رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائي عبد الكريم العبيدي: عشت شتى أنواع الرعب.. وأتمنى اطلاع أدباء مصر على منجزي "2 - 2" (حوار)

جريدة الدستور

تحدث الكاتب والروائي العراقي عبدالكريم العبيدي، عن مشواره مع الكتابة، وكذلك تجربته الطويلة مع الصحافة، وعرج خلال الحوار الذي نشر الجزء الأول منه بالأمس، إلى حال المشهد الثقافى في العراق، خاصة بعد مقتل عدد كبير من المثقفين، وكشف كذلك عن تعرضه لمحاولات اغتيال، كما تحدث عن القضايا التى ناقشها فى روايته الأشهر "اللحية الأمريكية – معزوفة سقوط بغداد".

في الجزء الثاني من الحوار، يتحدث "العبيدي" عن منظومة الترجمة من إلى الغرب ومواطن الخلل فيها، وعن أنواع الأدب التي ساهمت في تكوين تفكيره، كما أكد أن محاربة التطرف الفكري تحتاج لتضافر جهود متعددة فالتعليم وحده لا يكفي، مشيرا إلى أن المنظومة الإعلامية تعاني من خلل أيضًا في توصيل رسالتها للجمهور.. وإلى نص الحوار:

• ما هي الكتب التي أثرت في حياتك وساهمت في تحديد مسارك الأدبي؟
- قرأت الكثير من الأدب الروسي والإنجليزي والإسباني والألماني وروايات كثيرة جدا من هذا البلد أو ذاك، وما أثر بي هو ما خزنته ذاكرتي من مقاطع ومفصليات سردية مؤثرة وهي كثيرة.

أظن أنني ابن الفلسفة الوجودية إلى حد كبير، وابن فلسفة العبث. وقراءتي للفلاسفة والشعراء والكتاب من هاتين المدرستين هي المؤثر الأول لي.

• هل أثر اغتال الأديب علاء مشذوب فيك سلبا وجعل قلمك يخشى؟
- عشت أخطر المواقف خلال الحرب العراقية الإيرانية، وتهت في صحراء حفر الباطن، وتعرضت لشتى أنواع الرعب. لذا سأنتظر قدري كما هو، وأنا شخصيا أميل إلى العزلة والترقب.

• ما هو تاثير نجيب محفوظ على عبدالكريم العبيدي؟
- الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ لم يؤثر على عبد الكريم العبيدي بقدر ما أثر في تجارب ومنجزات أجيال من الروائيين والقصاصين، ومن المؤكد أن لا أحدا يستطيع أن ينكر أنه لم يمر بقراءة محفوظ ويغرف من مدرسته ما غرف.

• منَ من الكتاب المصريين الذي له تاثير على عبد الكريم العبيدي؟
- الكثير منهم محل متابعة مني، وأحترم تجاربهم ومنجزهم الابداعي، وأتمنى لو يطلعوا هم على منجزي أيضا.

• ترجمت بعض مقطاع أعمالك.. كيف تقيم حجم مساهمة الترجمة إلى الغرب في توصيل رسالة الأدباء العرب للعالمية؟
- روايتي ضياع في حفر الباطن، وهي أول رواية لي وأول رواية عراقية تتحول إلى مسلسل درامي في العراق، تمت ترجمتها واحتلت فصلا موسعا في كتاب: War and occupation in iraqi fiction "الحرب والاحتلال في الخيال العراقي" الصادر باللغة الإنجليزية عن جامعة أدنبرة في بريطانيا للبروفيسورة إكرام مصمودي. كذلك ستترجم روايتي الفائزة بالبوكر "اللحية الأمريكية – معزوفة سقوط بغداد" إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهناك من يشتغل حاليا على ترجمة روايتي الذباب والزمرد إلى الإنجليزية.

لو لم يكن سوق الترجمة العربية فاعلا في عقود مضت لما ظهر هذا العدد الكبير من المبدعين العرب وتميز بعضهم، لكن ما يصل للغرب من نتاجاتنا ما زال شحيحا للأسف.

• أين مكمن الخلل في آلية الترجمة إلى اللغات الأخرى؟
- لا توجد آلية مؤثرة على العالم الغربي والأمريكي عموما. لا توجد مؤسسات معنية بذلك في البلدان العربية، والطرف الآخر يلتقط الكتب التي تفوز بجوائز فقط. تلك هي محنتنا.

• أنت أحد الفائزين بـ "كتارا".. كيف ترى قيمتها؟
- هي جائزة كبيرة ومهمة ولها حضورها ومؤثرة، وأسهمت في تفعيل أفق الرواية العالمية.

• لو قدر لعبد الكريم العبيدي أن يرشح روائيين لنوبل.. فمن سيرشح؟
- أظن أن النقاد أولى بالإجابة على هذا السؤال من الروائي، كما أن ذكر اسم دون غيره سيثير بعض الحساسيات، وقد أظلم بعضهم.

• كيف تقيم أداء الإعلام العربي وبالأخص فى مواجهة الظاهرتين المتناقضتين: الانحلال والتطرف؟
- من الملاحظ أن هناك اختلاف بين إعلام وآخر في الدول العربية، ولكن بالعموم هو موجود في ساحة التأثير وله فاعليته سواء كانت محدودة حينا ومؤثرة في حين آخر. المشكلة أن عقل الإسلام السياسي له تأثير أكبر من الإعلام على شرائح من الشباب، وهو ما ينبغي الكشف عن أساليبه.

أظن أن ظاهرة الانحلال تعالج من الأسرة أولا، وينبغي على وسائل الإعلام المخترقة للبيوت أن تؤهل عملها على ضوء تثقيف الأسرة، والقيام بعمل ميداني في الجامعات والمدارس.

• هل المنظومة التعليمية فى العالم العربي مؤهلة لمواجهة التيارات التكفيرية؟
- المنظومة التعليمية وحدها ليست قادرة على المواجهة حتى لو افترضنا أنها مؤهلة. التيارات التكفيرية تخترق عقول الشباب بوسائل عديدة، وقد غدت تمول نفسها بنفسها، ولها إغراءات متعددة في هذا البلد أو ذاك. والتصدي لها هو فعل جماعي يشمل الدولة والعقل الديني المعتدل والتعليم والأسرة وغيرها.

• هل أثرت ثورات الربيع العربي على مجتمعاتنا بالسلب أم الإيجاب؟
- كل عملية تغيير شمولية مفاجئة لها تبعاتها وتداعياتها وانهياراتها. وأي بلد يحدث به هذا النوع من المؤثرات سيحتاج الى أعوام وربما عقود لترميم جراحه، والسعي إلى إعادة البناء والدخول في العملية الديمقراطية التي ليس لها مرتكزات وعتبات تمهيدية في مجتمعاتنا.