رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوتيريس: الثقة بمؤسسات الحكم الدولية أصبحت هشة

جوتيريش
جوتيريش

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، اليوم الثلاثاء، أن التعاون بين دول العالم أصابه "الضعف" كما أن مجلس الأمن شهد انقساما خلال الفترة الماضية.

وقال جوتيريس، في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن الثقة بمؤسسات الحكم الدولية أصبحت هشة، بينما تعجز مؤسسات القرن العشرين وعقليته عن مواكبة تحديات القرن الـ21، مما لن يمكننا يوما من إقامة حكم عالمي، فما بالكم بنظام حكم ديمقراطي؟".

وأضاف: "لقد أرسينا أسسا متينة للتعاون الدولي، واجتمعنا معا كأمم متحدة لبناء المؤسسات وإرساء القواعد والمعايير من أجل تحقيق مصالحنا المشتركة، كما ساهمنا في تحسين حياة الملايين، وأحيينا السلام حين ساد الاضطراب وتجنبنا حربا عالمية ثالثة".

وأشار إلى أن اليوم تتنامي الفوضى على الساحة الدولية، وتختل موازين القوى وتتهدد القيم العالمية، ويضيق فضاء الديمقراطية، وتنتهك سيادة القانون، بينما يقدم قادة ودول على أفعال في الداخل والخارج ما كنا لنتوقعها.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إن الفلسطينيين والإسرائيليين لا يزالون عالقين في صراع لم ينته، كما أن فرص حل الدولتين تتضاءل، لافتا إلى أن تهديد الإرهاب يلوح في الأفق، مشددا على أن العجز عن إنهاء الحروب في سوريا واليمن ومناطق أخرى مثار استهجان.
وأشار إلى أن التهديد النووي لم يضعف، وأن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تسعى إلى تطوير ترسانتها.

وأكد أن المهاجرين واللاجئين يعانون من التمييز مع ضعف التعاون الدولي حول هذه المسألة، قائلا: "إنه في هذا العام الذي نحتفل فيه بالذكرى الـ70 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تتراجع حقوق الإنسان ويتنامى الاستبداد".

وتابع جوتيريس: "إن الذين يغلقون حدودهم في وجه المهاجرين يخدمون المتاجرين، كما أن الذين يتغاضون عن انتهاكات حقوق الإنسان يغذون التطرف الذي يسعون للقضاء عليه في الأساس".
وأشار إلى أن التركيز اليوم سيكون على التحديين المحوريين، وهما تغير المناخ والأخطار الناتجة عن التقدم التكنولوجي، لافتا إلى أن وتيرة تغير المناخ أسرع بكثير من الجهود المبذولة لمواجهته.
ودعا إلى ضرورة تنفيذ اتفاق باريس للمناخ، حيث إنه قادر على وضع الجميع على المسار الصحيح، لافتا إلى أن أهدافه لم تتحقق بعد.

وقال الأمين العام: "إنه من حسن الحظ أن التكنولوجيا تقف في صفنا، حيث إن مصادر الطاقة النظيفة أقل تكلفة مقارنة بالماضي، كما أنها أقدر على منافسة مصادر الطاقة الأخرى".
مضيفا: "إذا سرنا على المسار الصحيح، يمكن أن تضيف إجراءات المناخ 26 مليار دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن تكلفة مصادر الطاقة النظيفة أقل بكثير من المصادر التقليدية، لافتا إلى أنه على الحكومات التوقف عن تمويل مصادر الوقود الأحفوري (النفط والفحم والغاز الطبيعي).

ودعا دول العالم إلى التوجه إلى مصادر الطاقة النظيفة لمواجهة التغير المناخي، مشددا على ضرورة الاستفادة من التطور التكنولوجي وتجنب أضراره ومخاطره، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا والانترنت يتم استغلالهما في العمليات الإرهابية والاتجار بالبشر.

وقال: "إن المؤسسات الحكومية في العديد من الدول لا تتواكب مع التطور التكنولوجي، فيما تغيرت التكنولوجيات الحالية بشكل كبير في أساليب الحرب".

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة باتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا، وكذلك اتفاق السلام في جنوب السودان، مؤكدا أن اعتماد مواثيق اللاجئين بين الدول يمثل خطوة على طريق حل الأزمة.