رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسم قتل الأزواج.. سيدات تخلصن من أزواجهن لإنهاء الخلافات الأسرية

جريدة الدستور

الطمع والعشيق والخلافات الأسرية والمادية.. أسباب قد تدفع بعض السيدات للتخلي عن إنسانيتهن والتحول إلى شياطين يخططن لإراقة الدماء والقتل للتخلص من أزواجهن.

- تتخلص من زوجها بـ«سم صراصير»
أمر المستشار هادي عزب، المحامي العام لنيابات غرب القاهرة الكلية، بإحالة ثلاثة متهمين بينهم سيدة، إلى محكمة الجنايات؛ لتورطهم في قتل زوجها بالسم في منطقة الزيتون.

وكشفت تحقيقات النيابة عن تلقي قسم شرطة الزيتون بلاغًا من أحد الأشخاص يفيد بوفاة شقيق زوجته واتهام الزوجة بارتكاب الواقعة بالاتفاق مع عشيقها سائق «تاكسي»، فانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة وبالفعل تم القبض على المتهمة الأولى وتبين أنها «إنجي.أ»، 36 عامًا، ربة منزل، «محمد خميس» كان على علاقة بالمتهمة الأولى، ومتهم ثالث وتم تحرير المحضر رقم 5200 لسنة 2019 إداري الزيتون.

وتبين من التحقيقات أن المتهمة تعرفت على المتهم الثاني سائق «تاكسي» والذي نجح في الارتباط بها بداية في علاقة عاطفية ثم توطدت علاقتهما وتطورت لعلاقة مُحرمة وخططا الاثنان بمساعدة المتهم محمد خميس على قتل الزوج والاستيلاء على أمواله.

واستمعت النيابة إلى شقيقة المجني عليه وزوجها، حيث أكدا أن المتهمة اتصلت بهما هاتفيًا وأخبرتهما أن زوجها توفى عقب سقوطه في الحمام، وباستدعاء أحد الأطباء أخبرها بوفاته، واستخرجوا تصريح دفن بأن الوفاة طبيعية وعقب ذلك اكتشفوا بالصدفة أن الوفاة فيها شبهة جنائية.

وأضاف أنه علم أن الوفاة غير طبيعية حيث أنه عقب الجنازة بأسبوع طلب المبلغان من المتهمة هاتف المجني عليه؛ تمهيدًا لحصر أموال المتوفي وعقب تسلمه وبالتفتيش فيه عثر على رسالة هاتفية تخص المتهمة لأحد الأشخاص تفيد بأنها تتلقى تعليمات من أحد الأشخاص تفيد بتمكنها من الحصول على ثروة زوجها كاملة حتى يتم زواجها بالآخر، وتبين أن الرسالة أرسلت من هاتف المجني عليه بعد وفاته، فتوجه المبلغان إلى قسم شرطة الزيتون وأبلغا الشرطة.

واعترفت المتهمة أمام سعد الدين أبو العز، وكيل نياب حوادث غرب القاهرة الكلية، حيث قالت إنه قبل بضعة أشهر تعرفت على سائق «تاكسي»، ثم نشأت بينهما علاقه صداقه وبدأ التحدث في الهاتف معها، ثم تطورت العلاقه بينهما وأصبحت تحضر إليه في مسكنه ونشأت بينهما علاقة غير شرعية دامت حتى خططا لقتل الزوج والتخلص منه من خلال شخص ثالث أحضر لها "سم" واتفق معها أن تضعه في كوب الشاي للمجني عليه.

وقالت المتهمة إنها طلبت السم من شخص ثالث فأحضر لها «سم صراصير»، ثم قامت بوضع جرعات متساوية للمجني عليه داخل كوب «شاى بلبن»، اعتاد أن يشربه، وبعد مرور يومين شعر بألم شديد في معدته فسألته أن كان يرغب في الطعام فرفض وطلب كوب شاى بلبن مساء اليوم الثاني فوضعت له باقي الجرعات في الكوب الثالث ثم نام، وقام صباح اليوم الثالث والألم اشتد عليه وأثناء مساعدته لدخول الحمام سقط منها، فطلبت من الجيران مساعدتها، نظرًا لضخامة بنيانه، فنقلوه إلى السرير الخاص به، ثم تبين وفاته، واستخرجت تصريح دفن يفيد أن الوفاة طبيعية.

