رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمة الأنبا مكاريوس في صلاة تجنيز "تاسونى فيرينا" المنسق الإعلامي للمنيا

جريدة الدستور

ترأس الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا، صلاة التجنيز، لـ"تاسوني فيرينا"، إحدى مكرسات إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، والمنسق الإعلامي للإيبارشية، بمطرانية مارمرقس بالمنيا.

وقال الأنبا مكاريوس، خلال صلاة التجنيز، أن الكاهن يسكب نفسه من خلال الآلام النفسية الشديدة التي يكابدها من أجل أولاده، ويأتي معنى الإنسكاب هنا بمعنى الإنصهار، لقد سكب نفسه بل أضاعها من أجل المسيح.

وأضاف أسقف المنيا، وقد قال لي أحد الآباء الكهنة: أنه منذ سيم كاهنًا وهو يحسب أن كل نفس يتردد فيه هو ملك لله، ولذلك فأنه في ظل ظروفه المرضية غير العادية حيث أصبح طريح الفراش ما يزال يعمل كأي كاهن شاب.

وأشار إلى أن يأتي السكب أو الانصهار أيضًا في حياة الراعي في ضعف السمع والبصر والذاكرة يومًا فيومًا، ويصاب الكثير من الآباء الكهنة بعد عدة سنوات بأمراض شهيرة كالضغط والسكر والعظام، فإذا كان ذلك من أإجل الله في الخدمة والآخرين فهو تعب مبارك.

وأضاف أن من صور الانسكاب هو المعاناة اليومية للأبرار وهم يرون الشر وينضحون برًا، لوط البار كان يسكب يوميًا إذ جاء عنه أنه كان يعذب نفسه يومًا فيومًا بما يرى ويسمع، والذي يسكب في قلايته بالركوع والذي يُسكب في عمله بالعرق، والذي يُسكب في بيته بالرعاية الاسرية، والذي يسكب في وظيفته بالتفاني.

وأردف علينا أن نفرق بين الفناء والتفاني، فالفناء يأتي رغمًا عن الشخص، وأما التفاني فهو التضحية حتى النهاية، أن يسكب الشخص نفسه سكيبًا، لافتًا والذين يضحون بأموالهم قليلًا قليلًا حتى تنتهي هو يسكبها سكيبا، والذي يبذل أولاده وبناته وممتلكاته من أجل الله.

وأوضح قد شبه جهاد الإنسان يوم الدينونة بالطيب المسكوب الذي يقدمه أمام الله، ولذلك اختارت الكنيسة قصة ساكبة الطيب، لافتًا ويذكرني السكيب كذلك بالشمعة والتي تسكب سكيبًا وهي تقدم النور والطمانينة لمن حولها، وكذلك السوائل التي تسكب في الأطعمة والحلوى لتهبها مذاقًا طيبًا وغيرها.