رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة ضحى عاصي للدستور: المرأة عندما تكتب تواجه الجميع

الكاتبة ضحى عاصى
الكاتبة ضحى عاصى

كثيرا ما تجد غرابة ما في مناقشة أعمالها الإبداعية وانفتاحها وتواصلها مع جمهور القراء، وترى أن المرأة المبدعة يُفرض عليها تحدٍ خفٍ غير معلن لتنال الاعتراف من قبل النقاد والقراء بكونها كاتبة.

درست الإرشاد السياحي الذي مكنها لبلورة أسلوب خاص لها في القص بجماليات دراستها المعرفية بالفن الشعبي وحصولها على دبلومة في هذا المجال، إضافة لدبلومة في التذوق الفني، ودبلومة في التراث العربي المسيحي من كلية اللاهوت الإنجلية.

الكاتبة ضحى عاصي حالة مختلفة، في الكتابة والتحصيل المعرفي، وهوايات السفر والترحال، وحتى فيما يخص إجادتها لاكثر من لغة: إنجليزية وفرنسية وروسية، لضحى نقاط مضيئة فيما يخص علاقتها بالناس والزمن والأماكن.

كُرمت ضحى عاصي أكثر من مرة من قبل مؤسسة السرد العربي، ودار التحرير بالجمهورية عام 2012، ضحى. صدر لها من قبل مجموعتان قصصيتان من داري شرقيات وميريت، 2007،2009. ومؤخرًا صدر لها رواية 104 القاهرة عن دار نشر بيت الياسمين 2016.

- فيما يخص روايتك الأخيرة "104 القاهرة"؛ كيف ترين القاهرة كمكان وبشر في إيقاع الحياة الآن؟

القاهرة بالنسبة لي مدينة الخلطة الانسانية التي لا تستطيع أن تفهمها. فهي تكوين متفرد من مزيج ساحر كطبقات الأرض والجبال ولكنها طبقات من البشر التحمت وامتزجت ولكن ظل لكل منهم سمته الخاصه به لا أستطيع التعامل مع القاهرة بمنظور الأناقة والمعمار والنظافة لأنها بهذه المقاييس ستكون خاسرة ولذا فهي بالنسبة لي روح وحيوات، وربما كان هذا واضحا في الرواية الأخيرة "104 القاهرة" فالمكان كشوارع ومعمار وحتى كتاريخ؛ ليس هو البطل، وإنما البطل هو البشر الذين يخلقون روح المكان ويتأثرون به ويؤثرون فيه.


- هل هناك خصوصية ما نقدية في استقبال العمل الإبداعي الأنثوي فيما هو مرتبط بمسار وتكوين العوالم الكتابية المغايرة للمرأة؟

هناك من يرى أن أي نص تكتبه امرأة ليس جديرا بالوقت والمال، وقد اكتشفت مؤخرًا أن المرأة المبدعة يُفرَض عليها تحدٍ خفي غير مُعلن، فقط لتنال الاعتراف بها كأديبة؛ وأن ترقى كتابتها إلى الابداع وليست مجرد ثرثرة نسائية أو خربشة الأظافر الطويلة، وفي الواقع هذا المنطق في التعامل مع كتاباتي سبب لي دهشة خاصة وأن نشأتي ودراستي كانت في روسيا، إضافة لعملي في مجال السياحة والترجمة، هناك لا ينظر للمرأة، وإنما يُنظر إلى ما تنتجه. فالمرأة عندما تكتب تواجه الجميع، ولذلك اعتدت أن أكتب عما أريد دون التفكير في أي مرجعية.

- حدثينا عن رؤيتك قي تأثير البيئة الاجتماعية على إبداعات المرأة المصرية؟

لا أعتقد أن في مصر مركزية حاكمة بالنسبة للإبداع. ربما توجد مركزية أخرى ولكن ليس المكان هو محورها، بمعنى أن أدباء الأقاليم يمكنهم خلق وجودهم الأدبي وهم في مدنهم الصغيرة، خاصة مع انتشارعوالم وفضاءات السوشيال ميديا والتي ألغت المسافات وكسرت القبضة الحديدية لهيمنة الجماعة المركزية.

