رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد هنيدى: ابتعدت عن الدراما 6 سنوات لاحترام المشاهد (حوار)

محمد هنيدى
محمد هنيدى

- عدم عرض «أرض النفاق» فى مصر لم يؤثر فى نسب المشاهدة.. وانتظروه على «أون» بعد رمضان
- العمل مع دلال عبدالعزيز أفادنى وأضاف لصُنّاع المسلسل.. والسيناريو أوسع من فيلم «المهندس»

احتل قلوب محبيه بملامحه الطفولية وخفة دمه التلقائية، حتى أصبح واحدًا من عباقرة التمثيل على مستوى السينما والتليفزيون طوال عقدين من الزمان.
إنه النجم الكبير محمد هنيدى، الذى يتواجد فى قائمة مصاف نجوم الفن بأعماله التى ظلت راسخة فى عقول وقلوب جمهوره، طوال سنوات، منذ أعماله الأولى، التى ظهر فيها بأدوار صغيرة، من حيث المدة، رغم كونها مؤثرة من حيث الثقل الفنى والأداء التمثيلى.
وينافس «هنيدى»، خلال الموسم الدرامى فى رمضان الجارى، بمسلسل «أرض النفاق»، الذى حقق نسب مشاهدة مرتفعة للغاية، وجعله محط أنظار الملايين من عشاقه فى مصر وخارجها.
«الدستور» التقته فى حوار تحدث فيه عن تلك التجربة التى يعود بها لـ«الشاشة الصغيرة» بعد غياب ٦ سنوات، بجانب الكشف عن مشروعاته الفنية المقبلة.

■ بداية.. لماذا وافقت على «أرض النفاق» بعد غياب ٦ سنوات عن الدراما؟
- بالتأكيد أتمنى التواجد دائمًا أمام جمهورى الذى أعشقه كثيرًا، لكنى أبحث أيضًا عن الورق الجيد، الذى يجعلنى أعود من خلال عمل يليق بالمشاهد الكريم، الباحث عن العمل الجديد المتوازن، الذى يحقق له السعادة، وهذا ما جعلنى أتأنى كثيرًا قبل اختيار عمل أعود به.
■ وما الذى وجدته مميزًا وسببًا كافيًا للعودة فى «أرض النفاق»؟
- عندما وصلنى سيناريو مسلسل «أرض النفاق»، من المنتج جمال العدل، الذى أحترمه كثيرًا، تحمست كثيرًا لتقديمه، بسبب الفيلم الشهير للأستاذ فؤاد المهندس، والرواية المميزة ليوسف السباعى.
كما أن السيناريو كان مكتوبًا بشكل راقٍ للغاية، وهو ما ظهرت معالمه الجيدة من خلال ردود الفعل الإيجابية للجمهور المصرى والعربى، وهو ما أحمد الله عليه كثيرًا.
■ كيف كان التعاقد على العمل؟
- بالتأكيد الجميع شاهد الفيلم، الذى حقق نجاحًا كبيرًا على جميع المستويات حين عرض للجمهور، لذا عندما علمت بشراء المنتج جمال العدل القصة، وإمكانية تقديمها للمشاهدين، تحمست كثيرًا ووافقت على الفور، بسبب علمى بأهمية اختيار الأعمال التى تظهر على شاشة التليفزيون.
أعمالنا الدرامية تصل للملايين، دون إذن، وكان من الضرورى أن أعود من جديد بـ«أرض النفاق»، الذى يراه الجميع عملًا ذا طبيعة كوميدية، تمس شخصيتنا العربية.
ولذلك، حاولنا من خلاله استرجاع بعض الأفكار، التى غابت عنا خلال الفترة الأخيرة، ومن ضمنها حب الجار والترابط الأسرى، وغيرها من الموضوعات التى افتقدنا تناولها مؤخرًا على الشاشة الصغيرة، والأهم فى العمل أنه يلعب دورًا فى إصلاح المجتمع.
■ ما أبرز كواليس العمل؟
- المسلسل ملىء بالأبطال، ولكل منهم دور مهم فى كواليسه وأحداثه، التى كانت كوميدية بشكل غير طبيعى، وجمع فنانين أصحاب أداء مميز أمام الكاميرات، مثل دلال عبدالعزيز، وهنا شيحة، وسامى مغاورى، ومحمد محمود، ومحمد ثروت، وآخرين. ومن وجهة نظرى، نجح السيناريست أحمد عبدالله، فى كتابة كل شخصيات العمل بشكل جيد ومتوازن، يظهر طريقة جديدة فى أداء الأبطال خلال أحداث المسلسل.