وقال المتهم الثاني محمد خميس إنه بالفعل اشترك مع المتهمة الأولى في التخطيط للزواج منها عقب وفاة زوجها وإرثه عقب علمه بأن المجني عليه ثري حيث حاول التودد لها واقنعها بالارتباط به حتى نفذت تعليماته، ثم أرسلت له رسالة عقب الدفن بأيام تفيد بانتهاء حياة الزوج ومحاولتها إنهاء إجراءات الورق فنصحها أن تأخذ الميراث كامل ولا يستغلها احد، ويتزوجا بعد ذلك.

وباستدعاء المتهم الثالث الذى أرشدت عنه المتهمة الأولى أقر أنه أحضر لها السم ولم يكن يعلم أنه ترغب في قتل زوجها به، وبناء على ذلك قررت النيابه استخراج جثة المجني عليه وتشريحه، ليتبين من تقرير الطب الشرعي وجود ماده كيميائية سامه في دماء المجني عليه تسببت في وفاته، ووجهت النيابة للمتهمين الثلاثه تهم القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد.

- تقتل زوجها عقب فيديو «العلاقة الحميمة»
في منطقة 6 أكتوبر.. طعنت سيدة زوجها الموظف بسكين عقب مشاهدته يسجل فيديو لهما أثناء معاشرتها جنسيًا؛ للتهديد بفضحها في حالة طلب الطلاق أو الانفصال عنه، فتوجهت إلى مطبخ الشقة واستلت سلاحًا وقتلته بطعنة في القلب، أودت بحياته في الحال.

ورد بلاغ من مستشفى أكتوبر العام بوصول موظف بمستشفى المنيل، مصاب بجرح طعني بالصدر، وبالانتقال والفحص تبين طعنه من قبل زوجته بسبب وجود خلافات دائمة بينهما وتعديه عليها بالضرب وطلبت منه الطلاق أكثر من مرة إلا أنها علمت مؤخرًا تصويرها خلال جماعهما لتهديدها في حالة طلب الطلاق مرة أخرى، فتوجهت إلى المطبخ وسددت له عدة طعنات في القلب أودت بحياته في الحال.

تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وناظرت الجثة، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث ولاتزال التحقيقات مستمرة.

- «قرص منوم» ينهي حياة سمسار عقارات
وفي مايو الماضي.. اشتركت ربة منزل مع نجلها في قتل زوجها «سمسار عقارات»، بسبب تشاجره الدائم معهما وزواجه من سيدة أخرى، وذلك في مركز ملوي، بجنوب محافظة المنيا.

كان اللواء مجدي عامر، مدير الأمن، تلقى إخطارًا من العميد مجدي سالم، مدير إدارة البحث الجنائي، بورود بلاغ من أحد المواطنين بانبعاث رائحة كريهة من منزل شقيقه «ش.ا»، 55 عاما، سمسار عقارات، مقيم بمدينة ملوي، ومبلغ بتغيبه منذ نحو 39 يومًا، وتم العثور على جثة المتغيب داخل خزان منزله مقتولًا وفي حالة تعفن.

وتوصلت تحريات فريق البحث الجنائي الأولية إلى أن زوجة المجني عليه وتدعى «ف.م»، قتلت زوجها بالاشتراك مع نجلها «ا»، 21 عاما، طالب جامعي، بعدما وضعت له قرص المنوم في الشاي وخنقته مع ابنها وتخلصا من جثته بوضعها داخل خزان الصرف الصحي.

وأفادت التحريات المبدئية بأن الدافع وراء قتل المجني عليه زواجه من امرأة أخرى وتشاجره المستمر مع زوجته الأولى ونجله، فتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام تحت تصرف النيابة التي باشرت التحقيق، وتمكنت وحدة المباحث من ضبط المتهمين، وتقرر التحفظ عليهما لحين قرار النيابة.

- تقتل زوجها وتلقي جثته في النيل
تخلصت سيدة وعشيقها من زوجها وألقيا جثته في النيل، بعدما هددهما بفضح أمرهما، وحدثت مشاجرة بينهم فتعديا عليه وخنقاه بإيشارب، في المنوفية.