- كيف ترى ضحى عاصي مسار الجوائز العربية والدولية ومدى فاعليتها؟

لا أستطيع تقييم ماهى العتبات او الرؤى التى تستند عليها منظومه الجوائز سواءً في مصر أو الوطن العربى فأنا خارج هذه المنظومة ولم أحتك بأي من هذه الدوائر.

- كيف ترين الكتابة النسوية في العقد الأخير؟

أرى أن مركز المرأة في الأسرة والمجتمع المصري أصبح أكثر أهمية من ذي قبل مما يعطي للمرأة فرصة للتعلم والمشاركة وبالتالي التعبير والإبداع، فلابد للكاتب أن يكون أمينًا في كل مايرصده ويتناوله، وأن يكتب شخصياته كما هم بغض النظر عن اختلافه معهم وإلا ستكون كتابته ذاتية مكررة ومكرورة يقدم فيها الكاتب نفسه في صور مختلفة.

- كيف تتعاملين مع الثالوث المقدس: الدين والجنس والسياسة؟

لم أتعمد أن تظهر شخصيات بأزمة مباشرة مع لادين أو الجنس أو السياسة في أعمالى السابقة، ربما في أعمالي القادمة أتطرق إلى تلك المناطق بوضوح. وفقا لمسار وحراك الشخصيات؛ ووقتها سأعبر عنها حتى لو اختلفت مع أفكاري وقناعاتي كل البشر. وهذا من وجهه نظري، هوالدور الاهم الحقيقي والمجدي للكتابة.

- حدثيني عن أهم الاشياء التي تحلمين، أو تأملين فيها من خلال الكتابة؟

الكتابه أصبحت عالمي الأول والأكبر، أحلامي وآلامي وآمالي العظيمة القابلة للتطوييع والتحقق، وما يبقى وبقي لي من هامش ووقت لممارسة الحياة العادية؛ أصبح أقل بكثير من ذي قبل. أحلم أن يكون منتجي الأدبي له قيمه إنسانية وإبداعية.

- وأنتِ على مشارف تقديم عملك الإبداعي الخامس؛ هل ترين أنك نلت ما تستحقين من الاهتمام بأعمالك؟

لا يستطيع مبدع تقييم ما يستحق بالفعل، ولذا أحيانا أشعر بأنني نلت أكثر مما أستحق؛ وفي أحيان أخرى أشعر بأني لم أنل شيئًا مما أستحق. وفي كل الأحوال اللحظات التى أتطرق فيها مع نفسي لمثل هذه الأسئلة، قليلة ونادرة، لأنني باختصار حسمت أمر علاقتي بالكتابة.. إنني أكتب ما دامت لدي القدرة على الكتابة بشغف.

السيرة الذاتية للكاتبة
الاسم: ضحى مصطفى محمدعاصي
المؤهل: بكالريوس سياحة وفنادقإرشاد سياحي، إنجليزي، فرنسي، روسي.
دبلوم اللغة الروسية، جامعة موسكو، معهد أنديرا غاندي. عام 1988
دبلوم أكاديمية الفنون معهدالنقدالفني، قسم التذوق الفني عام 2007
دبلوم أكاديمية الفنون، معهد الفنون الشعبية، عادات ومعتقدات، عام 2009
دبلوم التراث العربي المسيحي، كلية اللاهوت الإنجيلية

الأعمال المنشورة:
- مجموعة قصصية فنجان قهوة، دار نشر شرقيات عام 2007.
- مجموعة قصصية سعادة السوبر ماركت، دار نشر ميريت، 2009.
- محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة، كتاب في علم الاجتماع السياسي، دار نشر: نهضة مصر 2012.
- رواية 104 الفاهرة، 2016، دار تشر: بيت الياسمين.
التكريمات. منها
- مؤتمر السرد العربي دورة رضوى عاشور، عام 2015.
- مؤسسة دار التحريرالجمهورية عام 2012.
- مؤسسة سيد عويس، 2015.
- مؤسس عمادعلى قطري، عام 2012
- ترجمت المجموعه القصصيه سعاده السوبر ماركت الي اللغة الروسية
-