رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روضة النعيم.. أسرار «خلوة» الداعية اليمنى الحبيب عمر بن حفيظ فى مصر

بن حفيظ وعلى جمعة
بن حفيظ وعلى جمعة فى مسجد فاضل

يعد حاليًا أحد أبرز علماء الصوفية بعدما لعب دورًا كبيرًا فى انتشار الدعوة بدول شمال شرق آسيا، مرورًا بإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حتى وصل إلى مصر من خلال محاضراته التليفزيونية ودروسه التى ينظمها بـ«روضة النعيم» فى منطقة الحسين بالقاهرة، وغيرها من المناطق. إنه الحبيب عمر بن حفيظ، الذى يتزعم طريقة «آل باعلوى» باليمن، ويشغل عضوية المجلس الاستشارى الأعلى لـ«مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية» فى الإمارات، التى يترأسها ويتزعمها الداعية اليمنى الحبيب على الجفرى. وكان لـ«دار المصطفى للدراسات الإسلامية» التى أسسها «ابن حفيظ» فى محافظة حضرموت باليمن، دور كبير فى نشر المنهج الإسلامى الوسطى من خلال استقبال آلاف الطلبة والأساتذة والعلماء من أنحاء العالم لدراسة علوم الفقه والعقيدة والشريعة والتزكية، وغيرها من العلوم الدينية.

بدأ الدعوة فى عمر 15.. يُلقى دروسًا فى «مسجد فاضل».. وتجمعه صداقة خاصة مع على جمعة
تعتبر طريقة «آل باعلوى» التى يتزعمها «ابن حفيظ» من أكبر الطرق الصوفية فى اليمن والعالم الإسلامى، ويتبعها عدد كبير من العلماء والشيوخ، ما جعل لها أثرًا واضحًا فى نشر الفكر الصوفى فى الفترة الماضية.
محمد صالح، أحد أتباع الصوفية باليمن، قال إن «ابن حفيظ» تلقى علوم الشريعة على أيدى من أدركهم من علماء حضرموت، وأولهم والده محمد بن سالم بن حفيظ، مفتى مدينة «تريم» اليمنية الراحل.
كما تلقى الشيخ علومه على يد العلماء العارفين من أهل التصوف الكبار، من أمثال: «الحبيب محمد بن علوى بن شهاب الدين، والحبيب المنصب أحمد بن على بن الشيخ أبى بكر، والحبيب عبدالله بن شيخ العيدروس».
وبدأ «ابن حفيظ» العمل بالدعوة، وهو فى الخامسة عشرة من العمر، وبعد وفاة والده أصبح شيخًا لطريقة «آل باعلوى»، التى تأسست بحضرموت اليمن، ومنها خرجت البعثات إلى جميع أنحاء العالم الإسلامى لنشر تعاليمها، حتى أصبح عدد أتباعها بالآلاف فى دول شمال شرق آسيا والخليج العربى ومصر وليبيا والسودان.
وفى مصر، تعد «روضة النعيم» التى أسسها الحبيب على الجفرى بمنطقة الحسين، ومسجد «فاضل» بمدينة ٦ أكتوبر، الذى يتبع الطريقة الصديقية الشاذلية التى أسسها الشيخ على جمعة، خلوات خاصة لـ«ابن حفيظ».
وفى هذه «الخلوات» يلقى «ابن حفيظ» دروسه على الشباب والرجال والنساء، ومنهم المئات من طلاب جامعة الأزهر القادمين من دول: الهند وباكستان وإندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا ونيجيريا والسودان والعراق وغيرها من الدول.
كما يحرص عدد من العلماء على حضور دروس «ابن حفيظ»، ومنهم: الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية، والدكتور جمال أبوالهنود مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى.
وقال أحمد عبدالرحمن، أحد مريدى «ابن حفيظ»، إن هناك علاقة صداقة خاصة تجمع بين الشيخين على جمعة و«ابن حفيظ»، مشيرًا إلى أن مئات المصريين أصبحوا من أتباع ومريدى قطب صوفية اليمن.
محمد معاذ، من الهند، قال إنه يأتى بشكل دائم إلى «روضة النعيم»، ليأخذ العلوم الدينية المختلفة من «ابن حفيظ»، مشيرًا إلى أن الشيخ يلقى دروسه بشكل جديد ومختلف تمامًا عن الكيفية التى يعمل بها علماء الدين الآخرون.
وأضاف أن: «هذا ما جذب طلاب دولة الهند إلى مجالسه ودروسه العلمية والصوفية، لذا فهناك المئات من الهنود أصبحوا مريدين طريقته، كما يوجد فرع لدار المصطفى للعلوم والدراسات الإسلامية بالهند».

