رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر لكل المصريين


تعلمنا منذ نعومة أظفارنا ومع كل صباح جديد أن ننشد نشيد مصر، مصر أمنا وفخرنا وعزنا، أما روائع شعر حافظ إبراهيم تلك القصيدة التى أصبحت أحلى أغنية يرددها كل مصرى، بل وكل ناطق بالعربية مع سيد الغناء أم كلثوم:

وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً.. كَيفَ أَبنى قَواعِدَ المَجدِ وَحدى

وَبُناةُ الأَهرامِ فى سالِفِ الدَهرِ.. كَفَونى الكَلامَ عِندَ التَحَدّى

أَنا تاجُ العَلاءِ فى مَفرِقِ الشَرقِ.. وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي

إِنَّ مَجدى فى الأولَياتِ عَريقٌ.. مَن لَهُ مِثلَ أولَياتى وَمَجدي

أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتى.. لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي

ما رَمانى رامٍ وَراحَ سَليماً.. مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي

كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت.. ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي

إِنَّنى حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودى.. رَغمَ أنف العِدا وَقَطَّعتُ قيدّي

أَتُرانى وَقَد طَوَيتُ حَياتى.. فى مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي

أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّى بِعَيشٍ.. وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ

أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ الماءَ.. صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي

أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ.. الأُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي

نَظَرَ اللَهُ لى فَأَرشَدَ أَبنائى.. فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ

إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الديانِ.. أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي

قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ.. مِن رِجالى فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي

وَاِرفَعوا دَولَتى عَلى العِلمِ وَالأَخلاقِ.. فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي

نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآراءُ.. فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي

فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ.. وَاِرموا جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ

لقد وجدت فى هذه القصيدة خير تعبير على أوضاعنا الحالية، فمصر تمر بحالة مخاض مؤلم ولكننا نعلم يقينا أن بعد مخاض الولادة تعم فرحة مولد حياة جديدة ومع تحقيق الأمل وتحول الخطط والرؤى تهون الآلام، صحيح أن الأرواح التى تزهق والجروح التى تنزف ليست هينة على كل المصريين وعلى ذويهم بنوع خاص، وأقل ما يمكن عمله أن توثق أسماؤهم على صفحات التاريخ وتطلق أسماؤهم على المدارس التى تعلموا فيها أو الشوارع التى عاشوا فيها إلى اليوم الذى غدر بهم.

صحيح أنهم لم يصابوا برصاص عدو محارب، وإنما بيد أطلق عليها اسم مصر، وهذا عار على المعتدين وفخار لمن أصيبوا بغدر الجار والقريب.

كما أنى اقترح على وزارة التعليم بشقيه الجامعى وما قبله أن تسجل ملاحم البطولة التى وقف فيها الشباب بصدورهم العارية، يعبرون عن مواقفهم الوطنية، فغدر بهم من غدر، لتدرس الأجيال أن آباء وإخوة وأخوات دفعوا حياتهم بأيد إخوة لهم لمجرد خلاف فى الرؤى، وليحكم التاريخ ومنه تتعلم الأجيال حتى لا تتكرر الأحداث.

أما دعوتى الأخيرة فهى موجهة إلى المعارضين للتغيير، لعلهم يعرفون أن العالم جله باستثناء الأجزاء المتخلفة منه، يعرف أن أساليب التعبير بالكلمة وليس بالرصاص، فاستخدام القوة دليل العجز والإفلاس، فمن لا حجة عنده سيجد سلاحه فى الرصاص، أو فى الصوت العالى، ولنا الكثير من الأمثال العامية التى نسمعها ومنها ما يطلق عليه بلغة الشارع أو لغة العاجز وفاقد الرؤية ومن عدم الحجة إلا فى الصوت العالى.

دعاؤنا أن تتحد صفوفنا ونترك للقانون سلطته ونعوض ما فاتنا من وقت وأمامنا فرصة للبناء والعطاء بكل الأساليب، بالعرق وبالمال، أنها همة الرجال.

دعاؤنا أن تتحد صفوفنا ونترك للقانون سلطته ونعوض ما فاتنا من وقت وأمامنا فرصة للبناء والعطاء بكل الأساليب، بالعرق وبالمال، أنها همة الرجال