رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفسير العربى المعاصر للكتاب المقدس




فى أمسية فكرية وموسيقية جميلة، الأسبوع الماضى، احتفلت دار الثقافة التابعة للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، بإصدار كتاب «التفسير العربى المعاصر للكتاب المقدس»، بحضور عدد كبير من المثقفين والمفكرين ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، وبمشاركة ممثلين عن مؤسسة «لانجهام» الدولية، وهى مؤسسة دولية أسهمت فى إصدار عدد من التفاسير للكتاب المقدس، منها التفسير المعاصر للكتاب المقدس فى الصين، وتفسير الكتاب المقدس فى إفريقيا.
هذا التفسير يعتبر تفسيرًا فريدًا من نوعه، من حيث كونه تفسيرًا شرق أوسطى للكتاب المقدس، وبأقلام كُتَّاب شرق أوسطيين من خلفيات متعددة بلغ عددهم ٤٨ كاتبًا، من مختلف الطوائف المسيحية: أرثوذكس، وكاثوليك، وإنجيليين، ويتضمن ١٠٦ مقالات بين عامة وأخرى اقتصادية ونفسية وطبية، وينتمى الكُتّاب المشاركون فى تحرير الكتاب إلى ٦ دول عربية هى: مصر، والأردن، وفلسطين، والكويت، ولبنان، والعراق.
ويقدم التفسير المعاصر قراءة للكتاب المقدس فى ظل القضايا المعاصرة، كما أنه أول قراءة عربية سلسة ومبسطة للكتاب المقدس، ويعالج مشكلات وقضايا الواقع المعاصر.
وهذا التفسير لم يقتصر فقط على تفسير النص الكتابى، إذ حاول المفسر أن يفهم النص، ويقدم لنا كيف يؤثر هذا النص ويغير فى حياتنا وأفكارنا وسلوكنا اليوم تجاه القضايا والتحديات المختلفة، هذا فى ضوء الأثر المماثل الذى حققه النص مع المتلقى الأول فى قضايا وتحديات مماثلة.
وبجانب صعوبات البحث والدراسة، اعترضت أحداث ما يسمى «الربيع العربى» الطريق، إذ اندلعت أحداث غيرت خريطة الوطن العربى بأكمله، ليس فقط الدول التى قامت فيها هذه الأحداث، ولهذا كان لا بد أن يكون التفسير مواكبًا للظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية الجديدة فى شتى بقاع الوطن العربى، وهذا ما تطلب إعادة النظر فيما كتب من أسفار ومقالات، بل أيضًا إعادة النظر فى خطط البحث للأفكار التى طرحت بين طيات هذا الكتاب.
وفى كلمته المهمة والمتميزة عن التفسير العربى المعاصر للكتاب المقدس قال الأستاذ حلمى النمنم: «اليوم تحققت إحدى أمنيات عميد الأدب العربى طه حسين، بظهور تفسير عربى لنصوص الكتاب المقدس، فطه حسين كان مهتمًا باللغة العربية ومحبًا لها، ومن ثم طالب بوجود تفسير بأقلام عربية للكتاب المقدس».
كما قال حلمى النمنم إن مصر ذُكرت مئات المرات فى الكتاب المقدس، ومن أراد أن يعرف الكثير عن الحضارة المصرية القديمة، عليه قراءة سفر التكوين أول أسفار الكتاب المقدس.
تحية تقدير وإعزاز لكل من أسهم فى هذا العمل المتميز سواء بالكتابة أو التحرير أو المراجعة، كما لا يفوتنى أن أشكر الدكتور القس أندريه زكى إسطفانوس، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية والمحرر المسئول للمرجع التاريخى للتفسير العربى المعاصر للكتاب المقدس.