تلقى اللواء محمد ناجى، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من العميد محمد على، مأمور مركز أشمون، ببلاغ من "محمد. س"، 58 سنة، موظف، بغياب شقيقه "مجدى. س"، 47 سنة، تباع، وأنه يشتبه في غياب شقيقه جنائيًا.

تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمد عمارة مدير إدارة البحث الجنائي ووضع خطة بحث وبإجراء التحريات توصلت إلى أن وراء اختفاء المذكور "هيثم. ص"، 28 سنة، سائق، وزوجة المجنى عليه "مايسة. ب"، 33 سنة، ربة منزل، وبضبطتهما ومناقشتهما اعترفًا أنه تربطهما علاقة عاطفية منذ فترة، وأنها على خلاف مع زوجها، وكانا في زيارة لشقيقة المتهمة بالجيزة، مستقلين سيارة نقل ملك المتهم، وعند عودتهما فوجئا بتتبع المجنى عليه لهما واختبائه في صندوق السيارة، وهددهما بفضح أمرهما وحدثت مشاجرة بينهم فتعديا عليه وخنقاه بالإيشارب الخاص بالمتهمة حتى فارق الحياة.

وتخلصا من الجثة بإلقائها بنهر النيل فرع دمياط من أعلى كوبرى بنها العلوى، وتم انتشال الجثة بمعرفة الإنقاذ النهرى بدائرة مركز شرطة ميت غمر – دقهلية، تم ضبط السيارة المستخدمة في الواقعة، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم وتم العرض على النيابة العامة، حيث قررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق.

قانونية: العقوبة تصل للإعدام
قالت هالة محمد، المستشارة القانونية، إن ظاهرة العنف الأسري وقتل الأزواج ظاهرة تحرك المجتمع وواقع لا يمكن إنكاره وأصبح موجود وساهم في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن السيدات أصبحن يقلدن جرائم القتل من خلال ما يشاهدونه في المسلسلات الدرامية من خلال نشر طرق وأساليب القتل باحترافية، وتكون أهدافها قوية في القتل فترتكب جريمتها دائمًا مع سبق الإصرار والترصد.

وأوضحت أن هذا دائمًا يوقعها تحت طائلة القانون لأنها بالغة وعلى دراية بما تفعله، وتصل العقوبة للإعدام شنقًا بناءً على ما نص عليه قانون العقوبات في المادة رقم 234: «من قتل نفسًا عمدًا من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى».

البحوث الجنائية: قتل الأزواج ظاهرة فردية
وقالت الدكتورة سهير عبد المنعم، رئيس قسم المعاملة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعي، إن قتل الأزواج هي ظاهرة فردية ولا يمكن الحكم على المجتمع بذلك الفعل خاصة أن من ترتكب هذه الجريمة تكون امرأة غير سوية من الناحية النفسية والاجتماعية، وتختلف دوافعها من الطمع أو الخيانة أو التخلص من الزوج حتى تستطيع أن تكمل حياتها نتيجة سوء سلوك وأخلاق الزوج، فالأسباب دائمًا موجودة لكن تختلف من سيدة لأخرى في التحكم في نفسها وسلوكها، ولا بد أن يتم تأهيل السيدات دائمًا في المجتمع للتخلص من هذه الظواهر التي تخص مستقبل العائلة وتزيد من التفكك الأسري خاصة أن من يجني ذلك دائمًا يكون الأطفال، وخاصة يحدث ذلك مع السيدات بسبب غياب التوعية وغياب الأصوال والتقاليد دائمًا، وعدم تحليها بالصبر واتباع الطرق الصحيحة والسليمة في حل الخلافات الآسرية دائمًا.

وأوضح الدكتور عبدالمنعم صبحي، وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن غياب التوعية الدينية وبعد المواطنين عن دينهم جعلهم وسيلة سهلة للشيطان للوسوسة بينهم، فلابد أن يتحلا الجميع بالصبر في حل مشكلاتهم والبحث عن الأصول في جميع مشكلاتهم ولا بد أن يتم دائمًا حث الناس على المثابرة ودعوتهم على المنابر وزيادة البرامج الدينية لتعيد للناس فطرتهم وإبعادهم عن الفتن لحقن الدماء.