رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عوض المنقوش.. قصة رجل الصوفية الغامض

عوض المنقوش
عوض المنقوش

تأثر فى بداية حياته بالفكر السلفى المتشدد، وكان محبًا لبعض علمائه من أمثال محمد حسان وأبوإسحاق الحوينى، لكن بعد قدومه إلى مصر، عقب ثورة ٢٥ يناير، جلس بين يدى علماء الصوفية، وأخذ العلم من بعض المتصوفة الأزهريين، وعلى رأسهم: الشيخ على جمعة، والدكتور محمد مهنا والدكتور أحمد عمر هاشم، فتحول إلى النهج الصوفى.
بعد ذلك، سخّر الداعية الليبى محمد عوض المنقوش، أحد أكبر شيوخ الطريقة الصديقية الشاذلية، التى أسسها الشيخ على جمعة، مفتى الديار السابق، كل أدواته لنشر الفكر الصوفى، وتمكن خلال فترة وجيزة من ضم عدد كبير من المريدين إلى الطريقة الصديقية الشاذلية التى أخذ عهدها على يد «جمعة».. «الدستور» تكشف فى السطور التالية قصة هذا الرجل، وحقيقة الدور الذى يلعبه لنشر هذا الفكر فى مصر وخارجها.

مسئول «مجالس المريدات» داخل «طريقة على جمعة».. ويقدم دروسه فى مسجدين
اكتسب «المنقوش» شهرة كبيرة بين علماء الصوفية فى مصر وليبيا، خلال الفترة الأخيرة، اقترنت بتوليه مسئولية تربية المريدين الأجانب خاصة «الماليزيين والإندونيسيين والمغاربة والجزائريين»، الذين جاءوا إلى مصر للانضمام لعدد من الطرق الصوفية مثل «الصديقية والبرهانية والهاشمية».
وحول أهمية دوره قال القيادى الصوفى محمد ماضى، إن «المنقوش» بعد أن جلس فى حضرات علماء الصوفية، وعرف حقيقة المتشددين الذين كان يتبعهم، أصبح من أكثر علماء الصوفية الذين يفندون أكاذيب السلفيين على «أهل المدد» فى مصر، مثل ادعائهم حرمانية الصلاة فى المساجد ذات الأضرحة، وعدم جواز إقامة الموالد، وغير ذلك من الأمور التى يمارسها ويعتنقها الصوفية فى مصر وخارجها.
و أشار «ماضى» إلى أنه من شدة حب «المنقوش» لـ«جمعة» أصبح كارهًا لجماعة الإخوان، ومن أكثر المهاجمين لأفكارها داخل مصر وخارجها، كما أصبح يحذر دائمًا فى مجالسه من الانضمام إليها أو حتى ترديد أفكارها، التى وصفها فى إحدى جلساته بأنها «جماعة الإخوان المارقين».
محاضرات ودروس «المنقوش» المعروضة على مواقع التواصل، جذبت الكثيرين من الشباب وطلاب الجامعات إلى مجالسه بمسجدى «الأشراف» فى المقطم و«فاضل» بمدينة ٦ أكتوبر.
وأكثر ما جذب الشباب للداعية الليبى هو مواجهته دعاوى كبار علماء السلفيين والتيارات المتشددة ورده عليهم بالحجة والدليل فى المسائل الفقهية والعقائدية التى يوجد فيها خلاف بين علماء السلفية والصوفية.
عدم ظهور «المنقوش» فى المحافل الدينية الكبيرة، جعل البعض يطلق عليه «مُربى الدعاة والعلماء السرى» لكونه لا يظهر كثيرا، إلا إذا طُلب منه ذلك.
ويعتبر عدد كبير من العلماء «المنقوش» شيخهم، أمثال الداعية مصطفى حسنى، ومعز مسعود، وعدد آخر من الدعاة والعلماء الكبار أمثال عمرو الوردانى، أمين الفتوى، والدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية.
وكشف خالد عيد، أحد أتباع الطريقة الصديقية الشاذلية، عن أن «المنقوش»، تمكن من دخول الجامعة الأمريكية فى القاهرة، وإلقاء محاضرات للطلاب لتعليمهم مبادئ التصوف الإسلامى، من خلال الحديث فى موضوعات مثل «الإحسان والعطاء والإيمان والإبداع»، مع إضفاء الجوانب الصوفية على هذه المفاهيم، ما جعل طلاب الجامعة الأمريكية يذهبون وراءه فى كل دروسه وجلساته التى ينظمها داخل القاهرة وخارجها.
وأضاف «عيد» أن تحركات «المنقوش» لم تقتصر على الجامعة الأمريكية فقط، بل ذهب إلى جامعة القاهرة، وألقى محاضرات على طلاب كلية دار العلوم، وجذب الكثيرين منهم بعلومه الصوفية الدسمة.
فيما أوضح عبدالعزيز على، أحد أتباع الطرق الصوفية، أن «المنقوش» حصل خلال فترة وجيزة على لقب «الداعية الأول فى الطريقة الصديقية»، وأصبح على جمعة ينيبه بدلًا منه لحضور العديد من المناسبات، ومجالس العلم فى مسجد «فاضل»، حتى إن بعض الدعاة داخل الطريقة حدث لديهم نوع من «الغيرة»، إلا أن «جمعة» يرى أنه من أكثر الدعاة الذين نشروا الطريقة قبل تأسيسها بشكل رسمى بين المواطنين والشباب وطلاب الجامعات، ما جعله يثق فيه أكثر من البداية.
وأشار «على»، إلى أن «المنقوش» مسئول بشكل رسمى عن مجالس النساء داخل الطريقة الصديقية الشاذلية، لافتًا إلى أن كثيرًا من النساء يذهبن لمسجد فاضل كل يوم جمعة، للاستماع لعلماء الطريقة الصديقية الشاذلية، وعلى رأسهم «المنقوش».
وقال إن كثيرًا من المواطنين اعتنقوا الفكر الصوفى على يد «المنقوش»، نظرًا لأفكاره الجديدة المتواكبة مع العصر، موضحًا أنه يقدم الإسلام بصورة جديدة تختلف تمامًا عن الطريقة التى يقدمها ويحاضر بها العلماء الآخرون، ما جعل المريدين يطلقون عليه «عمر المختار الجديد».

