رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاة المصلح الإنجيلي.. كيف ترك «لوثر» إرثًا من الترانيم؟

المصلح مارتن لوثر
المصلح مارتن لوثر

تحيي الكنيسة الإنجيلية، ذكرى وفاة المصلح مارتن لوثر، الأحد المقبل، والذي بدأت على يديه ثورة الإصلاح الدينى فى أوروبا عام 1517.

ومنذ هذا الوقت فقد سارت الكنيسة الإنجيلية مسارًا مختلفًا عن الكنائس التقليدية بفرعيها «الأرثوذكسية والكاثوليكية» اللتين توارثتا الطقوس والتقليد من الآباء الأولين في المسيحية وتسلمتا تفاصيلها الثابتة التي يصعب تغيير الكثير منها، أما الإنجيلية فيمكنها التغيير وفق كل زمن كونها تخضع للتفسيرات المتجددة.

فقدم "لوثر" إرثًا غزيرًا من الترانيم، التي جاء بعضها تلحينًا لمقاطع من الكتاب المقدس، أو وحيًا من مقاطع بعينها منه، كما قدّم لوثر ألحانًا للطبقات العليا، وكذلك استخدم الموسيقى الشعبية، بحيث تجمّع حول ترانيمه رجال الدين والرجال العاديون والنساء والأطفال.

انتشرت ترانيم لوثر في العبادات، والمدارس، والمنازل، والساحات العامة، والكثير من ترانيم لوثر كانت مرتبطة بمواقف معينة من حياته لاسيّما كفاحه في سبيل الإصلاح، فمناظراته مع الكنيسة الرومانيّة هي التي دفعت لتقديمه ترنيمة نشيدًا جديدًا.

وفي عام 1524 قدّم لوثر ترنيمته العقائديّة التي تشرح وجهة نظره «للمعتقدات المسيحية بعنوان نحن جميعًا نؤمن بإله واحد حقيقي»، وهي من ثلاثة مقاطع تشرح إيمان الرسل، وتشكل أحد أساسات التعليم المسيحي؛ وتم توسعتها وتطويرها في مراحل لاحقة وباتت أحد أهم الأناشيد الواسعة الانتشار في الكنائس اللوثرية، كما تعتبر من أشهر الترانيم اللاهوتيّة في القرن الثامن عشر، غير أن لحنها الصعب جعل استخدامها نادرًا في القرن العشرين.

وفي عام 1538 قدّم لوثر الصلاة الربية ملحنة، مع تفاسير لها تتوافق مع التعليم المسيحي كما رآه لوثر، وذلك بتعليق على كل مقطع من الطلبات السبعة التي قدمها المسيح في الصلاة، وترنّم في الكنائس اللوثرية كتهيئة للقداس، وكوسيلة لدراسة المرشحين لتولي التعليم المسيحي.

كما أصدر لوثر لحنًا للمزمور 67 وآخر للمزمور 51، مع شرحه من كتاب التعليم المسيحي للوثر والخاص بسر الاعتراف.[101] وعلى الغرار نفسه في وضع الترانيم العقائديّة، وكتب لوثر عام 1540 ترنيمة إلى الأردن جاء المسيح ليعكس خلالها بصيغة الأسئلة والأجوبة متعلقات بالتعليم المسيحي عن العماد.

وهناك عدد كبير من الترانيم الشهيرة الأخرى التي صاغها لوثر حول عيد الميلاد وعيد الفصح والمجيء الثاني للمسيح والوصايا العشر، والتي أثرت لاحقًا على الفن الموسيقي الديني في أوروبا، كما أثرت في كبار الموسيقيين أمثال يوهان باخ الذي أعاد تقديم عدد من ترانيم لوثر في صيغ حديثة.