رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدوارد سعيد عن «كاريوكا»: لعبت دورًا مهيمنًا فى تشكيل الثقافة المصرية

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

تحل، اليوم الخميس، الذكرى التاسعة والتسعين لميلاد أيقونة الرقص الشرقي٬ الفنانة الكبيرة «تحية كاريوكا»، والتي ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1919 بمدينة الإسماعيلية٬ ورحلت عن عالمنا مخلفة ورائها عمر من الفن والإبداع فيما يزيد عن 134 عملا سينمائيا من أشهرهم: «سمارة٬ إحنا التلامذة٬ الفتوة٬ أم العروسة٬ المعلمة٬ شباب إمرأة٬ خلي بالك من زوزو٬ واإسلاماه وغيرها».

أما رصيدها من الدراما التليفزيونية، بلغ تسع مسلسلات من أشهرها: «مخلوق اسمه المرأة٬ صابر يا عم صابر٬ وهو وهي»، ومن المسلسلات الإذاعية ما يقارب التسع مسلسلات من أشهرها الصبر في الملاحات٬ وبلغ رصيدها المسرحي 24 مسرحية من أهمها: «حضرة صاحب العمارة٬ روبابيكيا٬ يحيا الوفد٬ وشفيقة القبطية».

وفي كتاب «أوراق محمد عبد الوهاب» يقول الموسيقار الكبير: «كاريوكا حررت الرقص الشرقي من تأثير الأجنبيات، ومثلها في ذلك مثل سيد درويش الذي حرّر الموسيقى المصرية من تأثير الأتراك. تحية ظاهرة وطنية، وتكمن قدرتها في أنّها كانت تستطيع أن تعطيك كل ما عندها من فنّ وحركة بكل جسمها في مساحة لا تزيد على متر مربع واحد، لا تحتاج إلى جري حول المكان رايحة جاية لتبهرك أبدًا».

أما المفكر الكبير إدوارد سعيد، والذي تعرف علي كاريوكا في القاهرة عام 1950 في كازينو بديعة مصابني، سرعان ما كتب عنها مقالة نشرت في جريدة الحياة اللندنية٬ وفيها اعتبر كاريوكا أروع راقصة شرقية على الإطلاق٬ وتجسيد لنوع من الإثارة بالغ الخصوصيّة، مما جعلها أنعم الراقصات وأبعدهن عن التصريح، كما جعلها في الأفلام المصرية نموذجًا واضحًا أشد الوضوح للمرأة الفاتنة المغويّة التي يفتك سحرها بالناس.

ويستطرد سعيد: «لم تكن تحيّة كاريوكا راقصة جميلة فحسب، وإنّما كانت فنانة لعبت دورًا مهيمنًا في تشكيل الثقافة المصرية. رشاقتها وأناقتها توحيان بما هو كلاسيكي تمامًا، بل ومهيب يستند في ذلك إلى خبرة بدت واسعة في مجال الرقص إن جوهر فن الرقص العربي التقليدي، شأن مصارعة الثيران، ليس في كثرة حركات الراقصة وإنما في قلّتها. وحدهن المبتدئات أو المقلدات البائسات من يونانيات وأمريكيات يواصلن الهزهزة والنطنطة الفظيعة هنا وهناك مما يُحسب إثارة وإغراءً حريميًا، فالهدف يتمثّل في إحداث أثر عن طريق الإيحاء أساسًا».