■ كيف كان تعاونك الأول مع الفنانة دلال عبدالعزيز؟
- سعدت كثيرًا بالعمل لأول مرة مع ممثلة لها ثقلها، مثل الفنانة دلال عبدالعزيز، من خلال ظهورها فى دور «حماتى»، داخل أحداث المسلسل، بشكل مختلف ومتميز، وبالتأكيد كانت إضافة كبيرة لكل صُناع العمل.
■ وماذا عن التعامل مع جمال العدل؟
- «العدل جروب» من الشركات الإنتاجية التى لها تاريخ مشرف، وتعد إضافة لمن يعمل معها، لأن لديها قواعد فكرية محترمة، تحاول من خلالها ترسيخ الأفكار الإيجابية فى المجتمع، من خلال أعمال لها وقع مميز على مشاهديها.
وعندما تحدثت مع المنتج جمال العدل، الذى أقدره وأحترمه كثيرًا على المستوى الشخصى، كان أهم ما يشغلنا هو فكرة تقديم عمل جيد يجذب الجمهور ويوصل إليه أفكارًا تغير السلبيات التى تواجدت فى المجتمع، فكانت القاعدة الأولى لدينا هى عدم التواجد لمجرد التواجد، وتقديم منتج ينال إعجاب الجمهور، بقصة مختلفة، نقدم من خلالها رسالة تفيد الناس.
■ ما الفارق بين المسلسل والفيلم؟
- الجميع شاهد الفيلم، ويعرف كيف كانت أحداثه، التى اعتمد خلالها الكاتب الكبير يوسف السباعى على فكرة إعطاء البطل ٣ حبوب فقط، هى: الشجاعة والصراحة والنفاق.
«السباعى» كتب الرواية عام ١٩٤٩، ووصف فيها التدهور الأخلاقى فى المجتمع، وتحولت بعد ١٩ عامًا إلى عمل سينمائى أخرجه فطين عبدالوهاب، من بطولة فؤاد المهندس وزوجته الجميلة شويكار، ليتربع على عرش كوميديا الستينيات.
أما المسلسل، فتوسع الكاتب أحمد عبدالله فى فكرة إعطاء الحبوب، لتشمل العديد من الأفكار، التى يتطلع البطل من خلالها إلى إظهار حقيقة نفسه ومن حوله، والكل شاهد ذلك خلال أغلب الحلقات التى تم عرضها.
■ هل أثر عدم عرض المسلسل فى القنوات المصرية على نسب مشاهدته؟
- بالطبع لا، فالمسلسل تم عرضه خارج مصر فى توقيتات مختلفة ومميزة، وذلك فى قناة عمان الرابعة عصرًا، وعلى التليفزيون التونسى فى التاسعة، والسعودى فى السابعة، بالإضافة إلى عرضه على العديد من مواقع الإنترنت، وهو ما جعله متواجدًا على نطاق واسع، من حيث المشاهدة الجماهيرية، لذلك فكرة عرضه خارج مصر لم تقلقنى، فالعمل الجيد يفرض نفسه فى أى مكان.
■ كيف استقبلت عدم عرض المسلسل على موقع «يوتيوب»؟
- قطعًا كان أمرًا مهمًا أن يعرض المسلسل على موقع «يوتيوب»، لكن كما يعلم الجميع، هناك ما يسمى بحقوق الملكية الفكرية التى تخص القناة المصرية العارضة له «أون تى فى»، التى ستذيعه بعد شهر رمضان.
■ كيف كانت ردود الفعل تجاه المسلسل داخل مصر؟
- الحمد لله، ردود الفعل كانت إيجابية للغاية، وهنأنى الكثيرون على العمل، وقالوا لى إنه «متصدر» وأصبح «ترند» على «السوشيال ميديا»، وهذا توفيق كبير من الله، وأتمنى أن يستمر هذا النجاح إلى الحلقات الأخيرة، خاصة مع كم المجهود الكبير الذى قدمه كل فريق العمل.
■ وماذا عن دول الخليج؟
- فوجئت منذ أول يوم، بحالة حب شديدة من قبل جمهورى فى الخليج، خاصة أن العمل عرض فى أكثر من قناة خليجية، وهو ما جعلنى فى حالة سعادة كبيرة.
