رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 13.. مصعب بن عمير "أول سفير فى الإسلام"

يسري ابو القاسم
يسري ابو القاسم

فرُغ الأب وأسرته من صلاة العصر، ثم دخلوا غرفة الصالون، فقالت يارا: هيا يا أبي أخبرنا عن مصعب بن عمير رضى الله عنه.

الأب: على الرحب والسعة يا يارا. ساحكى عن مصعب بن عمير أو مصعب الخير كما لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن تخيلوا معى المشهد.
نور: سنفعل.
الأب: الناس في مكة يتحدثون عن النبى ورسالته والموقف عصيب، والنبى وأصحابه يجتمعون سرا في دار الأرقم بن أبى الأرقم هل تتخيلون المشهد؟
يارا: نعم يا أبي.
الأب: وصل الخبر إلى مصعب بن عمير بن هاشم، ذاك الشاب الوسيم الأنيق. الذي يرتدى أفخر الثياب الحريرية الناعمة، ويتطيب بأزكى العطور. حتى إنه إذا مر بطريق سبقته رائحته الجميلة. فعرف الناس أن مصعب قادم أو مر من هنا. فلم يكن في مكة شابا منعما مترفا مثل مصعب رضى الله عنه.
نور ويارا وجنه: رضى الله عنه
يارا: وماذا فعل مصعب حين وصل إليه خبر الرسالة؟
الأب: ذهب مصعب إلى النبى صلى الله عليه وسلم، في دار الأرقم بن أبى الأرقم وجلس بين يديه الشريفتين ونطق الشهادتين.
الأم: ولما رجع مصعب إلى بيته سعيدا، ألقى على سمع أمه كلمات عن الإسلام، من باب جس النبض ليس أكثر. فوجد منها كرها للإسلام وبغضا شديدا،. فلم يفاتحها في الأمر وظل كاتما لإسلامه، حتى يجد الفرصة المناسبة ويحدثها بشكل صريح، ولكن أحدا من قريش رآه يصلى، فأخبر والدته. فأتت بقومه فقيدوه في السلاسل، ومنعت عنه الطعام والماء، إلا مايبقيه على قيد الحياة.
يارا: سبحان الله من الحياة المترفة إلى القيود والأغلال؟
الأب: نعم. وكانت والدته تستخدم معه عدة أساليب حتى بعود للكفر فتارة تعذبه، وتارة تغريه بالمال، وتارة تقول له ساقتل نفسى، فكان يقول لها مهما طال عذابى لن أكفر ومهما اغريتنى بالمال لن أكفر، ولو أن لك مائة نفس خرجت واحدة تلو الأخرى. لن أترك الإسلام فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. يا أماه لا تهلكي نفسك في جهنم، انطقي الشهادين ولك الجنة.
نور: وهل أسلمت؟
الأم: لا بل زادت في تعذيبه.