوجهات السياحية التي حققت أعلي معدلات النمو لعدد السياح الوافدين إليها خلال عام 2018 مقارنة بالعام 2016 حيث بلغ معدل النمو 55.1%.


ورغم انقطاع السياحة الإنجليزية عن التواجد في مدينة شرم الشيخ لمدة 4 سنوات، أكد إلهامي الزيات رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية السابق، أن مصر تجاوزت إيرادات عام 2009 – 2010ـ وهذه ظاهرة صحية لأهمية الإيرادات، وليس أعداد السياح مضيفًا أن السياحة استطاعت تعويض الروس والإنجليز بسياح من أسواق واعدة وغير تقليدية، وكانت روسيا قد أوقفت، عقب سقوط طائرتها في سيناء في أكتوبر 2015، رحلات الطيران إلى ومن مصروكذلك بريطانيا.

وبعد كسر هذا التوقف بعودة السياحة الإنجليزية مرة أخرى، فمن المتوقع عودة نحو مليون سائح حسبما وضح حسام الشاعر رئيس اتحاد شركات السياحة، موضحًا أن إجمالى السياح الإنجليز فى عام 2010 كان يتخطى مليون سائح، وبالتالى عودتهم تعني عودة هذا الرقم، مؤكدًا أنها انقطعت فقط عن شرم الشيخ ولم تنقطع عن الغردقة، والعودة تمثل إضافة رقم لإجمالى السائحين في مصر البالغ 13 مليون سنويًا.


وتوقع صندوق النقد الدولي فى تقريره الأخير أن يصل فى عام 2019 – 2020 إلى 16.5 مليار دولار، كما توقعت منظمة السياحة العالمية زيادة كبيرة في أعداد السياح الوافدين لمصر خلال العام الجاري 2020، بعد أن ارتفعت إيرادات السياحية المصرية خلال الربع الأول من العام المالي 20202019، بنسبة 6.7 في المائة على أساس سنوي، لتبلغ 4.2 مليار دولار، مقابل 3.9 مليار دولار خلال نفس الربع من العام المالي الماضي، وفقًا لبيانات صادرة عن البنك المركزي الأسبوع الماضي.

وجاءت مصر في صدارة قائمة الوجهات الصاعدة أو "غير المطروقة" في عام 2020 في استطلاع أجراه اتحاد منظمي الرحلات الأمريكيين"USTOA"، وتوقع الاتحاد مواصلة انتعاش السياحة المصرية في 2020، بعد تصدر مصر لقائمة الوجهات الصاعدة أو "غير المطروقة" في عام 2020 إلى جانب كرواتيا وكولومبيا.

وأكد الخبير السياحي طارق الشريف، أن أحد الأسباب الرئيسية في انتعاش السياحة، هو الاستقرار الذي تعيشه مصر حاليًا على جميع المستويات، الأمر الذي جعلها جاذبة للسياح من مناطق جديدة ومختلفة، داعيًا إلى ضرورة العمل على تنويع العمل وعدم اقتصاره على السياحة التاريخية والأثرية فقط.