رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. لماذا سُجن "فتحي رضوان" قبيل ثورة يوليو؟

جريدة الدستور

تحل اليوم الذكري الـ31 لرحيل أول وزير ثقافة وإعلام مصري "فتحي رضوان"، والذي تولى منصب وزارة الإرشاد القومي والتي خرجت من رحمها وزارة الثقافة، بالمرسوم الصادر في 7 سبتمبر 1952 بتأليف الوزارة، باسم ملك مصر والسودان، وصي العرش المؤقت أحمد فؤاد.

اشترك رضوان مع أحمد حسين في تأسيس حزب مصر الفتاة في عام 1933 وعن هذه التجربة يقول المؤرخ د. عماد أبو غازي: "ويرى فتحي رضوان أن حركة مصر الفتاة كانت ظاهرة فريدة في الحياة السياسية والوطنية في مصر، وإن انجذاب الشباب إليها والتفافهم حولها كان أمرًا فذًا في اتجاه الأحداث القومية؛ فقد كانت الحركة حزبًا تكون "من شبان صغار مجهولين، أكثرهم ينتمي إلى الطبقة المتوسطة الصغيرة، ثم إن هؤلاء الشبان شقوا طريقًا جديدًا في السياسة، فكان الجانب الاجتماعي ظاهرًا في برنامجهم، والحديث عن ماضي مصر الثقافي بارزًا، واحتفالهم بالفنون والآداب يستوقف النظر".

أطلق عليه المفكر الاقتصادي د. جلال أمين لقب "المعارض الأبدي"، وعنه يقول: كان اسم فتحي رضوان منذ ثورة ١٩٥٢ يمثل لي ولجيلي اسما من ذهب، لم تعلق به شائبة. إذ لم يستطع أي أحد أو حادث أن ينال من شرفه أو يشك في استقلال رأيه. وكنا نقرأ له في الشهور التي سبقت الثورة مباشرة، وقد كان وعينا يتشكل لأول مرة، ما يلهب حماسنا ونحن لم نبلغ العشرين بعد، إذ نراه يتجرأ على أكبر رأس في البلد، وفي وقت أجمع الناس فيه على أن فساد هذا الرأس دون أن يستطيع أحد أن يمنعه من الاستمرار فيما هو فيه من فجور واستهتار.

يؤكد "أمين" كان من الطبيعي إذن أن يكون فتحي رضوان في السجن عند قيام ثورة ١٩٥٢ بدون تهمة محددة وبدون سند من القانون. وإذ كانت هناك قضايا أخرى ضده أمام محكمة الجنايات بتهمة العيب في الذات الملكية، كان من الطبيعي أيضًا بعد أن أطلقت الثورة سراحه، من أوائل الناس الذين تفكر الثورة في إسناد منصب الوزارة إليهم. وبالفعل شغل منصب وزير الدولة ثم وزير الإرشاد القومي، ثم وزير الثقافة والإرشاد، ثم وزيرًا للمواصلات السنوات الست الأولى من الثورة.

بالإضافة إلى المناصب السياسية والحكومية التي شغلها فتحي رضوان، فله العديد من المؤلفات، منها: دور العمائم في تاريخ مصر الحديث، الخليج العاشق، أفكار الكبار، عصر ورجال، طلعت حرب.. بحث في العظمة، الإسلام والمذاهب الحديثة، محمد الثائر الأعظم، 72 شهرًا مع عبدالناصر.

كما كان له دور كبير في تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية، وعن هذا الدور يقول الفنان "محمود رضا": كانت لقاءاتي مع الوزير فى مكتبه الذي كان مفتوحًا أمامى فى أى وقت لكى أطلعه على سير المشروع أولًا بأول، واخترت من المتقدمين عددًا من الشبان والبنات، وأمضيت عدة شهور في امتحانهم وتدريبهم، وجهزت لكل منهم بطاقة بها الصور والاسم والعمل والدراسة وجميع البيانات المطلوبة، والأجر الشهري مقابل عمله بالفرقة، وكانت الأجور متواضعة جدًا لا تزيد على عشرة جنيهات فى الشهر.