رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فايننشال تايمز": أردوغان يدفع اقتصاده للهاوية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة «فايناشال تايمز» البريطانية أن الليرة التركية تعاني من سقوط حر، حيث هوت بنسبة 35% هذا العام، ولكنها هوت أمس لأقصى معدلاتها على الإطلاق، لتصبح أسوأ عملة من حيث الأداء في الأسواق عام 2018 حتى بدرجة أكبر من البيسو الأرجنتيني.

وفي افتتاحيتها بعنوان «رجل تركيا القوي، يدفع الليرة للهاوية»، قالت الصحيفة البريطانية، إنه مع كل انخفاض جديد لليرة، زادت إمكانية حدوث أزمة في ميزان المدفوعات في البلاد وإمكانية في انهيار القطاع المصرفي في البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن تعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الأزمة يزيد من قلق الأسواق، فبدلًا من السعي لإيجاد حلول للأزمة، فهو ينحو باللائمة على حروب اقتصادية تشن على بلاده، حيث دعا مواطني بلاده إلى تحويل مدخراتهم من الدولار والذهب إلى الليرة، بدلًا من اتخاذ إجراءات عملية.

وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار الليرة التركية ليس مشكلة تركيا بمفردها، فإن انهيار الاقتصاد التركي قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الآسيوي واقتصاد أوروبا، حيث هوت أسعار الأسهم والمصارف المتأثرة بالديون التركية، كما أن انهيار الليرة يؤثر على الأسواق الناشئة في شتى بقاع العالم.

كما ذكرت «فايننشال تايمز» البريطانية أن شعبية أردوغان في بداية عهده كانت ترجع إلى الإجراءات التي اتخذها للحد من الفقر في البلاد، ولكنه الآن يتحمل بمفرده مسئولية انهيار الاقتصاد بعد أن عدل الدستور ليستأثر بالسلطة دون رئيس وزراء.

وتسارع تدهور الليرة التركية مسجلة هبوطا حادا بنسبة 16،4% في يوم واحد مقابل الدولار وتم التداول بها بمستوى 6،4 ليرات للدولار الواحد، بعدما بلغ الدولار 6.87 ليرات إثر إعلان ترامب.

ودعا أردوغان، الذي يواجه إحدى أصعب التحديات الاقتصادية منذ وصوله إلى السلطة في 2003، الأتراك إلى ما وصفه بـ«الكفاح الوطني» قائلًا: "إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية".

وفي سياق متصل، ناشدت تركيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يعود إلى طاولة المفاوضات والحوار، بعد قرار واشنطن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم المستوردين من إسطنبول، بنسبة 20%، و50%، بسبب تصاعد التوترات بين البلدين في ضوء احتجاز تركيا قسًا أميركيًا وخلافات ديبلوماسية أخرى.

وقال وزير التجارة التركي روحصار بيكجان في بيان له: «المحاولات المتكررة لإبلاغ الإدارة الأميركية بأن أيًا من المعايير المعلنة وراء الرسوم الجمركية الأمريكية لا ينطبق على تركيا، لم تؤت ثمارها حتى الآن»، مضيفًا: «على رغم ذلك، نناشد ترامب العودة إلى طاولة التفاوض، هذا أمر يمكن، بل ينبغي، حله من طريق الحوار والتعاون».

وقال ترامب عبر تغرية على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»: «تتراجع عملتهم، الليرة التركية، تراجعًا سريعًا أمام دولارنا القوي جدًا!»، مضيفًا: «علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة حاليًا»، فيما أوضحت المتحدثة باسم باسم البيت الأبيض ما قاله ترامب، معلنة أن «الرئيس أجاز تحضير الوثائق لفرض رسوم»، ما يعني أن فرض هذه الرسوم الجديدة قد يستغرق بعض الوقت.

وحذرت تركيا من أن زيادة التعريفة الجمركية بمرتين على الصلب والألومنيوم التركيين التى أعلنها الرئيس دونالد ترامب ستضر بالعلاقات، متوعدة بالرد ضد إجراء قالت إنه يتعارض مع أحكام منظمة التجارة العالمية.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها: «يجب أن تعلم الولايات المتحدة بأن النتيجة الوحيدة التي ستجلبها مثل هذه العقوبات والضغوط، هى إلحاق الضرر بعلاقاتنا كحليفين»، وأضافت: «كما هى الحال مع كل الإجراءات التى اتخذت ضد تركيا، سيتم إعطاء الرد الضرورى»، وقالت إن هذه الخطوات تجاهلت أحكام منظمة التجارة العالمية.