رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طفل "ممالك النار": أحلم بـ"الأوسكار" (حوار)

طفل «ممالك النار
طفل «ممالك النار

خطف الأنظار إليه منذ ظهوره الأول فى المسلسل التاريخى «ممالك النار»، الذى يعرض حاليًا على شاشة قناة «MBC»، وبدا متمكنًا من أدواته وقادرًا على تجسيد شخصية مهمة فى تاريخ الحقبة العثمانية، هى السلطان «سليم الأول» فى مرحلة طفولته، ما جعل جميع مشاهدى العمل يسألون: «من هذا الطفل المعجزة؟». إنه الطفل المصرى معتز هشام، الذى سبق أن جسد دورًا مميزًا آخر فى مسلسل «أبو عمر المصرى»، حين لعب دور «عمر» نجل النجم أحمد عز، وكانت بدايته مع البرنامج الحوارى «فى بيتنا ضيف»، على شاشة تليفزيون «دبى».
«الدستور» التقت «هشام»، فى حوار يكشف فيه عن أبرز الصعوبات التى واجهته أثناء تصوير مشاهده فى مسلسل «ممالك النار»، وكيف استعد جيدًا للشخصية وقرأ كل كبيرة وصغيرة عنها، وتطلعاته وخطواته لتنمية مهاراته خلال الفترة المقبلة. ويتحدث كذلك عن علاقته بالفنان خالد النبوى، والفرق بين المخرجين المصرى والأجنبى، وردود الأفعال التى تلقاها من النجوم المشاركين فى العمل أثناء التصوير، وكيف أتقن اللغة العربية الفصحى، والتدريبات التى خضع لها قبل بدء تصوير المشاهد، والكثير من التفاصيل الأخرى.

