رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صناعة الملابس من الجلود والفرو.. أزمات متكررة وحلول بديلة

جريدة الدستور


احتج عشرات من المواطنين فى برشلونة، ضمن حملة المنظمة الإسبانية للدفاع عن حقوق الحيوان، "أنيما ناتوراليس"، على استمرار استخدام الجلود والفراء في صناعة الأزياء، وأظهرت مقاطع الفيديو خلع المشاركين ملابسهم للتنديد بحماية الحيوانات من استخدام جلودها في تلك الصناعة.

استلقى المشاركين فوق بعضهم البعض بأجساد عارية، وسكبوا طلاءً أحمر اللون عليهم، في ساحة كاتالونيا، لتجسيد معاناة الحيوانات التي يتم سلخ جلدها، بعد ذبحها لاستخدامه في صناعة الملابس والحقائب.

أزمات متكررة

لم تكن هذه الوقفة الاحتجاجية هي الأولى من نوعها، فقد سبقتها وقفات عدة، آخرها فى أسبوع الموضة بلندن 2019، عندما عبر أعضاء جمعية "بيتا" للرفق بالحيوان، عن احتجاجهم على استخدام دور أزياء للجلود والفراء في صناعة الملابس، محذرين من الخطر القائم على البيئة، وسكب عدد من المحتجين على رؤوسم سائلا لزجا أسود اللون، رافعين لافتة "الجلود تجارة قذرة".

اعتاد كثير من المشاهير والأغنياء على شراء الملابس والأحذية والحلى المصنوعة من جلود الحيوانات وفرائها، فهى تعد أغلى الأنواع نظرًا لقيمة الخامة وقدرتها على الحياة دون تلف، ولكن تلك الصناعة أصبحت خطرًا على الحيوانات التى تصنع من جلدها الأزياء، مثل الغنم، الماعز، الثعابين، سمك القرش التماسيح، البقر والخنازير الذين أصبحوا أكثر انتسارًا بين تلك الجلود.

بدائل الفرو والجلد الصناعية

اتجه كثيرون من خبراء الأزياء والموضة إلى البدائل الصناعية الحديثة، استجابة لجمعيات البيئية ونشطاء المدافعة عن حقوق الحيوانات، حيث استبدلت بعض دور الأزياء جلود الحيوانات بغيرها الصناعية، وأعلنت عدد من علامات الأزياء الشهيرة قرارها بالاستغناء عن جلود وفرو الحيوانات فى صناعة الأزياء المختلفة، مثل برادا، شانيل، بربري، مايكل كورس، وڤيرساتشي، وجوتشي، وكوتش، ودونا كارن، وجورجيو
حظر تربية الحيوانات فى بعض الدول

اتجهت الحكومات إلى الحد من تلوث البيئة، فحظر تربية الحيوانات من أجل فروها في إنجلترا وويلز منذ العام 2000، كما أقررت اسكتلندا وأيرلندا الشمالية هذا القرار فى البلاد عام 2002، ولكن مازال من المسموح قانونيًا استيراد وبيع الفراء من بعض الأنواع مثل الثعلب والأرانب، وبحسب التقارير الحكومية في العام 2017، استوردت بريطانيا ما قيمته 63 مليون جنيه استرليني من الفراء الطبيعي وبعض مواده.

مشاهير امتنعوا

تأتى ستيلا مكارتني، على رأس مصممي الأزياء، التى امتنعت عن استخدم الفرو أو الجلد الطبيعي فى أزياءها، كما وجهت حديثها الغاضب إلى دور الأزياء التى تشكل أزياءها خطرًا على البيئة، وأن "تستيقظ" الموضة وتساعد في إنقاذ البيئة، وذلك خلال مشاركتها بعرض أزياء لها ضمن أسبوع باريس للموضة، مشيرة إلى أن "العالم في حاجة ماسة إلى تغيير ومن مسؤوليتنا أن نتحرك" في هذا الاتجاه.

كما قررت الملكة إليزابيث الثانية، اختيار "الفرو الاصطناعي" لحضور مناسباتها الرسميّة لإبقائها دافئة في خريف 2019 وما بعده، بدلًا من استخدام الفرو الطبيعي للحد من تلوث البيئة والمحافظة على الثروة الحيوانية، حيث اتجهت الملكة إلى التصاميم ذات الأسلوب المستدام في