رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أجل الانتحار 3 أشهر بسبب نشر خبر.. ملامح من حياة عليش

الكاتب الصحفي خيري
الكاتب الصحفي خيري حسن

قال الكاتب الصحفي خيري حسن، مؤلف كتاب "أرواح على الهامش عباقرة.. ومنتحرون"، إن الأديب محمد رجائي عليش، كان من أسرة متوسطة، أحواله المادية كانت جيدة، لكنه لم يتزوج حتى سن الأربعين، وكانت الكتابة طاغية عليه.

وأضاف خلال لقائه مع الدكتور محمد الباز، في برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور":"كانت فكرة الكتابة طاغية، فاستقال من العمل من وظيفة مرموقة".

أوضح خيري، أن رجائي ذهب بمجموعته القصصية، إلى 5 صحفيين ورؤساء تحرير، لم ينشر له أحد، فاكتئب، وقرر تأجير شقتين جعل واحدة مكتب والأخرى يعيش فيها وبُعد عن أسرته، عندما توفيت والدته زاد العبء النفسي عليه.

وعن ستايل حياته، قال خيري "كان له برنامجه اليومي الثابت، يتناول فطوره ويذهب إلى كافيه وكان يحب السينما، ثم يتناول عشاءه، ويروح البيت".

كيف انتشرت مجموعته القصصية؟

أشار خيري إلى أن، رجائي كتب المجموعة القصصية فيها فصل المنتحر، وكان ينوي الانتحار، وأخذ القرار، لكن أجله عندما نشر عنه خبر في صحيفة أخبار الأدب بجريدة الأخبار، وكان رئيس التحرير موسى صبري، الذي دعم حُسن شاه، فأعطت مساحة للأخبار عن القصص، وهنا عندما علم رجائي عليش، ترك المجموعة القصصية في الاستعلامات باسم الصحفي مصطفى عبدالله، الذي وجدها جميلة فكتب عنها خبر.

وأردف خيري:"أستاذ رجائي فرح جدًا بالخبر فأجل الانتحار، قابل مصطفى وشكره، وعندما تم تقديم مجموعته القصصية والرواية لمؤلف كبير فقيل عنهم إنه كاتب عظيم، فأجل الانتحار مرة أخرى، وظل يؤجل قرار الانتحار 3 شهور".

قصة الانتحار

روى خيري تفاصيل قصة الانتحار كما عرفها من الأخبار عن التحقيقات التي نشرت وقتها، والتي قيل فيها إن رجائي أحضر 6 أنابيب بوتاجاز، فجر الشقتين اللتين استأجرهما، ثم أطلق على نفسه 4 رصاصات واحدة في الفخذ، وثلاثة في الرأس، وكان تدرب على إطلاق الرصاص في صحراء مدينة نصر، بعد أن ضمنه مصطفى عبدالله ليتمكن من شراء السلاح.

وصية رجائي لاتحاد الكتاب

الأديب محمد رجائي عليش، عندما رحل ترك ثروة تقدر ما بين 200 ألف جنيه إلى 300 ألف جنيه، وكان ذلك سنة 1978.

وأوضح خيرين أنه ترك شقته في منزل العائلة للورثة، أما ماله الخاص فأوصى بتقسيمه بالتساوي بين اتحاد الكتاب، وصفحة أخبار الأدب في جريدة الأخبار، وسجل الوصية في الشهر العقاري.

وأشار إلى أن المال المخصص لصفحة الأدب، كان بهدف رصد جائزة سنوية لأي أديب يفوز بكتابة القصة، في مسابقة تجريها الجريدة، مردفًا:"لكن أحد أعضاء مجلس إدارة الأخبار قال للأستاذ موسى، إزاي ناخد فلوس من منتحر؟ ده كافر، فآثر موسى صبري السلامة".

ولفت إلى أن اتحاد الكتاب لم يهتم أيضًا بتنفيذ الوصية، فرفعت الأسرة قضية تتهم ابنها إنه مجنون، لكن القاضي أصدر حكم تاريخي، وقال إنه "سيد العاقلين"، ما يمتلكه من الأسرة تركه لكم، وفي الاستئناف تقاعس اتحاد الكتاب والأخبار عن الحضور، فكسب الأهل القضية.