■ بداية.. مَن رشحك لدور «سليم الأول» فى «ممالك النار»؟
- اكتشفت بالصدفة إعلانًا على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» يطلب طفلًا للمشاركة فى عمل فنى ضخم، فتواصلت مع القائمين على الصفحة، وبعد أسبوع واحد تواصلوا معى، وخضعت لمجموعة من تجارب الأداء على عدد من المشاهد، إضافة إلى مشهد من العمل نفسه، والحمد لله تلقيت ردود أفعال جيدة جدًا، وتم اختيارى فى النهاية للمشاركة بالمسلسل.
■ كيف بدأت التحضير للدور بعد اختيارك فى المسلسل؟
- منذ معرفتى باختيارى لأداء الدور، بدأت على الفور التحضير للشخصية، بداية من قراءة جزء من السيناريو، وتعلم لعبة الشطرنج، لأنها ستكون أول مشاهدى فى المسلسل، وصولًا إلى القراءة الجيدة عن الشخصيات فى تلك الحقبة الزمنية، وشكل الملابس السائدة آنذاك، فضلًا عن مشاهدة أكثر من عمل تاريخى، وذلك فى فترة تحضير استغرقت بين ٣ و٤ أشهر كاملة قبل بدء التصوير.
■ هل احتاجت شخصية «سليم الأول» إلى دراسة معمقة لتجسيدها؟
- نعم، فتجسيد شخصية السلطان «سليم الأول» تطلب منى مذاكرة جيدة قبل بدء التصوير، فقرأت كثيرًا عن الشخصية فى كتب التاريخ، ودرست أبعاد الشخصية النفسية والحربية، ولم أعتمد على السيناريو فقط، كما درست بعض الجمل من حيث التشكيل وتقطيعها بشكلٍ معين خلال تقديمها أثناء التصوير، وكان الأمر مرهقا بشكل كبير بالنسبة لى.
وهذا الدور هو الأكثر صعوبة بالنسبة لى، لأنه تطلب منى تجسيد شخصية مليئة بكمية غل وحقد وشر كبيرة، وتطلبت تدريبات معينة وأداءً مختلفًا ومذاكرة أكثر، وأعترف بأنى فى البداية شعرت بصعوبة بالغة، لكن مع الوقت وتوجيهات المخرج أصبح الأمر أكثر سهولة، وما شجعنى وكان دافعًا كبيرًا لى للمشاركة فى مسلسل بحجم «ممالك النار»، الذى يعد تجربة مختلفة للغاية عن الأعمال السابقة التى شاركت فيها- أنه مسلسل مميز ويعد علامة فى تاريخ الدراما العربية.
■ وماذا عن إجادة ركوب الخيل والمبارزة؟
- تدربت على ركوب الخيل وأساليب القتال والمبارزة لمدة ١٥ يومًا على أيدى مجموعة من المدربين المحترفين، الذين تمت الاستعانة بهم من الخارج، وساعدونى على إجادة كل الأمور المتعلقة بالخيل والمبارزة بشكل جيد جدًا، وكنت أتدرب معهم لمدة ساعتين يوميًا حتى أتقنت الأمر جيدًا، رغم أنه لم يكن سهلًا على الإطلاق.
■ كيف أجدت الحديث باللغة العربية الفصحى بهذا الإتقان؟
- اللغة العربية الفصحى صعبة جدًا، ومخارج ألفاظها تحتاج إلى إتقان، وهو ما حرصت على الوصول إليه قبل الشروع فى أداء الدور، لذا قرأت كثيرًا وشاهدت أعمالًا عديدة باللغة العربية الفصحى، كما أننى استمعت لفترات طويلة إلى القرآن، واستفدت من طريقة نطق وتشكيل الآيات.
■ كم من الوقت استغرقت لتصوير مشاهدك؟
- صورنا المشاهد فى مناطق «الحمامات» و«غوار الملح» و«سوسة» فى تونس، واستغرق ذلك ٣ أشهر ونصف الشهر، وكانت علاقتى بفريق العمل طيبة للغاية خلال الكواليس. ومن أصعب المشاهد التى واجهتها أثناء التصوير مشهد قتل ابن عمى، لوجود مشاعر عديدة فى هذه اللقطة تحديدًا التى أكون فيها مجبرًا على قتله أثناء هروبه، لذا تمت إعادة تصويره أكثر من مرة.
■ ما النصائح التى وجهها لك الفنان خالد النبوى خلف الكواليس؟
- لم ألتق به إلا مرتين فقط، الأولى فى المطار وتوجهت إليه وعرفته بنفسى، فقابلنى بحفاوة كبيرة، ثم التقيت به مرة أخرى أثناء التصوير، وكان سعيدًا بى للغاية، ووجهنى أثناء التصوير بالنظرات فقط، وهو ما أثر إيجابًا على مشاهدى بالمسلسل، ووجوده فى حد ذاته يعطى ثقة كبيرة لأى فنان صاعد، كما أنه على المستوى الشخصى إنسان راق ومتمكن من أدواته ومخضرم.
■ ما الفرق بين المخرج الأجنبى والمصرى فى ضوء عملك مع كليهما؟
- لم أشعر بالفرق، لأن الاختلاف الحقيقى يكون فى الإمكانيات المتوافرة لكل منهما، فهى ما يظهر العمل فى شكل أفضل أو يظهره بشكل متواضع، وبالنسبة للمخرج بيتر ويبر، مخرج العمل، فاستفدت كثيرًا من التعاون معه، وكذلك كل فريق العمل الأجنبى الذى شارك فى المسلسل، لامتلاكهم خبرات كبيرة استفاد منها الجميع، بشكل عام الاحتكاك بممثلين ومؤلفين ومخرجين من دول أخرى يسهم فى مضاعفة الخبرة الفنية، وهذا ما حدث معى.
ومنذ بداية التصوير، كل فريق العمل يشجعنى لكى أُظهر أفضل ما لدى، ووجدت ردود الأفعال إيجابية على أسلوبى فى تجسيد الشخصية، والحمد لله ظهر هذا على الشاشة منذ الوهلة الأولى. لذا أعتبر «ممالك النار» تجربة مهمة فى مشوارى الفنى، وتختلف كثيرًا عن التمثيل فى مصر، وأعتقد أنها ستنقلنى إلى مكان آخر فى مشوارى، بعد أن تعلمت منها أشياءً كثيرة، واكتسبت مهارات وثقافات مختلفة من الممثلين العرب المشاركين فى المسلسل، الذى امتلأت كواليسه بروح جميلة وراحة نفسية بين الجميع.
■ ما رأيك فى تشبيهك بالنجمين عمر الشريف ورامى مالك؟
- هذه شهادة أعتز بها وشرف وفخر كبيران، وأتمنى أن أصل إلى العالمية مثلهما، والحصول على جائزة «أوسكار»، وسأستمر فى التمثيل إلى أن أحقق هدفى منه، لأننى أعشقه منذ الصغر، لذا سأسعى للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية.
■ أخيرًا.. كيف استطعت التوفيق بين عملك الفنى ودراستك؟
- لا يوجد أى تعارض بين دراستى وعملى الفنى، لأننى استطعت تنظيم وقتى جيدًا، وأدرس حاليًا فى الصف الثانى الثانوى، وأتحدى نفسى باستمرار لتحقيق هذا التوازن، خاصة أن والدتى تشجعنى دائمًا على الدراسة وتربط دائمًا بينها وبين التمثيل، لذا فإننى أسعى بكل الطرق للتوفيق بينهما.