رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يصوّر الفن التشكيلي آلام المسيح؟ فنانون يتحدثون

لوحة الفنان مجدي
لوحة الفنان مجدي رياض

يحتفل المصريون، غدًا الأحد، بعيد السعف وهو دخول المسيح القدس، كبداية لأسبوع الآلام ويختلف كل شخص بطريقة احتفاله، فيبدأ الأطفال بشراء السعف ليصنعوا منه اشكالًا متعددة بمساعدة الكبار، وفى الصباح الباكر يدخلون الكنيسة وفى أيديهم ما صنعوه فى مشهد مبهج.

بينما يستعد الكهنة والأساقفة لصلاة القداس الإلهي بطقوس هذا اليوم الخاصة، وتقرأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القراءات المناسبة لـ"أسبوع الالآم".

أما الفنانون فيبدأون فى الاعتكاف على رسم لوحات جديدة، ليعبروا من خلال فرشاتهم عن أحداث "أسبوع الالآم"، الذى يعد أهم أسبوع لدى الكنيسة القبطية، وأيضًا ليقوموا بتخليد ذكرى الالآم السيد المسيح وصلبه ودفنه.

الأيقونة تختلف عن اللوحة
تختلف طريقة وقواعد رسم الأيقونة عن اللوحة، خاصة فى الموضوعات التي تتعلق بالأحداث والتقاليد الكنسية.

يقول الفنان عماد لمعي، أستاذ التصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلون، أستاذ الايقونة القبطية بمعهد الدراسات القبطية، لـ "الدستور": "معظم اللوحات والأيقونات عن صلب السيد المسيح التي يتم رسمها تكون فى الكنائس، والأيقونة ليس للفنان أي تدخل في موضوعاتها"

ويضيف "أما اللوحة للفنان كل الحرية في استخدام موضوعاتها وتكويناتها ولكن معظم اللوحات التى تم رسمها أيقونات وقليلًا مانجد فنانين رسموا عن موضوعات أسبوع الآلام، لكنها تعد أساسية داخل الكنيسة الأرثوذكسية عن باقي الكنائس.

وتوضح مها جورج، أستاذ التصوير بقسم الرسم بكلية التربية الفنية بالزمالك، عن رؤيتها فى الرسم عن أسبوع الألام: "التعبير لدى الفنان لايتجزأ، فكل انسان له طريقة للتعبير عن لوحاته".

وتضيف: "يمكن للفنان أنه يحذف أو يضيف أو حتى يبالغ فى رسمته، أو يغير الألوان، بمعني أني ممكن أرسم يد المسيح بالمسامير وأرجله فقط، لكى أعبر عن الالآم الصلب، أو ارسم منديل القديسة فيرونيكا (أحد شخصيات قصة الصلب)، وأستخدم التقنيات الفنية للتعبير عن دم المسيح علي وجه".

طقوس خاصة قبل الرسم:

لكل فنان طقوسه الخاصة، قبل البدء فى رسم الأيقونات أو اللوحات، تقول فى هذا، الفنانة "مونيكا فؤاد"، والتى تشارك حاليًا بمعرض "لحظة" فى مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية: "قبل أن أبدأ فى الرسم أحب ان أقرأ عن الموضوع الذى سأقوم برسمه، وأحب أن أقرأ فى (الإنجيل)، وعندما أجد آية معينة تعجبني يتكون داخل ذهني شكل اللوحة".

وتوافق هذه الطريقة، "مجدي رياض"، فنان تشكيلى"، فيقول"قبل أي عمل يجب أن أقرأ في كتاب عن آلام السيد المسيح، أو أشاهد فيلم عنه بعد ذلك التفكير في عمل الأيقونه".

توضح مها جورج الطريقة التى تتبعها قبل الرسم:"الأول بعمل على تجميع الأفكار في ذهني ثم وأدونها، بعدا أبدأ فى عملية التجريب على سطح اللوحة، وممكن تكون الفكرة قابلة للتعديل وبضيف خامات وأشكال حتى أتوصل للفكرة التى اريدها".

أما الفنان"عماد لمعى" يرى أنه لا بدّ أن يكون راسم الأيقونة مستعد عقائدًا، موضحًا: "لرسم موضوعات من الكتاب المقدس يجب أن يكون هناك استعداد خاص وعقائدى، وفي بعض الأحيان يصوم الفنان فترة انقطاع عن الطعام لكى يستعد وجدانيًا لرسم هذه الموضوعات المقدسة ثم قراءة الكتاب المقدس للموضوعات التي يتم رسمها".

رسالة الفنان للمتلقى:
يرسم الفنان لوحاته وهو فى ذهنه رسالة معينة يريد أن يصلها للمتلقى عن طريق لوحاته، خاصة الرسائل التى تخص "أسبوع الآلام"، فيقول عادل بخيت، فنان تشكيللي، "أفضل فى الرسم عن موضوع (أسبوع الالآم) مشهد تعذيب المسيح لأنه ملئ بتفاصيل كثيرة تظهر الجروح والضربات التى فى جسد المسيح، لكى تصل للمتلقى أنها أكثر واقعية".

بينما تفضل "مها جورج" أن تضع اللوحة أسئلة أمام المتلقى: "الرسالة أنه يتفاعل مع اللوحة، أنا بفضل أن تكون اللوحة رمزية تثير تساؤل لدي المشاهد لا تكون تعبير مباشر، وهذا يعبرعن فرادة الفكرة".

أما بعض الفنانين يرون أن الأيقونة دورها يكون تعليمي ويمكن قراءته، كما يوضح الفنان عماد لمعي": "الأيقونة هى كتاب مقدس مفتوح للعامة لمن لايجدون القراءة وهي وسيلة تعليمية قبل ان تكون هدفها جماليا".