لديه مريدون من آسيا.. وأسس مقرًا لـ«الصديقية الشاذلية» بليبيا
كشف محمد عزالدين، أحد أتباع الطريقة الشاذلية فى الإسكندرية، عن أن مجالس «المنقوش» أنقذت العديد من شباب الإسكندرية من أفكار التيارات السلفية المتشددة، وجعلتهم أتباعًا ومريدين للطريقة الصديقية.
وأضاف «عزالدين»، أن الرجل يقدم علومًا دينية وأفكارًا جديدة بأساليب حديثة فى نشر العقيدة والشريعة، تجعله يسبق دعاة عصره، ويتفرد عن غيره من الدعاة بالذكاء والحكمة والمحبة التى ظهرت فى قلوب المريدين والشخصيات التى تشارك فى حضرته ومجالسه فى جميع أنحاء الجمهورية.
محمد ناصر، أحد أتباع الطريقة الخلوتية، ذكر أن هناك العديد من الطرق الصوفية أصبحت تستعين بـ«المنقوش»، لجذب مريدين جدد إليها، من خلال استضافته فى مجالسها ومساجدها المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، ومطالبة المواطنين بالحضور فى هذه المساجد والساحات والاستماع للداعية الليبى.
وقال «ناصر»، إن «المنقوش» يشرح الكثير من المسائل الدينية الصعبة من المنظور الصوفى، ما جعل الأمر بسيطًا على المستمع، حتى إن الكثيرين ممن جلسوا فى دروسه قالوا إن هذا الرجل سيجعل للصوفية فى مصر شأنًا كبيرًا فى المستقبل، لأن لديه إمكانيات وأدوات تؤهله لذلك.
ولم تتوقف محاضرات «المنقوش» ودعوته الصوفية على مصر وليبيا فقط، بل أصبح خلال فترة وجيزة محاضرًا دائمًا للماليزيين والإندونيسيين والمغاربة، وتم تأسيس العديد من المجالس الدينية فى هذه الدول له، وأصبح العديد من الإندونيسيين والماليزيين والمغاربة يزورون مصر لسماع محاضراته وحضور مجالسه العلمية.
خالد الديهى، أحد أتباع الصوفية، قال إن «المنقوش» أصبح أسطورة الصوفية الجديد، بعد فشل المدرسة الصوفية المصرية فى إعداد دعاة كبار أمثال الدكتور على جمعة والدكتور أحمد عمر هاشم.
وأوضح «الديهى» أن «المنقوش» نشر الطريقة الصديقية الشاذلية بين أوساط المتعلمين والمثقفين داخل دولة ليبيا، وأسس مقرًا للطريقة هناك، مشيرًا إلى أن بعض المنضمين للطريقة حديثًا على يد «المنقوش» عملوا على نشرها أيضًا.