ولعل فيلمى الأخير «عنتر ابن ابن ابن شداد»، خير دليل على ذلك، فإيراداته فى دول الخليج العربى، كانت مرتفعة جدًا، وحقق نجاحًا وردود فعل إيجابية للغاية، وهذا ما جعلنى سعيدًا، لعرض المسلسل على هذا الجمهور، الذى يشغل تفكيرى دائمًا، لذلك أفكر فى كيف أقدم لهم وجبات فنية دسمة، تجعلهم فى حالة سعادة مستمرة، بالإضافة إلى جمهورى الأساسى فى مصر.
■ كيف تقيم المنافسة خلال شهر رمضان الكريم؟
- المنافسة دائمًا تأتى لصالح المشاهد، وأنا دائمًا أدعم فكرة التنوع، فهذا الموسم تم تقديم أعمال جيدة ومتنوعة، ما بين الأكشن والدراما والكوميدى، وهو شىء فى صالح الجمهور، الذى أتمنى له أن يسعد فى هذا الموسم الرمضانى، على جميع الأصعدة. وبصراحة، أرى كم المجهود الذى يقدمه كل المشاركين فى الماراثون الدرامى الرمضانى الحالى، من أجل تقديم أعمال مميزة تليق بعقلية المشاهدين، وأهنئ الجميع على هذه الأعمال المشاركة هذا الموسم.
■ هل نرى شخصية «شعنونتى» قريبًا؟
- هناك الكثير من المفاجآت التى أعد جمهورى بها، خلال الفترة المقبلة، وشخصيات «ديزنى» الشهيرة «شعنونتى» و«وشوشنى»، ستعودان خلال الفترة المقبلة، ونحن نعمل على ذلك، لكن بشكل مختلف وجذاب، أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور المصرى والعربى.
دائمًا أحاول أن أقدم أعمالًا تنال إعجاب جميع الأعمار، والأطفال هم من يجعلوننى سعيدًا، عندما أراهم متحمسين لهذه الأعمال، التى أثبتت أنها تصلح لكل الأعمار، وهذا نجاح كبير من الله، والدليل على ذلك أن نسب المصوتين على فكرة عودة هذه الشخصيات كانت من الكبار والصغار، ووصلت إلى ٦٠ ألف صوت.
■ ما سبب تطور علاقتك بموقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر»؟
- أحاول دائمًا التواصل مع جمهورى، عبر «السوشيال ميديا»، لعلمى أن الثقافة تغيرت، وأصبح تأثير مواقع التواصل الاجتماعى كبيرًا على عقلية الفرد هذه الأيام، لذلك أحرص على التواصل الدائم مع جمهورى، وأخذ رأيهم كثيرًا فى بعض الأعمال التى أفكر فى تقديمها، ومن ضمنها فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية ٢» وشخصيات «ديزنى».
والحمد لله، جمهورى دائمًا يقف بجوارى ويدعمنى كثيرًا فى ذلك، ولعل مشاهدات مسلسل «أرض النفاق» ومتابعة الجمهور له، عبر منصات «السوشيال ميديا» بشكل كبير، أكبر دليل على ذلك، وأظن أن هذا من ضمن مكاسب هذه الوسائل الترفيهية، فمن خلالها رأيت كيف التف الجمهور حول العمل الرمضانى بشكل مميز.
■ هل نرى جزءًا جديدًا من فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»؟
- مثلما ذكرت، أنتظر إنهاء تصوير مسلسل «أرض النفاق»، وبعد ذلك سأفكر فى الأعمال الجديدة التى أقدمها للجمهور، والآن أنظم جلسات عمل مستمرة مع الدكتور مدحت العدل، وسنصل فى النهاية إلى فكرة وعمل، أتمنى أن يرضى الجمهور مثلما وعدته دائمًا.
■ متى نرى عملًا سينمائيًا جديدًا لـ«هنيدى»؟
- سأعمل على تقديم فيلم سينمائى جيد، يحترم عقلية المشاهدين، الذين استمتعوا بـ«أرض النفاق»، لكن قد أحتاج إلى إجازة، أستريح فيها من المجهود الكبير المبذول فى المسلسل، ليتم بعدها اختيار عمل فنى ذى طبيعة جيدة، سواء على مستوى الكتابة أو صُنّاع العمل نفسه.
وتجربتى الأخيرة فى المسلسل جعلتنى متحمسًا تمامًا للظهور من جديد على الشاشة العملاقة.