الكتاب العاشر.. حركة المحكومين نحو المساواة

فى عام ١٩٩٩ رحل العالم الكبير وليم سليمان قلادة تاركًا فراغًا كبيرًا فى الحياة العامة المصرية، يكفى أن تعرف أنه مؤلف كتاب «المواطنة المصرية.. حركة المحكومين نحو المساواة والمشاركة».
هو، كما يقول سمير مرقص فى تقديمه للكتاب، أول من كتب عن مبدأ المواطنة فى كتابه المرجعى «الحوار بين الأديان» فى العام ١٩٧٩، ووضع فيه قواعد الحوار الأربعة التى حددها فى: الآخر والشخص والمطلق والممارسة. وهو أيضًا الذى وضع من خلال كتابه «المسيحية والإسلام فى مصر» فى العام ١٩٨٩ محاولة تأصيلية تتعلق بمقومات الجماعة المصرية من حيث الجغرافيا والبشر والمشروع الوطنى وطبيعة الدولة المصرية والاستمرارية الحضارية المصرية والتعددية الدينية ومسار التاريخ المصرى، وتتبع حركة مواطنة المصريين عبر العصور فى محاولة اختراق حاجز السلطة، والصراع بين ما سماه فقه الحكام والمحكومين لانتزاع فقه المواطنة التى تتيح المشاركة فى الحكم للجميع دون تمييز، والمصالحة الفاعلة بين الانتماء الدينى والانتماء الوطنى. فى العام ١٩٩٩ بدأ عمله فى كتابه «المواطنة المصرية» ومات قبل أن ينهيه، إلا أن بعض محبيه تعاملوا مع المخطوط الذى تركه وكان عبارة عن قصاصات من ورق الكراسات النمطية التى كان يقسمها إلى النصف لتصبح مثل كروت البحث الحديثة. أهم ما ستقابله فى هذا الكتاب مقدمة نظرية ومفصلة عن مسيرة الحركة الدستورية خارج مصر، وكذلك مقاربة مهمة للتاريخ المصرى بشكل تفصيلى يعتبر إضافة مرجعية للدراسات التاريخية.