طلاب الأزهر ينتظرون قدومه.. الجفرى والسقاف من تلاميذه.. والمكتبة الإسلامية تزخر بمؤلفاته
تحتفل الطريقة «الكردية النقشبندية» بمولد مؤسسها الشيخ نجم الدين الكردى، الأربعاء المقبل، فى حضور عدد كبير من الشيوخ والمريدين، وتستمر الاحتفالات لمدة ٧ أيام.
ويشارك فى الاحتفال المستشار سيف الدين الكردى، شيخ الطريقة الحالى، ويشهد قراءة عدد من الأوراد الخاصة بالطريقة.
وتعد «الكردية النقشبندية» إحدى أكبر الطرق الصوفية فى مصر، ويصل عدد أتباعها إلى مليونى صوفى، من محافظات الوجهين القبلى والبحرى.
بالعودة إلى مريديه فى مصر، قال عمر عاطف، أحد طلاب كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن كثيرًا من الأزهريين انجذبوا لـ«ابن حفيظ» وأصبحوا ضيوفًا دائمين على حضرته.
وأشار إلى أن هؤلاء الطلاب أصبحوا ينتظرون حضور «ابن حفيظ» إلى مصر بفارغ الصبر لحضور جلساته ودروسه بـ«روضة النعيم» سواء الموجودة بجوار مسجد الإمام الحسين، أو الثانية بشارع «أم الغلام».
وذكر عبدالقادر الأخضر، أحد دعاة الصوفية باليمن، أن هناك علاقة وطيدة تجمع ابن حفيظ وكلًا من: الحبيب على الجفرى، والحبيب محمد عبدالرحمن السقاف، الداعية اليمنى المقيم فى السعودية، مشيرًا إلى أنهما يعدان من تلاميذ «ابن حفيظ» الذين تربوا وأخذوا العلم الشرعى وتلقوا علوم التصوف والتزكية على يديه.
وكشف «الأخضر» عن أن الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية، من العلماء المقربين من الشيخ «ابن حفيظ»، موضحًا أن الأزهرى اعتاد الجلوس فى حضرة الرجل عند قدومه إلى مصر، لأنه يعتبره أكثر علماء الصوفية علمًا وفكرًا وتدينًا، كما أخذ عنه العلم منذ فترة كبيرة.
فى تجواله لنشر الدعوة، زار الحبيب عمر بن حفيظ دولًا كثيرة للدعوة إلى الله، ونشر العلم الشرعى والتصوف الإسلامى فى مختلف الأقطار.
وطاف الداعية اليمنى مدن الشام ومصر والسودان والهند وباكستان وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبروناى وسيريلانكا وكينيا وتنزانيا وجزر القمر ودول الخليج، واتصل بكثير من علماء هذه البلاد، وشارك فى حضور عدد من المؤتمرات الإسلامية.
وأنتج «ابن حفيظ» كثيرًا من المؤلفات الدينية، التى جعلت طلابه متيّمين به وبفكره، حتى إن البعض اقتنى مكتبته كاملة، نظرًا لما تهدف له مؤلفاته من نشر الفكر الإسلامى الوسطى والعلوم الصوفية، وقدرتها على التصدى للفكر المتشدد.
وإلى جوار الكتب، يوجد كثير من الإصدارات السمعية والمرئية لـ«ابن حفيظ» منها على سبيل المثال: «إسعاف طالبى رضا الخلّاق ببيان مكارم الأخلاق، والخطاب الإسلامى فى المؤسسات الدينية، وشرح منظومة السند العلوى، وخلاصة المدد النبوى فى الأذكار، والضياء اللامع بذكر مولد النبى الشافع، والشراب الطهور فى ذكر سيرة بدر البدور، وفيض الإمداد فى خطب الجمعة والكسوفين والاستسقاء والأعياد، والمختار من شفاء السقيم، ونور الإيمان من كلام حبيب الرحمن» وغيرها.