رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يديعوت أحرونوت: روسيا هي من سيقرر متى وكيف سيتنحى الأسد

يديعوت أحرونوت: روسيا
يديعوت أحرونوت: روسيا هي من سيقرر متى وكيف سيتنحى الأسد

رأت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه يتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى أن العنصر الرئيسي الذي يؤثر على بقاء الرئيس الأسد هو روسيا ليس إيران وحزب الله من ناحية أو الثوار ومؤيديهم من ناحية أخرى. فروسيا هي من سيقرر متى وكيف سيتنحى الأسد.

وأضافت الصحيفة -في مقال للرأي أوردته اليوم الأربعاء- أن السياسة الروسية المتغطرسة والصارخة والمتعنتة حيال القضية السورية هي انعكاس لضآلة وضعف السياسة الأوروبية والأمريكية حيال هذه القضية. لقد حقق الروس أمس رقما قياسيا جديدا فلم يكتف نائب

وزير الخارجية الروسي سيرجي ريباكوف فقط بالإعلان أن روسيا ستبيع صواريخ من طراز /إس 300/ إلى سوريا رغم الضغط الدولي، لكنه أوضح ايضا أن الاتفاق يهدف إلى "كبح جماح بعض المتهورين". ولم يخف هوية هؤلاء الذين يشير إليهم إما :تلك الدول في

الاتحاد الأوروبي التي تميل إلى نقل الأسلحة إلى المتمردين، وبالطبع المنافس التقليدي -الأمريكيون. ولم يتحدث عن إسرائيل غير أنه يشير إلى إسرائيل ايضا.

وحتى لو لم يكن ذلك كافيا، فهو يطلق التهديدات أيضا: ففي حال رفع دول الاتحاد الأوروبي للحظر عن تقديم الأسلحة إلى المتمردين، فهم سيقومون بتقويض الجهود الرامية لعقد اجتماع سلام دولي بشأن سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من الصعب حتى عام مضى تصديق أن روسيا تتأثر بالعداء في العالم السني. لقد وجد الروس أنفسهم فجأة يدعمون الشيعة بعدما تم دفعم بعيدا عن العالم العربي من خلال المحور الأمريكي-الأوروبي وفشلهم في إيجاد مكان لأنفسهم في

الإضطرابات العربية. ومنذ ذلك الحين حددوا استراتيجية واضحة وهم يتبعونها بإصرار.

وأضافت أن السياسة الروسية بسيطة ووحشية. لقد تمكن الروس من عزل الأسد عن العالم الخارجي وتوفير الدرع الواقي له في مواجهة الغرب والجيش الإسرائيلي والضغوط الدبلوماسية -وبدأوا بالوقوف بقوة إلى جانب سوريا في مجلس الأمن الدولي ثم بإطلاق

تهديدات واضحة بشأن تدخل عسكري روسي في حال توجيه الأمريكيين أو أي كيان آخر لتهديدات بتدخل عسكري مباشر في سوريا من بينه محاولة إنشاء منطقة حظر طيران في سمائها.

ومضت الصحيفة تقول إن الروس يشعرون بضعف الغرب. وهم يدركون أن الأمريكيين غير راغبين في التوصل إلى تدخل عسكري في سوريا وهم يتمتعون بحقيقة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتودد إليهم. فكيري يطلب من روسيا إيجاد حل دبلوماسي للقضية السورية.

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول إن الروس -من جانبهم- لا يكلفون أنفسهم عناء تحديد موعد لمؤتمر دولي. ففي اللحظة التي تلقى فيها الأسد مظلة حماية دبلوماسية وعسكرية روسية وتمكن -في ذات الوقت- من الاحتفاظ بالجيش السوري إلى جانبه فقد ضمن بشكل رئيسي

الوجود المستمر لنظامه مهما كان هشا. وسيستمر ذلك إلى أن يقرر الروس أن الوقت مناسب لقرار من شأنه حماية مصالحهم في سوريا بدونه.