رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسلماني يحذر من «المغول الجُدد»

صوره من الحدث
صوره من الحدث

قال الإعلامي أحمد المسلماني، مقدم برنامج "الطبعة الأولى" على قناة دريم الفضائية، إنه من الضروري القضاء على الهمجية الموجودة في العالم، والتي ترسخ للأجيال القادمة القضاء على التراث وتسخر منه.

وأشار المسلماني، إلى أهمية الرفض الصوتي لتلك الهمجية، وترسيخ أهمية التراث للأجيال القادمة، فمجرد أن ننادي برفض الخطأ وتأييد الصواب هو أمر في غاية الأهمية، خاصة أن الحفاظ عليه يعد أمرا مهما للاقتصاد، فضلًا عن كونه أصلا ارستقراطي الإنسانية، والتي رسخها الأجداد وأجداد الأجداد، فلابد أن نفخر بهذا الأصل الأرستقراطي لإنسان والموجود من آلاف السنين.

وأضاف المسلماني، إن أهمية الحفاظ على التراث تعود أيضًا إلى أنه ماضي عظيم يقود إلى مستقبل أكثر إبهار، ويمنح الثقة للشعوب حول ماضيهم وأهميته وعراقته، مشيرًا إلى أن الوطن العربي يملك تاريخا يونانيا، رومانيا، فرعونيا، وآشوريا، فضلًا عن حضارات الهند، أما في السياحة والثقافة والاقتصاد السياحي، فهي تشكل أهمية عملاقة قائمة على زيارة هذه المؤسسات، ومكونة لبنية اقتصاية ضخمة، فهناك تحديات قديمة متعلقة بالموارد الحضارية.

وحذر المسلماني ممن أطلق عليهم "المغول الجدد" ممن لا يقدرون الحضارة ويعدون خطرًا جسيمًا عليها، وهم موجودين في سوريا، والتي تمتعت بحضارة مفتوحة، أضحت الآن نتيجة لتواجدهم" مقابر مفتوحة"، وكذلك اليمن التي كانت تضم أكبر كم من الآثار تم تدميرها، فضلًا عن الحضارة الآشورية في العراق، التي تميزت بمكانة عالية، فمدن مثر نمرود التي ترجع إلى 13 قبل الميلاد تم تدميرها أيضًا، وفي ليبيا ومصر بعد ثورة 25 يناير قام البعض بهدم القصور والمباني التراثية، تقدر بأكثر من 25 مليون دولار.

وأشار المسلماني إلى أن الحل الأمثل للحفاظ على التراث، هو دعم البرامج الوثائقية من قبل الدولة، والتي لا تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، وكذلك يجب أن يكون هناك إنتاج مستمر من الأفلام السينمائية التي تخلد التراث، مقترحًا أيضًا تشكيل مدارس تربي الأجيال القادمة على احترام التراث الإلامي بكل طبقاته، تكون حامية للدولة في المستقبل من السقوط من خلال التربية المدرسية، والرد على تلك الأفكار المتطرفة والمتخلفة التي تصف التراث الإسلامي بالهمجية، والتي يجب ألا يكون لها أثر في تدمير التراث الثقافي.

وشدد المسلماني على ضرورة ألا يعتبر التراث تاريخا هامشيا، فخسارة الروح العامة للمجتمع والجماليات، والعمارة الآن هي تراث المستقبل، والجمال اليوم هو تالريخ المستقبل، فالنظر لجمال الماضي على أنه قبح سيقضي على الجمال في المستقبل.

وتابع: "كيف يمكن للباقين أو الناجين أن يبدأوا من جديد في حال تدمير التراث في الماضي، ولكن البنك المركزي للبذور يحفظها لسنوات طويلة، والإعلام هو الحامي الحقيقي للتراث، وغياب دوره يقتل التراث مرتان، الأولى من المغول الجدد والثانية من الإهمال الإعلامي".

وأكد على ضرورة خلق طلب على الثقافة، لأن العرض يخلق الطلب، وطالما هناك من يتحدثون عن عروض جادة فإن الطلب سيزيد عليها، كما أن هناك قوة ناعمة لا تقل أهمية عن الجيش، وهي أيضًا كالقوى الصلبة لا يجب أن تأتي بعائد اقتصادي، وإنما الأشياء الراقية ستكون سائدة، والقوى الناعمة ليست مجالا للربح ومن يتعامل معها على هذا الأساس فهو يساهم في تدميرها.