رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال القصاص يكتب في محبة رفعت سلام: "يا رفعت.. سلامتك"

جريدة الدستور

منذ أن علم المثقفون والأدباء بخبر مرض الشاعر والمفكر رفعت سلام، ولم تنقطع دعوادتهم له بالشفاء، ومع تفاعل كثيرين من خارج مصر وداخلها مع حالة شاعرنا القدير، تحمل صفحات الفيس بوك رسائل معبرة عن ما يشكله رفعت سلام في الحياة الثقافية كمترجم وناقد وكاتب كبير، وما يشكله منجزه الشعري في فن الشعر.

وعلى صفحته الشخصية يهدي الشاعر الكبير جمال القصاص قصيدة مؤثرة إلى صديقه العزيز ورفيق دربه؛ رفعت سلام تحت عنوان "يا رفعت.. سلامتك".. وهنا نصها:

لا أعرف بالضبط
كيف سرقنا الزمنُ فجأة
لنجلس في تلك المغارة
نعدُّ على أعضائنا الهشة
ما تبقى من فتات الأيام
وكأنها جرعة المخدر الأخيرة.
نحن الحكماءُ البررة
لم نعلَّق في أعناقنا سوى قصيدة
وطائرٍ صغير
هل دربناه بما فيه الكفايةُ
ليحفظ جرائمنا البيضاءَ
تحت الوسادة
أو في حبال الغسيل
كم مرة قلتَ لي: الذكريات لا تولد حُبلى
لا تصنع تمثالا للشمس
نضع في فمه حبّة زيتون وفصَّ ملح
ما زلنا نخاف من عيوننا
حين ننظر إلى السماء أو الأرض
لا نعرف كيف تتسع أو تضيق
أو تنعس في شهقة امرأة
تروِّض النهرَ عن مائها..
هي أيام يا رفعت
يوما ما سكنا فيها
بوما ما كانت جارتنا
كنا نحبها حتى حين نكرهها
نتصور أن الحرب نزهة
أن مخزن الهواء لن ينفدَ
أن الرئتين حصّالة الوقت والشعر والأسئلة.
يا صديقي الجميل
أعرف أن عصاك لن تضرب البحر
أن الهواء صار لصًّا معصوب العينين
لكن أرجوك..
مثلما تعودنا أن نبكي ونمضي
مثلما تعودنا أن نضحك
دع قميصك مفتوحا
ما زال يمكن أن ينزّ الحجرُ
ما زال يمكن أن نلهو فوق ركبة النبع.

جدير بالذكر أن، جهود الكتاب والمثقفين تتواصل للمطالبة بإنقاذ الشاعر رفعت سلام من الأزمة الصحية التي يمر بها، وأطلق بعض مثقفي مصر مبادرة من خلال "منتدى عفيفي مطر"، تحت عنوان "سلام ينتصر"، يقدمها الشاعران محمد حربي وأحمد سراج، ويشارك فيها الأكاديمي جابر عصفور وزير الثقافة المصري الأسبق، ومتحدث عن تجربة سلام في الشعر والترجمة، والأكاديمي محمد عليم عن القيمة والأثر في كتاب "النهار الآتي" وكيفية الاهتمام بالمبدعين، والأكاديمي أحمد بلبولة عن رفعت سلام في مرآة نقاد النهار الآتي.