رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقر جديد للاستخبارات الألمانية.. الأكبر على مستوى العالم

جريدة الدستور

تعكس ضخامة المقر الجديد للاستخبارات الألمانية طموحا متعاظما لدى ألمانيا للعب دور أكبر على الساحة العالمية بتفاعلاتها السياسية والأمنية والاقتصادية فى السنوات القادمة، وبدأ جهاز الاستخبارات الألماني الوطني "بى ان دى" العمل من داخل مقره الجديد فى وسط العاصمة برلين، بعد أن كانت ولاية بافاريا بميونيخ بالجنوب الألمانى هى مكان المقر السابق للجهاز.

وقالت تقارير إخبارية ألمانية إن المبنى الجديد يعد أحد أكبر مبانى أجهزة الاستخبارات على مستوى العالم، وذلك تماشيا مع المهام الواسعة التي يضطلع بها جهاز المخابرات الألماني الفيدرالي حول العالم.

وقد بنيت فلسفة إنشاء مبنى الاستخبارات الألمانية الجديد على تحويله الى رمز جامع للوطنية الألمانية، بالإضافة الى كونه مقرا لجهاز أمنى كبير، وتستهدف تلك الفلسفة الى تعظيم روح الافتخار لدى الشباب الألماني بأهمية امتلاك ألمانيا لجهاز استخبارات قادر على المنافسة والتفوق فى كافة انحاء العالم، والتصدى بكفاءة للإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة لحماية الوطن الألماني.

وتبلغ ميزانية جهاز الاستخبارات الألمانى سنويا ما متوسطه 130ر1 مليار دولار امريكى "مليار يورو" ويعمل فيه نحو سبعة آلاف فرد ويضم 300 مقر فرعى على مستوى العالم تتبع المقر الرئيسى فى برلين، ويمتد مبنى الاستخبارات الألمانية الجديد على مساحة 3 ملايين قدم مكعب وهى اكبر مساحة أرضية يقع عليها مقر جهاز مخابرات على مستوى العالم بما فى ذلك مبنى الاستخبارات المركزية الأمريكية الواقع فى منطقة لانجلى بولاية فيرجينيا والذى يأتى فى الترتيب التالى مباشرة على مبنى الاستخبارات الألمانى الجديد من حيث اتساع وضخامة بناية المقر.

وقد بدأت ألمانيا فى العام 2006 بناء المقر الجديد لجهاز استخباراتها الوطنى وكان مقررا ان تتم إنشاءاته البنائية فى العام 2011 لكن ذلك تأجل الى العام 2017 بعد 12 عاما من التشييد البنائى وما يتصل بذلك من تشطيبات نهائية تكلفت مليار يورو "13ر1 مليار دولار أمريكى" ثم جاءت بعد ذلك مرحلة التجهيز الفني والهندسي واختبارات التشغيل التجريبى لا سيما ما يتعلق بنظم الاتصالات والتأمين وهو ما استغرق قرابة عامين آخرين.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تشييد مبنى الاستخبارات الاتحادية الألماني قد استهلك 20 ألف طن من الفولاذ، وشمل 14 ألف نافذة و12 ألف باب، وأنه اقيم فى منطقة كانت فى السابق تستخدم كمعسكرات وثكنات قوات الشرطة الالمانية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث نسفت طائرات الحلفاء منشآت المعسكرات وساوتها بالأرض وأبقتها أثرا من بعد عين فى العام 1945، وبعد هزيمة النازى وانفصال الألمانيتين قامت سلطات ألمانيا الشرقية ببناء استاد ومجمع العاب رياضية على ارض ثكنات شرطة النازى واكتمل إقامة هذا المجمع الرياضى فى العام 1999 فى إطار التحضيرات الألمانية لاستضافة دول الألعاب الاوليمبية الصيفية فى العام 2000.

واليوم يستقر فى البناية الضخمة الجديدة للمخابرات الألمانية نحو ثلاثة آلاف من العاملين فى هذا الجهاز الضخم تم نقلهم من مقر الجهاز القديم فى ميونيخ، كما سيتم نقل 800 آخرين من العاملين قبل نهاية العام الجارى من المقر القديم الى المقر الجديد الذى يضم أماكن مخصصة للزائرين بها قاعات عرض مسموع مرئي لإنجازات وجهود الاستخبارات الألمانية ومراكز للتوعية الأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف لشباب المدارس والجامعات ولعموم الشعب الألماني الذى سيكون مسموح له زيارة جزء من المبنى الجديد تم إعداده لأغراض التواصل المجتمعى وكذلك يحتوى المقر الجديد على متحف توثيقى لأهم القضايا والعمليات الخارجية المجاز بكشفها للاستخبارات الألمانية من ذاكرة الجهاز وأرشيفه.