رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لا تناسب العصر".. القصة الكاملة لانتقاد أحمد مراد لروايات نجيب محفوظ

 أحمد مراد
أحمد مراد

أثار الكاتب والسيناريست أحمد مراد، خلال الساعات القليلة الماضية، الجدل بسبب تصريحاته حول إيقاع روايات الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، وأنها لا تتناسب مع العصر، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "الكتب وصناعة السينما"، استضافها معرض الشارقة الدولى للكتاب 2019، وأدارتها الإعلامية السورية زينة اليازجى.

وشن عدد من الكتاب والمثقفين هجومًا عليه، معتبرين أن تلك الآراء جهل من "مراد"، ولا يصح أن يخطئ في أديب كبير كنجيب محفوظ.

لذا قرر "مراد" الرد على هذا الهجوم، مؤكدًا أن الأديب العالمى نجيب محفوظ مثله الأعلى، وأنه يكن له احتراما وتقديرا بالغين، لأنه أكثر أديب لديه مشروع أدبي واضح، موضحًا أن تصريحاته فى معرض الشارقة أسيء فهمها، وظن البعض أنه يهاجم أديب نوبل، لكنه كان يستشهد به للتدليل على اختلاف طبيعة الرواية عن طبيعة السينما.

وقال مراد، فى تصريحات صحفية، إنه خلال الجلسة الحوارية بمعرض الشارقة، طُرح سؤال عن سبب حدوث تغيير في محتوى الروايات حين تتحول إلى أفلام سينمائية، وما إذا كان السيناريست أهم أم كاتب العمل، وأجاب مراد قائلا: "أوضحت للجمهور أن السيناريست مهنة خاصة بدليل تخصيص جائزة أوسكار للسيناريو الأصلى غير المقتبس عن أعمال أدبية"، مضيفا: "بالتالى لا بد من حدوث معالجة للرواية حين تتحول إلى عمل درامي".

وأوضح أنه قال خلال الجلسة: "تزداد المشكلة عند تحويل نص قديم ربما لا يواكب العصر إيقاعيا"، وضرب مثلا بإحدى روايات نجيب محفوظ، مكملا "لذلك لا بد من حدوث معالجة سينمائية واختصار للأحداث حتى تناسب زمنية الفيلم وهى الساعتين، حيث إن الجيل الجديد الحالى لا يستطيع تحمل مشاهدة أفلام طويلة، بدليل أن الأفلام الأجنبية والمصرية صار إيقاعها أسرع، وهناك اختلاف فى طريقة الاستعراض السينمائى".

وتابع أحمد مراد: "الأستاذ نجيب محفوظ، مثلى الأعلى فى الكتابة وأحترمه جدا، وكل كلامى فى السنوات الماضية متأثر به كمثل فى الكلام إلى الناس، لأنه أكثر أديب لديه مشروع أدبى واضح"، مضيفا أن: "الأستاذ نجيب محفوظ له عدد كبير من الأفلام المأخوذة عن رواياته، وكذلك الأستاذ إحسان عبدالقدوس، وأضرب بهما المثل دائما على أنهما من أفضل الأدباء الذين حولوا تراثهم الأدبى إلى أفلام سينمائية".

وأشار إلى أنه "لو تعرضت للأستاذ نجيب محفوظ بأى شكل، كان جمهور الندوة أو الفنانون الحاضرون تصدوا لى (وأكلونى بسنانهم)، لكن بالعكس انتهت الندوة والجميع سعداء".

يذكر أن البيان الصادر عن معرض الشارقة حول فعاليات الجلسة الحوارية "الكتب وصناعة السينما" أن الروائي أحمد مراد، شدّد على أن الكاتب يجب أن ينسى السينما تمامًا وهو يكتب، وعليه أن يبقى مخلصًا لفكرة الكتاب، وينسى أنه سيصير فيلمًا.

وبحسب بيان "الشارقة"؛ قال "مراد": "في السنوات القليلة القادمة، سيتغير واقع الأدب ويتطوّر ويتقارب أكثر مع السينما، لتصبح الرواية سريعة الإيقاع لتنسجم أكثر معها"، مؤكّدًا أن ما كان يصلح في خمسينيات القرن الماضي مثلًا، من ناحية بطء إيقاع الرواية، لا يصلح اليوم؛ فالزمن تغيّر وكل مناحي الحياة، وعلى الرواية أن تسارع إيقاعها معها.

وأكّد "مراد" أن السينما تخدم الرواية فتوصلها للعالمية، ومهمة جدًا للأدب، لسهولة وصولها إلى الناس التي لا تقرأ، ولاحظ أن عدد القراء يزيد، عند إنتاج فيلم مقتبس عن رواية، فالناس يقصدون المكتبات ودور النشر، ليتعرّفوا على الرواية، ويقارنوها مع الفيلم، وأحيانًا يقرأون الرواية المفضلة لديهم، ليتخيّلوها، قبل الذهاب لمشاهدتها، ليروا هل ستكون مطابقة لما نسجوه في خيالهم.